السبت، 19 أبريل 2014

العراق 1920-1968 لم يكن طائفيا ولاعنصريا .....صبحي عبد الحميد

العراق 1920-1968 لم يكن طائفيا  ولاعنصريا .....حوار جاد مع الأخ جلال الطالباني
 بقلم : صبحي عبد الحميد
أشكر الأخ جلال طالباني على فتح باب هذا الحوار الموضوعي والجاد عن قضية أساسية تهم الشعب العراقي بعربه وأكراده .
وكنت اود أن ينحصر هذا الحوار في موضوع الفيدرالية (الاتحادية) الذي هو محور الخلاف بيننا.
إلا أن الأخ جلال قد خرج عن الموضوعية وتطرق إلى مواضيع شتى لاصلة لها بالموضوع الأصلي بعضها يفرق ولايوحد أبناء الشعب العراقي باثاً سموم الطائفية ليفرق العرب إلى سنة وشيعة متخاصمين . وينفي عن الشيعة قوميتهم العربية وتمسكهم بعروبتهم ، وكلهم أبناء عشائر عربية مشهورة بعاداتها وتقاليدها العربية .
وفي حواره تحديات لابد من الاجابة عليها وبذلك سنخوض في أمور ماكنت أود الخوض فيها .
بداية أود أن أؤكد للأخ جلال أننا نقر بأن الأكراد يعيشون في كردستان العراق منذ آلاف السنين، ولم يكن لهم وطن خارج جبال كردستان ولم تكن لهم قرية أو مدينة في سهول العراق ، ولاننكر حقهم في أرضهم وجبالهم .
وسكن العرب قبل الاسلام في سهول العراق وخاصة في محافظة نينوى وامتدوا شمالا حتى ديار بكر التي سميت باسم بكر بن وائل رئيس عشيرة بكر. كما كانت عشيرة تغلب تسكن هذه المناطق ولقد اعتنقت الدين المسيحي ولايزال نصارى الموصل يفتخرون بأنهم تغلبيون وعرب أصلاء.
وكانت علاقة الكرد سكان الجبل مع العرب سكان السهل علاقة ود ومحبة وتبادلوا التجارة .
والأكراد دخلوا الاسلام طواعية دون حرب أو قتال حيث صعد لهم الدعاة المسلمون واقنعوهم بدخول الدين الاسلامي . وكان الأكراد ولايزالون أشد الاقوام تمسكاً بالدين الاسلامي . ويكفي أن البطل صلاح الدين الأيوبي الذي وحد سورية ومصر والموصل من أصل كردي وهو الذي حرر فلسطين وبيت المقدس من الصليبيين . وكم نحن بحاجة الآن إلى صلاح الدين جديد ليحرر فلسطين من الصهاينة المجرمين .
أعود الآن إلى صلب الموضوع ...
إننا نرفض الفيدرالية لاكرهاً بالأكراد بل حباً وتمسكاً بعراقيتنا التي تجمعنا وحرصاً على وحدة العراق جباله وسهوله وإن كان الأخ جلال يصر على أن حدود العراق القديم لاتتجاوز هيت ـ تكريت . وهذه مغالطة كبرى لايقرها التاريخ والجغرافية.
معروف عند العالم أن الحضارة الآشورية والبابلية والأكادية والسومرية ظهرت على أرض العراق . وان العراق في زمن الخلافة الأموية والعباسية كان يضم منطقة الأكراد والعرب وكان مصيف الخلفاء العباسيين في وادي الظلمات (وادي زلم) قرب السليمانية وان حدود الدولة العباسية مع الدولة البيزنطية (في تركيا الحالية) كانت تقريبا الحدود نفسها الآن بين تركيا والعراق.
لذلك تكون جبال كردستان العراق جزء من الأرض العراقية منذ ذلك التاريخ .
وإننا نؤمن بأن حق الأكراد أن يتمتعوا بالحكم الذاتي الذي أعلن في آذار سنة 1970 ويقر الأخ جلال في كتاب ( كردستان والحركة القومية الكردية) ص 190 ذلك حيث يقول في المادة (1) : (تحقيق الحكم الذاتي لكردستان ضمن عراق ديمقراطي شعبي أي اقامة نظام شعبي فيه) . ويبدو أن الأخ جلال يستغل انهيار الدولة العراقية والجيش العراقي ووجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وتحالفه معهم فأخذ يطالب بالفيدرالية ويهدد بالانفصال مستنداً على الحليف الأمريكي الجديد والبيش مركه المسلحة.
اني اعرف ان كثيرا من الأكراد لايقرون الفيدرالية وخاصة هناك عدد كبير من الأحزاب الكردية ومنها الاسلامية ترحب بعراق مستقل وموحد خال من قوات الاحتلال يكون للأكراد فيه حكم ذاتي ديمقراطي وان الحزبين الكبيرين الاتحاد الوطني و الديمقراطي الوطني مع بعض العناصر المستقلة تصر على الفيدرالية.
والمعروف ان دولة العراق تأسست سنة 1920 واستمرت 84 سنة دولة واحدة لايمكن عرفاً وقانوناً وواقعياً أن تقسم إلى فيدراليات والفيدرالية تعني أن تتفق عدة دول أو أقطار أو محميات أو مشيخات أن تتحد بشكل فدرالي وتكون دولة واحدة .
ومثال على ذلك دولة الامارات العربية المتحدة ويوغسلافيا سابقاً...ألخ . وهذا يعني مطلب الأكراد الآن بالفيدرالية أمر غير واقعي وغير منطقي وغير قانوني.
ان الأخ جلال يعتز بقوميته وهذا من حقه ، ولا أدري لماذا ينتقد اعتزاز العرب بقوميتهم ويصفها بالبالية والشوفينية والتقليدية وهي تجسيد للعقلية القديمة واننا لازلنا نسكن الكهوف ولم نتطور.
ماذا يريد ؟ هل يريدنا ان ننسى قوميتنا وعروبتنا ووحدتنا؟ هذا محال يا اخ جلال وهو وحزبه يغري بعض العرب ضعاف النفوس بالمال ليكتبوا المقالات ضد القومية العربية ويسمونا (بالقومجية).
ان الأخ جلال يعلم ان القومية عندنا تعني تحقيق الوحدة العربية فالقومية ثابتة لاتتغير مهما طال الزمن أما أسلوب تحقيق الوحدة العربية هو الذي يتغير حسب الظروف العربية والاقليمية والعالمية ورغبة الشعوب العربية.
كنا ننادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي بالوحدة الاندماجية خاصة بعد نجاح الوحدة بين مصر وسوريا ولما فشلت هذه الوحدة بسبب تكالب دول الاستعمار والدول العربية الرجعية ضدها نادينا بالوحدة على أساس فدرالي. والآن ننادي بالوحدة على الطريقة الأوروبية ولقد جاء في البيان السياسي لحركة التيار القومي العربي الذي أتشرف أن أكون من قادته مايلي:
(والحركة تؤمن بالوحدة العربية على أن تقوم وفق الاسس التي قامت عليها الوحدة الأوروبية لأننا نعيش في عصر التكتلات الكبرى حيث لاوزن للدول الصغيرة فيه).
وهذه الوحدة تقدمية ومتطورة لا تذيب الكيانات القائمة ولاتسلب الاستقلال و السيادة الوطنية ولاتنهي الظروف الاقتصادية والاجتماعية كما يدعي الأخ جلال ، فبالعكس من ذلك ستنعش الاقتصاد والصناعة وتطور الحياة الاجتماعية وتقف سداً منيعا بوجه التكتلات الدولية الكبرى.
وإننا نفضل أن نعيش في الكهف الذي اختاره لنا الاخ جلال لتحقيق استقلال العراق وإنهاء الاحتلال ومن ثم العمل لتحقيق الوحدة بالشكل الذي ذكرته ونبقى قوميين تقليديين ولانفضل ان نعيش في القصور الأمريكية ونستجدي حبهم
ودعمهم .ونبقى في هذا الكهف ننادي بالقومية العربية والحفاظ على هوية العراق العربية .
ونحن نؤكد أن القومية الكردية لن تذوب في هذا التجمع الكبير بل ستنمو وتزدهر . أما من يسميهم بالقوميين الناصريين الذين يؤيدون الفيدرالية الاشورية التي لاوجود لها في العراق فهو يعرف سبب تبنيهم هذا الشعار أكثر مني.
أشار الأخ جلال أننا كنا نسكن في عمارة واحدة في القاهرة ، وكنت أزوره ويزورني وتكلمنا كثيراً عن القضايا العراقية والعربية والدولية كانت وجهات النظر بيننا متطابقة في كثير من القضايا، وسألت يوماً الاخ جلال عن سبب تركه كردستان واختيار القاهرة كممثل للحركة الكردية فيها وهو العضو القيادي المهم بعد أن تصالح مع الملا مصطفى بعد حرب ضروس بينهما في سنة 1964 استمرت أشهر . وكنت يومها وزيراً للخارجية وكنت أعلم أن الحكومة العراقية كانت تناصره وتمده بمختلف أنواع الاعتدة .
فقال لي اني فضلت ترك المنطقة لأني لا اتفق مع باقي القيادة في التعاون مع شاه إيران ولا أقبل وجود الضباط الاسرائيليين في كردستان ولا أقبل التعاون مع الامبريالية الأمريكية . حيث اتفق السيد باباعلي مع الولايات المتحدة على ان تعاون الملا مصطفى في ثورته مادياً ومعنوياً وقررت تخصيص مبلغ 350 ألف دولار شهرياً لغرض إدامة الثورة.
وأكد الأخ جلال هذه الثوابت الثلاثة في كتابه(كردستان والحركة القومية الكردية) ص 370 حيث يقول:
(أن المناضلين الأكراد الوطنيين يعلمون جيدا أن الشعب الكردي لن ينال حقوقه القومية بمساعدات من الشاه وأسياد الشاه من الامبرياليين الأمريكان وحلفائه الصهيونيين لأن هؤلاء الاعداء الألداء للشعب الكردي وهم الذين يبيتون له الدسائس لإدامة استعباده وإدامة تقسيم وطنه كردستان).
فلماذا ، غيّر اليوم رأيه وهو يتعاون منذ مدة مع الولايات المتحدة وحضر كافة مؤتمرات المعارضة التي حضرها مندوب أمريكا و الآن بعد الاحتلال تسرح الموساد الاسرائيلية في أرض العراق كله بضمنها كردستان ؟ بعلم السيد جلال والسيد مسعود وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية .
أنا أنصح الأخ جلال أن لايثق بالولايات المتحدة فقد سبق أن باعتهم سنة 1963 في عهد الرئيس كندي وأرسلت إلى العراق 1000 قنبلة نابالم لحرق القرى الكردية بدون مقابل وتبرعا منها وذلك في شهر تموز او آب سنة 1963 في زمن حكم البعث الأول وجرى الاتفاق على ذلك بين وزير الدفاع العراقي والسفير الأمريكي في بغداد . ولكن رئيس أركان الجيش الفريق طاهر يحيى أصدر أوامره إلى القوة الجوية والقطعات المقاتلة ان لاتستهدف هذه النابالم القرى الكردية حتى لو تأكد وجود مقاتلين فيها ، واستخدمها ضد الأحراش التي قد يتواجد فيها المقاتلون .
أما مدينة كركوك فلم تكن مدينة كردية مطلقا منذ بناؤها . والانسكلوبيديا البريطانية تسميها مدينة التركمان حيث
أغلب سكانها كانوا من التركمان والقومية الثانية من العرب وكان فيها أكراد قبل الحرب العظمى الأولى وتزايد
عددهم عند تأسيس شركة نفط العراق فيها حيث وفد الأكراد إليها ليعملوا في شركة النفط .
تكلم الأخ جلال عن الطائفية والعنصرية التي مارستها الحكومات المتعاقبة على الأكراد والشيعة منذ انبثاق الحكم
الوطني في العراق وهذا غير صحيح مطلقا لانه ابعد من ذلك يذكر المناصب الهامة التي تولاها الأكراد في الدولة والجيش وبذلك يناقض نفسه.
وأنا سأتكلم عن فترة الحكم من سنة 1920 حتى 17 تموز 1968 حيث لم تمارس فيها العنصرية و الطائفية مطلقاً وكل ما يقال عن ذلك هو دس من جهات أجنبية أو داخلية مغرضة لأشعال نار الفتنة وزرع روح الكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
والأخ جلال يعترف بأن الأكراد شغلوا مناصب مهمة في الدولة . ولنستعرضها معاً:
1.                    إثنان منهم تقلدا منصب رئيس الوزراء وهم نور الدين محمود وأحمد مختار بابان .
2.                    تقلد محمد أمين زكي وجمال بابان منصب وزير الدفاع .
3.                    ويقول السيد جلال أن وزارة الداخلية مخصصة للأكراد تقريبا منذ الأربعينيات بدءاً بالمرحوم عمر ناظمي وانتهاء بالمرحوم سعيد قزاز .
4.        تقلد اربعة من أخواننا الأكراد منصب رئيس أركان الجيش وهم : الفريق الركن بكر صدقي والفريق الركن حسين فوزي و الرفيق الركن أمين زكي سليمان و الفريق نور الدين محمود .
ولقد تقلدوا جميعا قبل ذلك منصب قائد فرقة . كما تقلد اللواء الركن صالح زكي توفيق واللواء الركن عباس علي غالب منصب قائد فرقة وكان ثالث آمر كلية عسكرية في الجيش المقدم الركن توفيق وهبي. وتقلد العميد الركن حسن علي غالب منصب مدير مدفعية الجيش.
5.        شغل عدد كبير من الأكراد مناصب المتصرف(المحافظ) والمدراء العامين و السفراء فأين هي العنصرية و الاضطهاد ولماذا حدثت ثورات الأكراد المتعاقبة. وماذا كانوا يريدون وهم أقلية تشكل طيلة تاريخ العراق نسبة 1% من سكانه؟ وهم يتمتعون بكل هذه المناصب الحساسة .
وكانت أبواب الجامعات مفتوحة لطلابهم وأبواب الوظائف كلها مفتوحة لهم . وعليه تعتبر ثوراتهم عشائرية لاقومية ولاهدف لها لأنهم لم يكونوا مضطهدين أو محرومين من المناصب.
يبدو ان الاخ جلال غضب من ردي على مقال (كردي مطلع) حيث قلت:
( حيث يركز المقال على تقسيم العرب إلى سنة وشيعة لخلق فتنة طائفية ناسياً أن السنة والشيعة لا ينسون ان العروبة تجمعهم بطوق من حديد قوي لايمكن كسره ، وأن مصيرهم واحد ولاتفرقهم الاجتهادات المذهبية ) . ولم أشر مطلقاً إلى الشيعة من الأكراد والتركمان ويستهزأ ويقول حتى طوق من حرير لا يجمعهم .
ومن الغريب ان الاخ جلال يصر ويتعمد تقسيم العرب إلى سنة وشيعة وهو يعلم علم اليقين أن القومية غير قابلة للقسمة عكس الدين الذي يمكن أن ينقسم إلى مذاهب واجتهادات مختلفة .
فالقومية العربية واحدة ومتجانسة وهدف الجميع واحد هو تحقيق الوحدة العربية . فالشيعة و السنة عرب
أصلاء ينتمون إلى قبائل واحدة ، فمثلاً الجبور وزبيد وشمر في شمال العراق سنة وجبور وزبيد وشمر الجنوب شيعة وهكذا باقي القبائل . لذلك لايمكن مطلقاً له ولغيره أن يلعب اللعبة الطائفية للتفريق بين العرب .
أنا كنت وزيراً في عهد عبد السلام عارف لا انا ولا هو ولارئيس الوزراء الفريق طاهر يحيى ولا الوزراء الآخرين سلكوا سلوكاً طائفياً أو مارسو ا الطائفية في التعيين والترفيع وكان عبد السلام غير حذر في كلامه في مجالسه الخاصة لذلك اشيع عنه ماأشيع . وانا أقول الحق على الرغم من خلافي معه الذي أدى إلى استقلالتي أنه لم يسلك سلوكا طائفيا أو عنصريا مطلقاً.  
إنك تعود وتناقض نفسك وتقول أن معظم قادة الأحزاب القومية من الطائفية الشيعية من أمثال المرحوم محمد مهدي كبة وفؤاد الركابي وأحمد الحبوبي وناجي طالب . وأضيف إليهم الشيخ الجليل محمد رضا الشبيبي وسلام احمد وعبد الإله نصراوي وهاشم علي محسن والثلاثة الأخرين كانوا زملائي في الاتحاد الاشتراكي والحركة الاشتراكية العربية التي كنت أمين سرها العام . إذا لماذا تنكر عروبة الشيعة وحبهم لقوميتهم الغالية وأنت تعترف أن معظم رؤساء الأحزاب القومية كانوا منهم ؟ .
والآن أعود إلى التحدي...
حيث ادعى الأخ جلال أن الشيعة حرموا من بعض المناصب وهذا خلاف الواقع.ولايستند إلى حقيقة ومجرد إدعاء .
بدءاً أقول لم تمارس الطائفية في التوظف والاستيزار أو القبول في الكلية العسكري أو كلية الأركان والجامعات قط. وأني سأتكلم عن الفترة 1920-1968:
1.        أصبح أربعة من أخواننا الشيعة رؤساء وزراء في العهد الملكي وهم : صالح جبر _ محمد الصدرـ فاضل الجمالي(الذي شكل الوزارة مرتين) _عبد الوهاب مرجان. وأصبح الأخ الكريم ناجي طالب رئيس وزراء في عهد عبد الرحمن عارف.
2.                    كان السيد محمد الصدر رئيساً مزمناً لمجلس الأعيان وتقلد الشيخ الجليل محمد رضا الشبيبي رئاسة مجلس النواب عدة مرات .
3.                    تقلد صالح جبر منصب وزير الداخلية ثلاث مرات . وتقلدها سعد صالح في وزارة توفيق السويدي الثانية وتقلدها أيضاً عباس مهدي.
4.        تقلد صادق البصام وزارة الدفاع في وزارة مزاحم الباججي ، وتقلد اللواء الركن محسن حسين الحبيب وزارة الدفاع في وزارة طاهر يحيى الثالثة في عهد عبد السلام عارف.
5.        لقد أدعيت في مقالك أنه لم يكن في الجيش في العهد الملكي إلا ضابط ركن واحد من الشيعة هو اللواء الركن ناجي طالب وهذا مجحف للحقيقة فضباط الركن من العرب الشيعة في العهد الملكي يزيد عن 23 ضابطاً ركن تخرج سبعة منهم بدرجة(أ)ونالوا قدم سنتين وشغل كثير منهم منصب معلم في كلية الأركان . 
وإليك الأسماء
ضباط الركن الدرجة ( أ ) من إخواننا الشيعة ومنحوا قدم لمدة سنتين :
1)                    اللواء الركن جميل عبد المجيد .... دورة الأركان رقم 5.
2)                    العميد الركن محمود المهدي .....  دورة الأركان رقم 5.
3)                    الرائد الركن محمد حسن الطريحي.... دورة الأركان رقم 6 . (اشترك بحركة مايس التحررية سنة 1941 وأحيل بعدها إلى التقاعد )
4)                    العقيد الركن محسن محمد علي .... دورة الأركان رقم 7 (وأصبح معلما في كلية الأركان )
5)                    النقيب الركن عبد الرسول منصور .... دورة الأركان رقم 9 (واستشهد في حادث طائرة )
6)                    اللواء الركن ناجي طالب .... دورة الأركان 11( ثم تخرج أيضا من كامبرلي وأصبح بعد ذلك معلما في كلية الأركان )
7)                    المقدم الركن محمد رشيد الجنابي .... دورة الأركان رقي 14 .
ضباط الركن الدرجة ( ب ) ومنحوا سنة واحدة قدم :
8)                    اللواء الركن محسن حسين الحبيب .... دورة الأركان رقم 12 (وتخرج أيضا من كامبرلي ,أصبح معلما في كلية الأركان ولقد درسني فيها ).
9)                    اللواء الركن نجم الدين خضر .
10ا) العقيد الركن ناجي محمد .
11) العقيد الركن سيد صادق إبراهيم .
12) المقدم الركن محمد علي  كاظم  .
13) العميد الركن  جاسم كاظم العزاوي .
14) اللواء الركن حسين صادق .
15) الفريق الركن عبد الجبار رحيم الأسدي .
16) اللواء الركن عبد الطيف عبد الرضا .
17) الرائد الركن جابر علي كاظم .
18) العقيد الركن فيصل شرهان العرس .
19) المقدم الركن عبد العزيز جعفر الصندوق .
20) العقيد الركن فائق مهدي البغدادي .
21) اللواء الركن طالب محمد كاظم .
22) اللواء الركن محمد مجيد الشوك .
23) العقيد الركن عامر الحسك .
24) المقدم الركن غضبان مردان السعد .
وتقلد العميد كاظم عبادي منصب قائد القوة الجوية وهو منصب هام جدا.
أما قصة اللواء الركن حميد سيد حصونة فقد رسب في الامتحان ، هو واثنان من السنة وهم صبري النعيمي وعبد
الكريم محمد .
وكان معدل النجاح في قانون الكلية 65  فما فوق وبعد رسوبهم تعدل القانون وأصبح المعدل 60  فما فوق . فاستغلوا صداقتهم بعبد الكريم قاسم وقدموا له عرائض طالبين أن يشملهم القانون الجديد حيث كان معدلهم يزيد عن 60 فوافق عبد الكريم قاسم ومنحهم شهادة الركن وبذلك خالف القوانين حيث لم يكن للقانون أثر رجعي .
أنا لم أقل بأن العراق خال من الطوائف فالطائفتان السنية والشيعية موجودتان والمذهب الجعفري أحد المذاهب الإسلامية الخمسة والإمام جعفر الصادق من أشهر من اجتهدوا في الدين الإسلامي وكثير من الأئمة تتلمذوا في مدرسته . ولكني أنكر السلوك الطائفي والتفرقة الطائفية سواء في التوظيف أو توزيع المناصب الكبرى واعتقد أن هذا السلوك لم يمارس في الفترة من سنة 1920 حتى سنة 1968 .
فمنصب رئيس أركان الجيش لم يشغله احد إخواننا الجعفرية لأن من يشغله يكون أقدم الضباط رتبة والذين شغلوه حتى سنة 1953 كلهم كانوا من ضباط الجيش العثماني وإخواننا الجعفرية كانوا يستنكفون إرسال أبناءهم إلى المدارس العثمانية وهم دخلوا إلى الكلية العسكرية العراقية عندما تأسست سنة 1924 وأول رئيس أركان جيش من هذه المدرسة هو رفيق عارف الذي كان أقدم ضابط من خريجيها وتعين رئيسا لأركان الجيش في سنة 1953 وبقي في هذا المنصب حتى نهاية العهد الملكي .
وفي عهد صدام تعين الفريق الأول الركن عبد الواحد شنان الرباط رئيسا لأركان الجيش وبقي في هذا المنصب المدة المقررة وهي أربعة سنوات .
وكان الأمر في الوظائف المدنية كذلك حتى أن الملك فيصل الأول لما كان يختار وزرائه من إخواننا الجعفرية اختارهم من رجال الدين كهبة الدين الشهرستاني والطباطبائي ومحمد رضا الشبيبي ومن كبار التجار كجعفر أبو التمن وعبد المحسن شلاش وبقي الأمر كذلك إلى سنة 1930 حتى بدأ شباب الجعفرية يتخرجون من الكليات فأخذ يختارهم من خريجي الكليات .
وفي عهد عبد السلام كان مرافقه وسكرتيره وكاتم أسراره والشخص الذي يعتمد عليه اعتمادا مطلقا هو الرائد عبد الله مجيد وهو جعفري مخلص جدا لعبد السلام ولما طلب مني اختيار أحد موظفي وزارة الخارجية ليكون رئيس تشريفات القصر الجمهوري اخترت له السيد عبد الجبار الهداوي وهو الجعفري فرحب الرئيس عبد السلام بهذا الاختيار وتعين عبد الجبار في هذا المنصب الهام .
وفي وزارة طاهر يحيى الثالثة في عهد عبد السلام التي تشكلت في 14 تشرين الثاني 1964 تقرر اختيار وزراء قوميين مؤمنين بالقيادة السياسية التي تشكلت أخيرا بين العراق ومصر فضمت الوزارة سبعة وزراء شيعة هم:
1)                    اللواء الركن ناجي طالب .. وزير خارجية .
2)                    اللواء محسن حسين الحبيب .. وزير الدفاع .
3)                    الدكتور عبد الحسن زلزلة ..وزير التخطيط .
4)                    الدكتور عبد العزيز الحافظ .. وزير الاقتصاد .
5)                    وزير البلديات .. فؤاد الركابي .
6)                    وزير الوحدة .. عبد الرزاق محي الدين .
7)                    وزير الإصلاح الزراعي .. عبد الصاحب علوان .
وفي زمن عبد الكريم قاسم تشكل مجلس الخدمة الذي كان واجبه تعيين الموظفين في وزارات الدولة وسحبت هذه الصلاحية من الوزراء وأنيطت بهذا المجلس وكان أول رئيس لمجلس الخدمة ومدته خمسة سنوات هو عبد الجليل برتو ، وفي سنة 1963 تعين الدكتور محمد حسين آل ياسين وهو جعفري رئيسا له ولما أكمل المدة تعين السيد مشكور أبو طبيخ وهو جعفري في محله . وبعده وفي السبعينات تعين خير الله طلفاح وألغى المجلس في عهده .
وفي أوائل سنة 1964 أصدر السيد مهدي الحكيم نجل آية الله محسن الحكيم منشورا فيه هجوما على الحكومة فقال السيد طاهر يحيى : يبدو أن السيد زعلان علينا ( ويقصد بالسيد آية الله محسن الحكيم ) فلنذهب إلى النجف ونلتقي به ونسمع منه سبب زعله فذهب إلى النجف ومعه أربعة وزراء هم : حسن الدحيلي ـ عبد العزيز الحافظ ـ عبد الكريم هاني ـ شامل السامرائي .
واستقبلهم السيد بلطفه العربي وأخلاقه العالية . وسأله رئيس الوزراء عن سبب زعله فقال السيد المحترم : ( أنكم تصدرون القوانين خلافا للشريعة الإسلامية .
فوعده رئيس الوزراء بأن الوزارة ستأخذ هذا الموضوع بجدية وتحاول أن تقرب القوانين من الشريعة الإسلامية .
ثم قال السيد أن الوزراء يفضلون في التعيين أبناء السنة على أبناء الشيعة فنفى رئيس الوزراء ذلك وقال له : سيدنا تعيين الموظفين للوزارات من صلاحية مجلس الخدمة وليس من صلاحيات الوزراء عدا وزارة الخارجية ورئيس مجلس الخدمة هو محل ثقتك وثقتنا هو الدكتور محمد حسين آل ياسين . فضحك السيد محسن الحكيم رحمه الله وقال لعنة الله على المنافقين والدساسين الذين يزودونا بالأخبار الكاذبة ثم شكر رئيس الوزراء والوزراء على زيارتهم وغادروا النجف .
وعندما كنت وزيرا للداخلية وفي أواسط سنة 1965 كلمني في الصباح الباكر في أحد الأيام الدكتور عبد الحسن زلزلة وزير التخطيط وقال لي لقد كلمني السيد مهدي قبل قليل وقال أن والده آية الله محسن الحكيم يرغب أن يرى مسؤولا كبيرا ويفضل أن يكون وزير الداخلية . فقلت له لنلتقي في القصر الجمهوري لنأخذ موافقة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء . ثم كلمت رئيس الوزراء وأخبرتهم بالأمر . فالتقينا في الساعة السابعة والنصف وأمرنا رئيس الجمهورية بالسفر فورا إلى النجف وإجابة كل طلبات السيد محسن . فقلت له قد تكون بعضها خارج صلاحياتي فقال أنا أمنحك كل صلاحياتي لهذا الغرض . فسافرنا أنا والأخ عبد الحسن زلزلة والتقينا بالرجل الرزن العاقل المتزن الحكيم .
وقال لي لدي سؤال واحد أرجو أن تشرحه لي بعناية وهو ما هي المشكلة الكردية  ولماذا هذا الاقتتال . فشرحت له المشكلة بالتفصيل . وبعد عدة استفسارات من سماحته أخرج من جيبه رسالة وسلمها لي وقال لي أقرأ هذه الرسالة .            وكانت الرسالة مرسلة إليه من الملا مصطفى البارزاني يطلب فيها من أصدر فتوى موجهة للجيش العراقي يحرم
فيها أبناء الجيش بمقاتلة إخوانهم المسلمين الأكراد .  
فسألت سماحته عن رده . فقال أنا مرجع ديني والمراجع الدينية لا تصدر الفتاوى جزافا ولكل من يريدها . أن المرجع الديني يصدر الفتاوى إذا اقتضت الحاجة وقد لا يصدر أية فتوى طيلة حياته . فقال لي ألا يمكن حل المشكلة بدون سفك دماء المسلمين . فقلت لقد عجزنا يا سيدنا وأرجو سماحتك أن تتدخل وتكون وسيطا وحكما وتعاوننا وإخواننا الأكراد على هذه المشكلة وأنا أطلب ذلك من سماحتك باسم رئيس الجمهورية . فوعدني سماحته بالتدخل وسيخبر الدكتور عبد الحسن زلزلة إذا استجد ما يوجب ذلك . إلا إني استقلت من الوزارة بعد شهر وبعدها التقيت بالأخ عبد الحسن وسألته عن مساعي آية الله السيد محسن الحكيم فقال أنه سحب نفسه من الموضوع لأنه لم يتوصل إلى نتيجة مع إخواننا الأكراد .
وفي أواسط سنة 1964 نقل السيد ناصر الحاني من منصب وكيل وزارة الخارجية على منصب سفير العراق في واشنطن بناء على إلحاح من رئيس الجمهورية الذي كان لا يطيق سماع اسم ناصر الحاني وهم من مدينة واحدة هي عانه .
وقررت تعيين أقدم مدير عام في الوزارة في منصب وكيل الوزارة وكان الدكتور العالم الفاضل مصطفى كامل ياسين رحمه الله وبعد موافقة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء و ترحيبهما بهذا الانتخاب .  أرسلت إلى الدكتور مصطفى وهو من إخواننا الشيعة فرجاني أن أعفيه من هذا المنصب وأصر على البقاء في منصبه مديرا للدائرة السياسية لأنه كان يطمح أن يكون عضوا في محكمة العدل الدولية ومنصبه الحالي يسمح له بالسفر عدة مرات ويتصل بذوي الشأن في الدول والأمم المتحدة .
وكان الذي يليه في القدم السيد كاظم الخلف وهو أيضا من إخواننا الشيعة فأخبرت رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء . فقال رئيس الجمهورية أن الدكتور مصطفى مفخرة للعراق إذا تعين في محكمة العدل الدولية وأن السيد كاظم الخلف جدير   بمنصب وكيل وزارة الخارجية فصدر مرسوم جمهوري بتعين كاظم الخلف وكيلا لوزارة الخارجية في 22 حزيران 1964 .
وفي سنة 1968 في عهد عبد الرحمن عارف وكان طاهر يحيى رئيسا للوزارة قرر السيد محسن الحكيم المرجع الديني الشيعي السفر إلى بيت الله الحرام فخصص له شاه إيران طائرة خاصة وخصص طاهر يحيى طائرة عراقية له . 
ففضل السيد المحترم المقام الطائرة العراقية وسافر إلى الحج ولما عاد كان رئيس الوزراء طاهر يحيى في
استقباله في المطار وكان بصحبته الأستاذ الفاضل عبد الحسين الجمالي مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية .
*     *    *
أيها الأخ جلال أين الطائفية وممارستها في كل هذا السرد والحقائق الموثقة .
أما قصة خلافنا مع عبد السلام عارف رحمه الله فهي طبيعية تحدث بين الأخوة وقد تصل إلى استخدام السلاح
البعض ضد الآخر .
لقد حدث خلاف بينك وبين الأخ مسعود البرزاني فاستعان مسعود بصدام في أواسط العقد الأخير من القرن الماضي
فأرسل صدام كتيبة دبابات أخرجتك من أربيل وسلمت المدينة إلى السيد مسعود ولا تزال تحت سيطرة السيد مسعود.  
وكانت الكتيبة تحمل العلم العراقي الذي لا يعترف به الآن السيد مسعود البرزاني ناسيا أن صدام أعاد له أربيل تحت ظل هذا العلم .
واستعنت أنت أيضا بالأمريكان في حربك ضد أنصار الإسلام من إخواننا الأكراد فقصفت الطائرات الأمريكية بعد احتلال الأمريكان للعراق ( طويلة وبيارة ) وأوقعت في أنصار الإسلام وهم من الشعب الكردي خسائر كبيرة . 
ولاتزال في كردستان دولتان الأولى في دهوك ورئيسها السيد مسعود البرزاني والثانية في السليمانية برئاستك ولكل منهما رئيس وزراء ووزراء .
فالفدرالية لمن ؟ وهل ستكون هناك فدراليتان واحدة لك وواحدة للأخ مسعود ؟
وأخيرا لننسى ما مضى وكل الخلافات و الادعاءات السابقة والحاضرة وأن نطيل الجدل الذي بات يفرق ولا يوحد ونحن اليوم أشد حاجة إلى الوحدة الوطنية . ولنترك الكلام عن الفدرالية . ومنهم الأكثرية والأقلية لأنه لا توجد وثيقة أو تعداد يثبت ذلك . ولنفكر فقط في الوطن المحتل وكيفية إنقاذه من الاحتلال وإعادة استقلاله وكرامته ووحدته المهددة بالضياع   
ونعيد الأمن والاستقرار للشغب المنكوب . ولنعمر بلدنا بأيدينا ونستعيد ثروتنا ونفطنا ونحول دون تصرف الأمريكان فيه ولننهي الاحتلال ونخرج أفواج الصهاينة التي تسرح في أرض العراق سواء في المناطق العربية أو الكردية وهدف هؤلاء وبعض العناصر التي دخلت من دولة مجاورة إشعال فتنة طائفية وعنصرية ولنتكاتف عربا وأكرادا وتركمان ، سنة وشيعة ، وننسى كل شيء إلا الوطن المحتل . 
ولقد سمعنا جميعا قبل أسبوع أو أكثر جورج بوش يقول ( إنهم سيبنون ستة قواعد في العراق ) وهذا يعني إنهم باقون عشرات السنين وستكون ـ حتما ـ قاعدتان منها في  كردستان ، وعلينا أن لا نصدق وعود وعهود الأمريكان فإنهم جاءوا ليبقوا ولا بديل لإخراجهم إلا وحدتنا واتفاقنا .
وأرجو أن لا نشغل الجماهير بهذه الحوارات والخلافات ولنثقفهم ثقافة وطنية ونغرس في قلوبهم حب الوطن وحب بعضهم البعض ولننهي سياسة الانتقام والثأر وقتل العلماء ولنتوجه جميعنا متكاتفين لإنهاء الاحتلال .  
وأن قيادة حركة التيار القومي العربي حاضرة للجلوس والحوار مع الأخ جلال .. لنتحاور عن كيفية إنهاء الاحتلال وإعادة الاستقلال والكرامة للعراق ..
ولتبقى المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار .. وليبقى العراق موحدا غير قابل للقسمة إلى الأبد .   
*      http://www.darbabl.net/news-articles/news-articles-162.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...