أ.د. إبراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل
لاادري لماذا لانتذكر الشاعر الموصلي الرائد عبد المحسن عقراوي كثيرا،مع أنه- في حياته -ملأ الدنيا، وشغل الناس وأثار الجدال وخاصة لما كان يتمتع به من شخصية بوهيمية عبثية ،مع انه كان على المستوى السياسي والشخصي ملتزما بقضايا وطنه وأمته .
عبد المحسن عقراوي الذي تظهر صورته إلى جانب هذه السطور وقد نشرتها مع مقالي عنه في جريدة الحدباء في 23 نيسان 2002 ، رحل في كانون الأول-ديسمبر سنة 1995،. وقد عرفناه إنسانا ، عفويا ، بسيطا ، لم يلتفت إلى نفسه.. ومع انه كان مبدعا بحق إلا انه كان متواضعا لم يحسن الدعاية لنفسه.. قال عنه صديقنا الشاعر الدكتور حيدر محمود عبد الرزاق.. "أن عقراوي ، بنظره ، يعد أغزر شاعر عرفته الموصل في تاريخها الحديث". وأضاف" كان واضح الانحياز إلى قضايا الأمة المصيرية". أما صديقنا الأستاذ الشاعر عبد الوهاب إسماعيل فقد وجد فيه وفي شعره :"صوت جيل بكامله.. صوت جيل حافظ على أبجديات الكلم، وخاض ملامح الصبر ،والجهاد والتضحية كي يورق الأمل في النفوس العطشى، وفي القلوب والضمائر".
ولد عبد المحسن حسين محمد أيوب عقراوي في محلة عمو البقال في الموصل سنة 1938 ،وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها.. دخل كلية الآداب- جامعة بغداد سنة 1958 لكنه لم يكمل دراسته ، واتجه نحو الوظيفة .ففي سنة 1963 عين في مصلحة الغزل والنسيج الحكومية، وقد أحيل على التقاعد بعد أربع سنوات لعدم احتماله جو الوظيفة.. عمل في جريدة الثورة(البغدادية ) بين سنتي 1969-1970 .كما عمل في مجلة ألف باء، ومحرراً أدبياً لمجلة الجامعة (الموصلية ) بين عامي 1971-1978 ،ومحرراً أدبياً في مجلة الطليعة الأدبية بين عامي 1979-1980 وتقلبت به ظروف الحياة ومعاناة المرض، وأقعده حادث طريق عن السير والمشاركة في الحياة العامة .كرمه اتحاد الأدباء في العراق/فرع نينوى بشارة نينوى الإبداعية عام 1995.
من دواوينه المنشورة :(حصاد الليالي)1976 و سبع اغنيات لتموز (مجموعة مشتركة) عام 1978 ، هشيم الغربة عام 1981،لن تتعب البنادق (مجموعة مشتركة) عام 1984 ،كلكامش عام 1985 ترجمة حسن العمري ونظمها شعراً ، شواطئ العمر عام 1985 ، لهيب الدم عام 1986.ولديه شعر مخطوط لم ينشر بعد ومنه: ملحمة طويلة، صلوات العيون، كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين يقول :" وشعره غزير جداً.. وفي إمكانه نظم عشرات الأبيات في جلسة واحدة. والذي دفعه لقول الشعر أُستاذه ذنون الشهاب، وهو لم يتأثر بأحد الشعراء وإنما تأثر بتجربته الذاتية ومعايشته للحياة بانفعال صادق وحس مرهف ويعد نفسه منتمياً للمذهب الرومانتيكي وقصائده تعبر بصدق عن ذات الإنسان وتمتاز بالأسلوب الفني والصور الحديثة الجميلة البعيدة عن التقريرية، حسب قوله هو في لقاء أجراه معه الصحفي الاستاذ لؤي الزهيري في (جريدة الحدباء بتاريخ 9اب سنة 1983) وهو يكتب الشعر العمودي ولا يلجأ إلى القصيدة الحديثة إلا إذا أضطر لذلك كما حدث معه في نظمه لملحمة (كلكامش) وهو لا يعترف بقصيدة النثر ويقول عنها: للشعر قواعده ،وأصوله ويمكن اعتبار قصيدة النثر كلاماً جميلاً.. وربما وهو يقرأ لجميع الشعراء قديمهم وحديثهم ويعجبه من الجاهليين طرفة بن العبد ومن الإسلاميين كعب بن زهير ومن الأمويين بني عذرة وجرير ومن العباسيين: العباس بن الأحنف وأبا تمام والمتنبي ومن شعراء الموصل الذين عايشهم بعجبه إسماعيل حقي فرج ،وعدنان الراوي، وسالم الخباز وكامل ألنعيمي، وذنون الأطرقجي ومعد الجبوري. ونشر أولى قصائده عام 1956 في جريدة (فتى العراق) بعنوان: (بين شاعر وشاعرة). ويعد عبد المحسن عقراوي من أكثر شعراء المدينة نتاجاً، وينقسم شعره إلى ثلاثة أقسام: (1) الشعر السياسي(2) الشعر الوجداني(3) شعر المناسبات إذ يندر أن تمر مناسبة سياسية أو وطنية أو عامة إلا ويشارك فيها عقراوي فضلاً عن نشره المستمر في جريدة الحدباء(الموصلية )وحتى فترة قريبة من وفاته ،رحمه الله ، سنة 1995 . ويجد الباحث عنه ،وبسهولة ،كم كبير من قصائده المنشورة في الصحف والمجلات الموصلية والعراقية والعربية. كتب عنه الدكتور ذو النون الاطرقجي في موسوعة الموصل الحضارية قائلاً : "يأتي عبد المحسن عقراوي في طليعة جيل كامل غنى ،معظم شعرائه، للوطن ..للعراق .. وللوحدة ...لقد استمرت أغنياته الوطنية والقومية سنوات طوال ... وكانت سجلاً أمينا للإحداث الوطنية والقومية والإنسانية " .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها : http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
من أين جاء لقب ( عقراوي ) ..!؟
ردحذفاصلهم من عقرة وهي قضاء موصلي يقع الان ضمن اقليم كردستان العراق
ردحذف