الاثنين، 24 يوليو 2023

محددات السياسة الخارجية الايرانية الجديدة


 


محددات السياسة الخارجية الايرانية الجديدة
-ابراهيم العلاف
وبحكم تخصصي التاريخ الحديث وكتاباتي عن ايران ومنها كتابي عن تاريخ ايران وتركيا الحديث وبحكم اشرافي على رسائل واطروحات حول ايران اتابع ما يجري في جمهورية ايران الاسلامية جارتنا الشرقية واعرف تماما طبيعة سياساتها الخارجية منذ سنة 1500 ميلادية وقد كتب عن هذا وفصّل الاستاذ الدكتور روح الله رمضاني في اكثر من كتاب .
ما يهمني اليوم الاشارة الى محددات السياسة الخارجية الايرانية الجديدة بعد التطورات الاخيرة ومنها عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية في 10 اذار مارس المنصرم 2023 ، ومباركة المرشد الاعلى السيد علي خامنئي للسلوك السياسي الخارجي لحكومة الدكتور ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين امير عبد اللهيان وتأكيده على نهج التقارب مع دول الجوار وضرورة التعامل الحكيم والمرونة مع الحفاظ على المبادئ والمنطلقات النظرية الثابتة للدولة في ايران .
ومما اكدته وزارة الخارجية الايرانية حرصها على سياسة التواصل مع الدول العربية والدول الاسلامية ومع الدول ذات التوجه المشترك والمؤيدة لايران مثل روسيا .
ان مما اكدته ايران في مجال السياسة الخارجية الجديدة ان السياسة الخارجية الجديدة والجهاز الدبلوماسي الفعال من الركائز المهمة التي تعتمدها الدولة لكي تنجح وتتقدم في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية .
وقد وضع المرشد الاعلى السيد على خامنئي وطبقا لما جاء في جريدة (الشرق الاوسط ) اللندنية عدد 21 -5-2023 واعتمادا على موقع المرشد الاعلى الالكتروني مبادئ وضوابط ستة يجب اعتمادها في السلوك السياسي الخارجي للجمهورية الايرانية الاسلامية وهي :
1. القدرة على التبيين المقنع لمنطق مقاربات البلاد للقضايا المختلفة
2. الحضور الفعال والموجه في مختلف الاحداث والتوجهات السياسية - الاقتصادية في العالم .
3. إزالة السياسات والقرارات التي تهدد امن ايران او على الاقل الحد منها واضعافها .
4. اضعاف المراكز الخطرة التي تهدد الدولة
5. تقوية الحكومات والمجموعات المؤيدة والمتحالفة مع ايران وتوسيع العمق الاستراتيجي للبلاد بكل الوسائل .
6. القدرة على تشخيص الطبقات المخفية في القرارات والاجراءات الاقليمية والعالمية .
وربط مرشد الجمهورية بين السياسة الخارجية والسياسة الخارجية وقال ان نجاح السياسة الخارجية يؤدي الى تحسين اوضاع الداخل والعكس بالعكس واضاف ان الفعل وليس القول هو ما يجب ان يعتمد في التعامل والسلوك الخارجية ونبذ سياسة الاستجداء مؤكدا على العزة والحكمة والمصلحة فهذه هي الاسس التي يجب ان يعتمدها صانع القرار السياسي الخارجي وقال ان العقلانية مطلوبة في كل خطوة في السياسة الخارجية كما الحكمة مطلوبة وكذا المصلحة مصلحة ايران اي امتلاك المرونة في الحالات اللازمة لتجاوز العقبات الصعبة ودعا الدبلوماسيين الايرانيين الى تقديم مبادرات شخصية ومحسوبة وناجمة عن افكار مدروسة وضمن توقيتات مناسبة ودعاهم الى ضرورة تحديد "موقع ايران في النظام العالمي الجديد " الذي بدأ بالتبلور لكنه يحتاج الى وقت للظهور ويقصد عالم ما بعد حرب اوكرانيا وتحالف الغرب ضد روسيا الاتحادية .
ان مما اكدت عليه وزارة الخارجية الايرانية وهي تضع الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة في السياسة الخارجية ما سمي بالدبلوماسية الاقتصادية والتركيز على تنمية الصادرات غير النفطية وتنشط تجارة المرور والنظرة الخاصة للجيران من الدول العربية والاسلامية وتنشيط المشاركة في التحالفات الاقليمية مثل ( الاتحاد الاقتصادي الاوراسي) و(منظمة شنغهاي) و(منظمة بريكس ) هذا فضلا عن الاستمرار في اجهاض العقوبات والحصار المفروض على ايران من قبل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة للشاعر الكبير شاذل طاقة عندما كان طالبا في المتوسطة الغربية بالموصل 1944

  قصيدة للشاعر الكبير شاذل طاقة عندما كان طالبا في المتوسطة الغربية بالموصل 1944 ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جا...