الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الأدب والـ "فيس بوك" والـ " تويتر" هل من علاقة؟

الأدب والـ "فيس بوك" والـ " تويتر" هل من علاقة؟
بقلم: يوسف علي سُليمان – السّودان  
نقلاً عن صحيفة: أخبار الأدب – العدد 902- الأحد 23 من ذي القعدة 1431هـ - الموافق 31 من أكتوبر –تشرين الأول 2010م
هل يؤثّر الـ "فيس بوك" على الأدب؟
للوهلة الأولى تبدو الوسائط الحديثة على شبكة الإنترنت مثل "فيس بوك" و "تويتر" وسائط شبابيّة بالدّرجة الأولى، بعيدة كُلّ البُعد عن عالم الأدب الرّصين الذي يهتمّ بالتأمّل والتّعمّق. غير أنّ الأدباء أيضا بدأوا يكتشفون سحر هذه الوسائط.
كان توماس مان أديبًا حذرًا، جمع قبل وفاته الدّفاتر التي دوّن فيها يوميّاته وأوصى بعدم فتحها إلا بعد مرور عشرين عامًا على وفاته. لو كان توماس مان حيّا بيننا الآن، هل كان سيمتلك صفحةً في الـ "فيس بوك" أو في الـ "تويتر"؟ رُبّما لا، لأنّ هذا الأديب الألمانيّ الكبير كان من أشدّ المُدافعين عن الخصوصيّة. ولكن كيف يرى الأدباء اليوم الوسائط الحديثة في عالم الإنترنت؟ هل يستفيدون منها أم أنّها تُهدر وقتهم؟
أصبح الـ "فيس بوك" العشق الثّاني لـ (روبرت ميناسه) بعد الأدب، هُناك مُشكلةٌ قديمة في الأدب يُعبّر عنها الكاتب النّمساويّ (روبرت ميناسه) بقوله: " يُريد الفنّان أن يكون وحيدًا، غير أنّ الفنّان لا يُطيق الوحدة!".
الفنّان يُريد أن يعرف الجديد، ويُشارك في النّقاشات، ويغوص في الواقع، كما أنّه يُريد الوصول إلى أكبر عددٍ مُمكن من القُرّاء. نشر (روبرت ميناسه) عددًا كبيرًا من الكُتب، واليوم أضحى الـ "فيس بوك" عشقه الثّاني بعد تأليف الرّوايات.
بدأ ذلك الولع عندما سمع (ميناسه) قبل سنوات أنّ ثلاثة من قُرّائه الشّبّان صمّموا له صفحةً على الـ "فيس بوك"، ما أثار فضول الكاتب النّمساوي بالطّبع. ثمّ عرف أنذ ابنته أيضًا لها صفحة في الـ"فيس بوك". وعندما أصبح (ميناسه) مُستخدمًا مُنتظمًا لهذا الوسيط الجديد راحت ابنته تُكيل له الاتّهامات لأنّه "يُهدر" وقته أمام الكُمبيوتر!
والآن، هُناك نحو 1000 قارئ، أو "صديق" حسب مُصطلحات الـ"فيس بوك"، يتردّد على صفحة الأديب النّمساويّ التي يستخدمها للتّعبير عن آراء شخصيّة وقضايا سياسيّة.
وعندما يكتُب (ميناسه) جُملةً عاديّةً مثل "مدينة لنتس جذّابة"، فعلى الفور، وفي غضون دقائق قليلة، تصله عشرات التّعليقات على مل كتب. ومُعظم "أصدقائه" على الـ"فيس بوك" لا يراهُم الكاتب في الواقع إلا نادرًا، وبعضُهُم لم يره أبدًا. روبرت ميناسهشديد الإعجاب بهذه الوسيلة، وهو يقول عن سحرها: " من ناحية أستطيع أن أغلق الـ"فيس بوك" ببساطة، ومن ناحيةٍ أخرى أستطيع من خلاله الوصول إلى ألف إنسان في جُزء من الثّانية. هذا شيء ساحر!"
تعلّم الكاتب النّمساويّ من الـ"فيس بوك" الاختزال والتّكثيف، إذ أنّ عدد الحروف المسموح بها هي 140 حرفًا فقط. بل إنّ الـ"فيس بوك" كان دافعًا لـ (ميناسه) لنظم الشّعر: " لستُ مشهورًا كشاعر، غير أنّي جرّبتُ قلمي في الشّعر، ونشرتُ بعض القصائد على الـ "فيس بوك"، وسألتُ الأصدقاء أن يُبدوا رأيهُم فيما أكتُب. وفي الحقيقة لقد تعلّمتُ من ردود الفعل كثيرًا جدًا، كما اكتسبتُ الشّجاعة على مُواصلة الكتابة في هذا الجنس الأدبيّ".
*مرسلة من زينب البحراني
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...