بطاقة عيد الى أخي
شعر : هلال ناجي
"كتبها الشاعر بعد صدور حكم الاعدام عليه من محكمة المهداوي في العراق بعد عيد الفطر عام 1960
كصلاة من عبيرْ
مثل رشات العطور
مثلما النجمة في الظلمة تومي وتنير
مثل رف من سنونو جاء من خلف بحور
هذه الاحرف في الشرق صلاة من عبير
وهي في العيد بطاقه
تتحرق
تتشوق
للقاء الاهل والاطفال –أواه- وتقلق
يا أخي
هذه الاحرف لو تدري اشتياق للقاء
وهي نبع من صفاء
وهي دفقات محبه
فاذا ما لمحت عيناك حرفا لا يبين
فتأكد
إن دمعه
لحروف الشوق أصباها الحنين
فاستحمت في عبير الحرف وإنداحت كموجة
... ... ...
يا أخي أن تسأل الاطفال عني
قل لهم : إني مسافرْ
سأعودْ
عندما يأتي الربيعْ
موعدي والزهر والاكمام والعطر الوديع
فاذا مر الربيع ْ
وعلى الافق ضباب ودخان
وتخلَفتُ هناك !
وقرات القلق المشبوب حبا
في العيون الحلوة السود الحبيبة
قل لهم :إني مسافر
سأعود
عندما يأتي الشتاء
فيطيب السمر
زادنا النار وحب الكستناء
وحشايا ثمر البلوط في الليل الطويل
وأحاديث الصغار الممتعه
عن أقاصيص (ابي زيد الهلالي ) يا اخي
... ... ...
وإذا ما حل عيد
وأنا محض خيال في البعيد
قل لهم : إني ارتحلت
لالُمًلم
أنجم الليل وأسهم
في إنبثاق الفجر في أرض العروبه
أرض بغداد السليبه
... ... ...
وإذا طال إرتحالي وغيابي
وعلى أوجه اطفالي الصغار
لاح يتمُ
رسمته أعينٌ لم تعرف الذلة يوما
لاتدع أدمعهم تلثم تربا
فالدموع الغالياتْ ..
هي كالآنجم مثواها السماء
أرشف الادمع عني بشفاهك
فهي بعض الامنيات
في إغترابي
ثم قَبَل .. قبًل الاطفال عني يا أخي
_________________________________
• من ديوانه :" الفجر آتٍ ياعراق " ،دار الاداب –بيروت ومكتبة النهضة –بغداد 1963 .مع تحياتي :ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق