الاثنين، 20 يوليو 2015

مهرجان بغداد والكندي ببغداد 1962 ابراهيم العلاف

مهرجان بغداد والكندي ببغداد 1962 
ابراهيم العلاف 
في بعض الاحيان أكتشف ومن خلال التعليقات والمداخلات ان ثمة نقص في التعريف ببعض الاحداث الثقافية التي وقعت في العراق خلال ال100 سنة الماضية .وكما تعرفون فأنني آليت على نفسي أن اوثق لجوانب مختلفة من تاريخ العراق الثقافي المعاصر ويسعدني اليوم أن أحدثكم بإختصار عن مهرجان كبير عقد ببغداد في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 . 
ومهرجان بغداد والكندي عقد في  يوم السبت الاول من كانون الاول سنة 1962 وافتتحه  الزعيم عبد الكريم قاسم بحضور عدد كبير من الباحثين والشعراء العراقيين والعرب وعدد من المستشرقين .وفي الحقيقة ان وزارة الارشاد هي من نظمت المهرجان بناء على توجيه مباشر من الزعيم للاحتفال بألفية مدينة بغداد وقد تشكلت لجنة مركزية برئاسة الاستاذ الدكتور ناجي الاصيل رئيس المجمع العلمي العراقي وكان فيها عدد من العلماء والادباء والاساتذة أمثال الدكتور يوسف عز الدين والدكتور حسين امين والشيخ كاظم الطريحي والدكتور صفاء خلوصي .
ومما يسجل في إطار هذا المهرجان ان وزارة الارشاد اعلنت قي الصحف ووسائل الاعلام عن مسابقة لرسم صورة العالم والفيلسوف الكندي يعقوب بن اسحاق فتقدم عدد كبير من الفنانين وقدموا اعمالهم لكن اللجنة المكلفة اختارت صورة التشكيلي الاستاذ محمد مهدي خليل (من مواليد طوزخرماتو 1906 ومن مؤسسي جماعة فناني كركوك ) والتي انشرها الى جانب هذه السطور .
كما دعت الوزارة اي وزارة الارشاد واللجنة المركزية المشرفة على المهرجان دعت الكتاب والباحثين لاعداد وتأليف كتب عن بغداد والكندي وممن الف الشيخ محمد كاظم الطريحي الذي الف كتابا جميلا بعنوان :" الكندي فيلسوف العرب الاول " ونشر ببغداد سنة 1962 وعد في حينه من ابرز ما الف كما الف الاستاذ كوركيس عواد كتابا بعنوان :"الكندي :حياته وآثاره " 1962 نشرته مديرية الفنون والثقافة الشعبية بوزارة الارشاد .اما الدكتور فيصل دبدوب وهو طبيب موصلي مهتم بالتراث فحقق :" رسالة الكندي في عمل السيوف " وهي مخطوطة كانت موجودة في مكتبة الدكتور داؤد الجلبي في الموصل وقد طبعت الرسالة سنة 1962 ايضا ..
وشارك الباحث في الموسيقى الاستاذ زكريا يوسف في مهرجان بغداد والكندي وكانت حصيلة تلك المساهمة تحقيقه لرسائل مخطوطة ونادرة للكندي في الموسيقى طبعها ونشرها ببغداد في تلك المناسبة .كما حقق الدكتور صفاء خلوصي كتابا للمؤرخ عبد الرحمن السويدي عن بغداد نشر في مطبعة الزعيم سنة 1962 واعتقد وبناء على ماقاله التشكيلي الاستاذ شوكت الربيعي ان فيلما وثائقيا قد اعد مادته المؤرخ الكبير الدكتور حسين أمين وكما جاء ذكر ذلك في كتاب :"بغداد ..اسباب استمرارها " لمؤلفه الدكتور حسين امين ونشره المجمع العلمي العراقي .
لايتسع المجال للحديث اكثر عن مهرجان بغداد والكندي الذي كان وراء نجاحه عدد كبير من الاساتذة والادباء والشعراء والمثقفين العراقيين .


وقد التمست ُ من صديقي المؤرشف الاستاذ جعفر الزاملي ان يرسل لي عددا من الصحف التي كتبت عن مهرجان بغداد والكندي فأرسل لي - مشكورا - عددا من جريدة "الزمان " البغدادية الصادر يوم الاحد الثاني من كانون الاول 1962 وفيه تغطية لافتتاح المهرجان وكيف " ان الزعيم الامين عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة افتتح المهرجان الذي اقيم في قاعة الشعب ببغداد بكلمة " ، وان الدكتور ناجي الاصيل رئيس المجمع العلمي العراقي الرئيس التنفيذي للاحتفالات قدمه بكلمة رحب فيها بالضيوف من العلماء والادباء الذين اتوا من مختلف بلدان العالم للاحتفال بالمهرجان .
وقال الزعيم ان الفيلسوف ابو يوسف يعقوب الكندي هو أبو الفلسفة وأبو الحكمة الرجل الفذ الموهوب وانه اذا سادت الحكمة وسادت المحبة قلت الكوارث والحروب والفتن ولتوجه العالم كله الى الصفاء والسلام .. واشاد الزعيم بالعالم وقال انهم مشاعل نور وخير ومحبة واعاد الزعيم الى الاذهان ما فعله المغول عند هجومهم على بغداد ، ووقف يشيد بذلك القائد قائد جموع البغداديين الذي رفض بإباء وشمم المناصب التي عرضها عليه هولاكو مقابل خيانة شعبه ووطنه وقال ان 700 سنة تفصل بين تموز 1258 وتموز 1958 عن الفترة التي استسلمت فيها بغداد للسبات العميق والفترة التي انتفضت فيها بغداد صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 وكسرت القيود والاغلال واعادت للشعب كرامته وفتحت له ابواب الحرية والنصر ..
وقد اشارت الجريدة الى ان الزعيم الذي تم الاحتفال برعايته استقبل بحفاوة من المدعوين وان الاحتفال حضره جمع كبير من السادة الوزراء وكبار رجال الدولة فضلا عن عدد كبير من الصحفيين ومراسلي وكالات الانباء والمصورين الفوتوغرافيين ورجال السينما والتلفزيون وان اذاعة وتلفزيون الجمهورية العراقية نقلتا وقائع الافتتاح .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...