الاثنين، 7 أبريل 2014

عن القصة القصيرة جداً بقلم : الاستاذ سامي مهدي

عن القصة القصيرة جداً
بقلم : الاستاذ سامي مهدي

ثمة شكل لكل أدب مكتوب ، بما فيه ما يسمى بـ " النص المفتوح " . ولكل شكل من ألأشكال الأدبية سمات عامة تسمه رغم تنوعه . وهذه السمات هي التي تميزه عن غيره . ومن هنا كان التجنيس وكانت الأنواع ، والتملص من " النوعية " ليس سوى وهم من الأوهام . وهذا ينطبق على " القصة القصيرة جداً " كما ينطبق على غيرها .
والشكل النموذجي للقصص القصيرة جداً لا يميزه قصر طوله فقط ، بل كذلك كثافة فكرته ، وإيقاعه السردي السريع ، وحيادية لغته ، وقصر جملته اللغوية ، وبعدها عن الحشو والاستطراد والتفصيل ، وقوة شحنتها الدلالية ، وطاقتها الإيحائية العالية . وقد تنحو هذه القصص منحى رمزياً محمّلاً بدلالات سياسية أو اجتماعية ، مواربة في بعض الأحيان ، ولكنها غالباً ما تنتهي بمفارقة ، أو مفاجأة ، أو ضربة كما يسميها بعضهم ، تجعلها قابلة للإنفتاح والتأويل ، شأنها شأن المفارقة في القصيدة القصيرة ، ولا غرابة في ذلك فهي قد استعارت من الشعر الكثير من سماته .
والقصّ بعامة يختلف عن السرود الأدبية الأخرى بكونه سردأً لحدث محدد ، يقع لشخص محدد أو أكثر ، ولذا لابد لكل قصّ من حدث ( أو أحداث ) وشخصية ( أو شخصيات ) وبدون ذلك يصبح شيئاً آخر ، ونوعاً آخر . وهذا ينطبق على القصة القصة القصيرة جداً ، كما ينطبق على القصة القصيرة والقصة الطويلة ( الرواية ) .
بين يدي الآن أربع مجموعات من القصص القصيرة جداً ، لأربعة كتاب مختلفين ، صدرت في أزمنة مختلفة ، أهم ما لاحظته فيها أنها تفتقر إلى الحدث ، وبذا تحولت إلى خواطر أدبية إنشائية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور علاء بشير الطبيب العراقي الذي جمع بين الطب والفن التشكيلي

  الدكتور علاء بشير  الطبيب العراقي الذي جمع بين الطب والفن التشكيلي ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل في س...