جسر على نهر درينا
بقلم :علي عبد الرزاق الهلالي
قصة ورد اسمها امامي اول مرة ،عندما ذكرها الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه الموسوم (كلام في السياسة)، وجاء ذكرها في سياق ما كتبه في الفصل المسمى بقايا يوغسلافيا من نفس الكتاب،فقد ذكر الكاتب هيكل ما ذكره له السفير ثابت العريس سفير مصر في يوغسلافيا،ناصحا الكاتب بعد ان طلب منه كتب ومصادر يمكن ان توضح له واقع المجتمع اليوغسلافي وتنوع مكوناته.قائلا[ عندما يكتب المؤرخ اوالسياسي اوالدبلوماسي فانه مضطر بطبائع الاشياء الى ان يظل دائما وراء الظاهر والمرئي والمتحرك.اما حينما يكتب الشاعر او القاص او الروائي فانه يغوص الى الاعماق ويجوس هناك حول الكوامن التي يمكن ان نسميها روح الامم،وينفذالى الخلايا التي تحتفظ وحدها بسر الحياة في عمر وطول بقائها.].ونصحه بعد ذلك ان يقرا قصة الكاتب ايفو اندرتش جسر على نهر درينا.
اثارني هذا الامر ودفعني للبحث عنها بالمكتبات.وبعد مدة قادني حسن طالعي الى احد معارض الكتب،والذي وجدت ظالتي فيه.وحصلت عليها.
كاتب القصة هو الكرواتي ايفو اندريتش،اعتقلته القوات النازية لدى احتلالها ليوغسلافيا عام 1941 وافرج عنه بعد انتهاء الحرب عام 1945،قصته هذه الفها في الاسر،وطبعها بعد الافراج عنه بلغته الكرواتية،ثم ترجمت بالخمسينات اول مرة للغة الفرنسية،ومن بعدها الى الانكليزية والالمانية والايطالية،ثم توالت ترجمتها لبقية اللغات،فاز الكاتب ايفو اندريتش بسببها بجائزة نوبل للاداب عام 1961.
استطاع الكاتب ايفو اندريتش باسلوبه الرائع ان يجمد المكان ويحرك الزمان في احداث قصته،فالمكان هو جسر نهر درينا والزمان هو الفترة المتدة من القرن السادس عشر ولغاية بدايات القرن العشرين.تروي القصة مجمل الاحداث التي مرت على هذا الجسر منذ تاسيسه،وباسلوب سردي قصصي ممتع يوضح تاريخ الصراع الطويل مابين القوى التي كانت سائدة في حينها على حافات هذا الجسر،والتي حولت في احيانا كثيرة لون ماء نهر درينا الزرقاء الى اللون الاحمر بسبب الدماء التي كانت تسيل على حافاته.
كاتبها يستحق التقدير لقدرته بجعل الجزء وهو الجسر يشرح الكل وهو تاريخ منطقة البلقان وتنوع مكوناتها البشرية ومعتقداتهم.
قصة برأي تستحق ان يقتنيها المرء ويقراها.....................
بقلم :علي عبد الرزاق الهلالي
قصة ورد اسمها امامي اول مرة ،عندما ذكرها الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه الموسوم (كلام في السياسة)، وجاء ذكرها في سياق ما كتبه في الفصل المسمى بقايا يوغسلافيا من نفس الكتاب،فقد ذكر الكاتب هيكل ما ذكره له السفير ثابت العريس سفير مصر في يوغسلافيا،ناصحا الكاتب بعد ان طلب منه كتب ومصادر يمكن ان توضح له واقع المجتمع اليوغسلافي وتنوع مكوناته.قائلا[ عندما يكتب المؤرخ اوالسياسي اوالدبلوماسي فانه مضطر بطبائع الاشياء الى ان يظل دائما وراء الظاهر والمرئي والمتحرك.اما حينما يكتب الشاعر او القاص او الروائي فانه يغوص الى الاعماق ويجوس هناك حول الكوامن التي يمكن ان نسميها روح الامم،وينفذالى الخلايا التي تحتفظ وحدها بسر الحياة في عمر وطول بقائها.].ونصحه بعد ذلك ان يقرا قصة الكاتب ايفو اندرتش جسر على نهر درينا.
اثارني هذا الامر ودفعني للبحث عنها بالمكتبات.وبعد مدة قادني حسن طالعي الى احد معارض الكتب،والذي وجدت ظالتي فيه.وحصلت عليها.
كاتب القصة هو الكرواتي ايفو اندريتش،اعتقلته القوات النازية لدى احتلالها ليوغسلافيا عام 1941 وافرج عنه بعد انتهاء الحرب عام 1945،قصته هذه الفها في الاسر،وطبعها بعد الافراج عنه بلغته الكرواتية،ثم ترجمت بالخمسينات اول مرة للغة الفرنسية،ومن بعدها الى الانكليزية والالمانية والايطالية،ثم توالت ترجمتها لبقية اللغات،فاز الكاتب ايفو اندريتش بسببها بجائزة نوبل للاداب عام 1961.
استطاع الكاتب ايفو اندريتش باسلوبه الرائع ان يجمد المكان ويحرك الزمان في احداث قصته،فالمكان هو جسر نهر درينا والزمان هو الفترة المتدة من القرن السادس عشر ولغاية بدايات القرن العشرين.تروي القصة مجمل الاحداث التي مرت على هذا الجسر منذ تاسيسه،وباسلوب سردي قصصي ممتع يوضح تاريخ الصراع الطويل مابين القوى التي كانت سائدة في حينها على حافات هذا الجسر،والتي حولت في احيانا كثيرة لون ماء نهر درينا الزرقاء الى اللون الاحمر بسبب الدماء التي كانت تسيل على حافاته.
كاتبها يستحق التقدير لقدرته بجعل الجزء وهو الجسر يشرح الكل وهو تاريخ منطقة البلقان وتنوع مكوناتها البشرية ومعتقداتهم.
قصة برأي تستحق ان يقتنيها المرء ويقراها.....................
![صورة: جسر على نهر درينا
بقلم :علي عبد الرزاق الهلالي
قصة ورد اسمها امامي اول مرة ،عندما ذكرها الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه الموسوم (كلام في السياسة)، وجاء ذكرها في سياق ما كتبه في الفصل المسمى بقايا يوغسلافيا من نفس الكتاب،فقد ذكر الكاتب هيكل ما ذكره له السفير ثابت العريس سفير مصر في يوغسلافيا،ناصحا الكاتب بعد ان طلب منه كتب ومصادر يمكن ان توضح له واقع المجتمع اليوغسلافي وتنوع مكوناته.قائلا[ عندما يكتب المؤرخ اوالسياسي اوالدبلوماسي فانه مضطر بطبائع الاشياء الى ان يظل دائما وراء الظاهر والمرئي والمتحرك.اما حينما يكتب الشاعر او القاص او الروائي فانه يغوص الى الاعماق ويجوس هناك حول الكوامن التي يمكن ان نسميها روح الامم،وينفذالى الخلايا التي تحتفظ وحدها بسر الحياة في عمر وطول بقائها.].ونصحه بعد ذلك ان يقرا قصة الكاتب ايفو اندرتش جسر على نهر درينا.
اثارني هذا الامر ودفعني للبحث عنها بالمكتبات.وبعد مدة قادني حسن طالعي الى احد معارض الكتب،والذي وجدت ظالتي فيه.وحصلت عليها.
كاتب القصة هو الكرواتي ايفو اندريتش،اعتقلته القوات النازية لدى احتلالها ليوغسلافيا عام 1941 وافرج عنه بعد انتهاء الحرب عام 1945،قصته هذه الفها في الاسر،وطبعها بعد الافراج عنه بلغته الكرواتية،ثم ترجمت بالخمسينات اول مرة للغة الفرنسية،ومن بعدها الى الانكليزية والالمانية والايطالية،ثم توالت ترجمتها لبقية اللغات،فاز الكاتب ايفو اندريتش بسببها بجائزة نوبل للاداب عام 1961.
استطاع الكاتب ايفو اندريتش باسلوبه الرائع ان يجمد المكان ويحرك الزمان في احداث قصته،فالمكان هو جسر نهر درينا والزمان هو الفترة المتدة من القرن السادس عشر ولغاية بدايات القرن العشرين.تروي القصة مجمل الاحداث التي مرت على هذا الجسر منذ تاسيسه،وباسلوب سردي قصصي ممتع يوضح تاريخ الصراع الطويل مابين القوى التي كانت سائدة في حينها على حافات هذا الجسر،والتي حولت في احيانا كثيرة لون ماء نهر درينا الزرقاء الى اللون الاحمر بسبب الدماء التي كانت تسيل على حافاته.
كاتبها يستحق التقدير لقدرته بجعل الجزء وهو الجسر يشرح الكل وهو تاريخ منطقة البلقان وتنوع مكوناتها البشرية ومعتقداتهم.
قصة برأي تستحق ان يقتنيها المرء ويقراها.....................](https://scontent-a-ams.xx.fbcdn.net/hphotos-frc1/t1.0-9/1003580_10203300757496666_2037560553691319972_n.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق