الفجر آت ياعراق ..........ديوان الشاعر هلال ناجي
ابراهيم العلاف
قد يحسب الاغبياء والمتخلفين ، ومن في قلبه مرض ان العراقيين ينسون تاريخهم وما حل بهم عبر العصور . وقد يتمادون في ايذاء الناس والانتقاص من كرامتهم معولين على هذا وذاك وليعلموا وليعلم من يريد ان يعلم بأن من يزرع الشوك سوف لن يحصد العنبا وان من تمتد يده الى انسان فسوف لن يسلم مهما مرت السنين وادلهمت الليالي ..اقول هذا وفي يدي ديوان :" الفجر آتٍ ياعراقْ " للشاعر الكبير الاستاذ هلال ناجي (رحمه الله ) والذي صدرت طبعته الاولى في دار الاداب ببيروت ومكتبة النهضة ببغداد في آذار سنة 1963 ليضم قصائدا كتبها سنة 1959 وما بعدها .
وفي الديوان فضلا عن قصيدته الرئيسة :"الفجر آت ياعراق " قصائد عديدة منها :" بغداد " ، و" عروبتي " ، و" رسالة من ابنتي " ، و" بطاقة عيد من أخي" و"اقصوصة كف ممدودة " و" رسالة من لاجئ فلسطيني " و" ثورة 23 يوليو –تموز 1952 "و " النقاد والشاعر " و" الى ولدي ثائر " و" حنين " و" العدل في الورق " و"بورسعيد " و" أبصرت فجرك رغم الف ستار " و"الطير القتيل " و"حديث مع ذئب " و"الصغار الحالمون " و" مولود فرعون " و" طليعة الفداء " .
في قصيدته "بغداد " يقول :
إن غاب ذاك السنا
بغدادُ عن افقنا
فإننا لم نزل
نصوغ من وهمنا
قلائدا من هوى
لجيد بغدادنا
ولم يزلْ شوقنا
يعبث في جُنحنا
ياقبلة من شذا
وكعبة من منا
الليل مهما يطل
فالفجر آت لنا
.... .... ...
وفي قصيدته "الفجر آتٍ ياعراق " التي كتبها في 20-9-1961 يقول مخاطبا بغداد لتقول للزعيم عبد الكريم قاسم (رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 ) الذي أعدم رفاقه من قادة ثورة 14 تموز1958 ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري وزملاءهما رحمهم الله :
بغداد هذا الذي بالغدرِ مدرَع
قولي له غدنا عطرٌ إذا إنسكبا
قولي له –وهو من ثاراتنا حذرٌ
"من يزرع الشوك لم يحصد به عنبا "
غدا أراه على باب الدفاعِ لقىَ
ممزقا بيد الثوار مُختضبا
قولي له : انه التاريخ ماعرفت
أيامه أننا ننسى الذي نكبا
وفي قصيدته :"عروبتي " التي كتبها سنة 1960 يقول :
عروبتي أقصوصة قصها
راع من الاعراب عبر الزمان
رددها النيل وأبناؤه
ودجلة وثائر في عمان
عروبتي أغنية حلوة
غنى بها بحارة في الخليج
وقطع الليل بآهاتها
في تونس الخضراء صوت بهيج
عروبتي شعر من الاقدمين
تحدرت أبياته من دهور
هز قلوب العرب الاولين
وهزنا برغم كر العصور
عروبتي تاريخ أمجادنا
واسطر بالنور مسطوره
خر على أعتابها دهرنا
نشوانَ ظن المجد اسطوره
وفي قصيدته "الانفصاليون العصاة " التي كتبها في 28 سبتمبر - ايلول 1961 يقول :
وقيل ذلت دمشق للالى غدروا
وغار أمجادها فازت به حلبُ
دمشق ماتبرح الامجاد شامخة
لمجدك البكر تنمي حين تنتسب ُ
ردي الذين بليل السوءِ جمَعهم
على الدنايا أجير ماله حسب
رديهم فجحيم النار منتظر
جماجم الغدر والتاريخ مرتقب
مازلت أحلم يافيحاء إن دمي
من أجل وحدتنا الشماء ينسكب
ردي العصاة فانتِ الصارم الذرب
زهت به عبد شمس والالى ذهبوا
وهكذا فالديوان يوثق لمرحلة مهمة من مراحل تاريخنا المعاصر. ومن هنا ، فهو يُعد مصدرا من مصادر تاريخ العراق السياسي والثقافي المعاصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق