أجاثا كريستي في الموصل
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل
أجاثا كريستي، الكاتبة البوليسية المعروفة، مؤلفة روايات : "جريمة في بلاد الرافدين" (1936) ، و"غائب في الربيع "(1944)، و"جريمة في قطار الشرق السريع "وغيرها.. هذه الروايات التي دارت وقائعها في بلاد سومر وأكد وأشور .. بلاد الرافدين .. العراق، لها ذكريات واسعة في العراق، ففيه التفت بزوجها العالم الاثاري (ماكس مالوان) ، وكان ذلك سنة 1933 ويقال إن اللقاء تم في قرية الاربجية وهي اليوم من إحياء مدينة الموصل (حي القادسية الثاني ). وكان مالوان يعمل منقبا عن الآثار في حين أن أجاثا كريستي جاءت كسائحة تريد أن تستكشف عظمة حضارة العراق . ومنذ 1933 زارت العراق مرات عديدة وكانت زيارتها الأخيرة له سنة 1960 ،حين حضرت مؤتمرا اثاريا عقد فيه. وقد استمرت حياتهما الزوجية خمسا وأربعون سنة حتى وفاتها سنة 1975 .
يقول عبد الكناني في مقال له نشر بجريدة الثورة (البغدادية ) ، بعنوان: (صفحات مطوية في حياة أجاثا كريستي في العراق) (22 حزيران 2001) إن عددا من الاثاريين العراقيين عملوا مع ماكس مالوان وتعرفوا على أجاثا كريستي ورافقوها في معظم المواقع الاثرية، ومن بينهم الدكتور بهنام أبو الصوف، والدكتور طارق مظلوم. ويذكر أبو الصوف أن أجاثا كريستي كانت تكبر مالوان بـ (16) عاما وأنها كانت معجبة باحترام العراقيين للمرأة وعندما اكتشف زوجها النمرود تمثالاً نفيسا من العاج سنة 1952 ،وكان لامرأة جميلة أصرت (أجاثا كريستي) أن تطلق على التمثال : (موناليزا نمرود) ويرجع التمثال في تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد. ومن الطريف أن يفتتح في مطلع تشرين الثاني 2001 معرض في المتحف البريطاني بلندن عن (أجاثا كريستي والتنقيب في بلاد الرافدين) يحكي أيامها في العراق. ويشير محيي الدين اللاذقاني في تقرير له نشر في جريدة الثورة (15 تشرين الثاني 2001) أن عربة خاصة من قطار الشرق السريع اشتراها العارضون من ايطاليا، وهذه العربة التي خلدتها (أجاثا كريستي) في روايتها : (جريمة في قطار الشرق السريع) . وأهمية معرض أجاثا كريستي وزوجها (اللورد) مالوان تنبع من الصورة النادرة التي سبق أن صورتها الروائية البريطانية بكاميرا يدوية ومن خلال هذه (الصورة التي حولت إلى شريط تلفازي ) يتعرف الجمهور إلى لحظات اكتشاف قصر نبوخذ نصر ،والمقبرة الملكية في اور و(القيثارة السومرية) التي هي أقدم آلة موسيقية في العالم. والصورة المرفقة هي لأجاثا كريستي وقد غطت التجاعيد وجهها وعندما أخذت لها صورة قالت بأنها تنصح النساء بالزواج مثلها من علماء الآثار الذين يزداد تقديرهم للنساء كلما تقدمت بهن السن وزادت في وجوههن التجاعيد التي تؤكد قدم الحقب التي أتين منها بخبراتهن العتيقة.
الفت 77 رواية وقصة بوليسية وتوفيت ولها من العمر 77 سنة .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
*صورة اجاثا كريستي الروائية البريطانية وهي تسير في شارع الموكب في بابل وقد اخذها لها المصور الفوتوغرافي الرائد حازم باك سنة 1960 .ثم صورة لمقال كتبته عنها في جريدة الحدباء الموصلية 7 شباط 2002 ضمن عمود : "التاريخ في صورة" . ثم صورة اجاثا كريستي وقد غطت تجاعيد الزمن وجهها .
سبق وأن ترجم الأستاذ سمير عبد الرحيم الجلبي كتاب مذكرات مالوان الى اللغة العربية
ردحذف