الاثنين، 20 يوليو 2015

موسوعة الوثائق القطرية * عرض: ميرفت أمين الشبراوي

موسوعة الوثائق القطرية *
عرض: ميرفت أمين الشبراوي
لا تقاس أهمية الدولة بمقدار حجمها، ولكن تعرف تلك الأهمية عبر أدوار التاريخ من خلال عناصر أخرى، لعل أبرزها الدور الذي تلعبه في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية وغير ذلك، عبر المشاركة الفعالة في الأحداث ومجريات الأمور.
وكم من دولة متناهية الصغر، لقيت من الشهرة ما تفوقت به على دول شاسعة المساحة مكتظة بالسكان، ونذكر -على سبيل المثال- دولا وإمارات مثل: موناكو، بروناي، الفاتيكان.. كلها صغيرة الحجم لكنها كبيرة الشهرة والأثر والوجود على ساحة الأحداث.
قطر واحدة من تلك الدول التي صنع لها التاريخ والجغرافيا وجودا مميزا في قلب الأحداث.
فقد كانت ضمن أبرز دول الخليج العربي وإماراته ومشيخاته التي سعت القوى الاستعمارية إلى السيطرة عليها، من البرتغاليين إلى الإنجليز، واصطدمت تلك القوى مع الدولة العثمانية، حتى تمخضت أحداث النصف الثاني من القرن العشرين عن تحرر هذه الدولة وشقيقاتها، وبروزها كدول مستقلة فاعلة لها كيانها المتميز في الشرق الأوسط والعالم العربي.
-العنوان: موسوعة الوثائق القطرية (3 مجلدات)
-المؤلفان: د. أحمد الشرقاوي، د. محمد خليل
-الناشر: مركز الراية للنشر والإعلام، المركز الثقافي الآسيوي، القاهرة
-تاريخ الصدور: 2013
-عدد الصفحات: 918 صفحة
وكان لاكتشاف البترول، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي والملاحي العالمي المتميز، الأثر الأكبر في وجود هذه الدول باستمرار في بؤرة الأحداث العالمية.
وصار لزاما على الباحثين في شؤون التاريخ والسياسة متابعة تطورات الأحداث بالمنطقة وجذورها التاريخية، للوقوف على تفاصيل القضايا المتعلقة بهذه البؤرة المهمة من العالم.
ومن هذا المنطلق يبدأ المؤلفان جهودهما المتميزة في توفير مصادر وثائقية حول شبه جزيرة قطر إحدى بؤر الصراع العثماني البريطاني على امتداد القرنين الـ19 والعشرين، وهو بالفعل جهد متفرد، إذ صدرت الموسوعة في مجلدات ثلاثة:
- المجلد الأول: قطر في الوثائق البريطانية
- المجلد الثاني: قطر في الوثائق العربية
- المجلد الثالث: قطر في الوثائق العثمانية
المركز الثقافي الآسيوي والدراسات السابقة
وقد تعددت الدراسات الوثائقية السابقة التي تناولت منطقة الخليج بصفة عامة وقطر بصفة خاصة، ولكن هذه الموسوعة تقدم النصوص الأصلية للوثائق لتكون مصدرا موثقا ومباشرا يعتمد عليه القارئ والباحث، وهو ما قصده المركز الداعم للباحثين بهذا الإصدار، وهو "المركز الثقافي الآسيوي".
ويؤكد المركز في مقدمة الموسوعة أن هدفه والباحثين هو "أن نوفر للباحث والمثقف والقارئ ورجل السياسة المزيد من المعلومات الموثقة في مصادرها الأصلية للوقوف على الجذور التاريخية لدولة قطر، فكانت هذه الموسوعة التي جمعت أكبر قدر منشور -حتى الآن- من الوثائق المتعلقة بقطر في اللغات العثمانية والإنجليزية والعربية، وقد اعتمدنا في جمع الوثائق الواردة في موسوعتنا على الكتب التي سبقتنا، فليس من الحكمة إهمال الجهود السابقة، ثم قمنا بجهدنا في جمع الكثير من الوثائق الأخرى -لا سيما الوثائق العثمانية النادرة- وأضفناها إلى موسوعتنا".
وقد قدم المؤلفان للوثائق -لا سيما العثمانية منها- بمقدمة تاريخية وافية، كما ألحقوا بالأجزاء الثلاثة نماذج عديدة من الملاحق لأصول الوثائق العربية والبريطانية والعثمانية.
المجلد الأول: قطر في الوثائق البريطانية
يحفل الأرشيف البريطاني بمجموعات ضخمة من الوثائق حول المنطقة العربية وكل بقعة فيها، فالبحث العلمي والتقارير الميدانية كان هو الأسلوب الأكثر اعتمادا لدى الحكومة الإنجليزية في سعيها الاستعماري للسيطرة على المنطقة العربية والخليج خاصة لتأمين طريقها إلى مستعمراتها في الهند درة التاج البريطاني.
"يحفل الأرشيف البريطاني بمجموعات ضخمة من الوثائق حول المنطقة العربية فالتقارير الميدانية والبحث العلمي كان هو الأسلوب الأكثر اعتمادا لدى الحكومة الإنجليزية في سعيها الاستعماري للسيطرة على المنطقة العربية "
وقد قام المؤلفان بجمع هذه الوثائق من الموسوعة الأشهر في تاريخ وجغرافية الخليج والموسومة بـ "موسوعة الخليج وعمان ووسط الجزيرة العربية" والذي وضعه "ج.ج. لوريمر" بشكل سري ثم أعيد طبعه بالإنجليزية بعد نحو نصف قرن، وظل محظورا بالمنطقة العربية، حتى قام قسم الترجمة بمكتب أمير قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بترجمة الكتاب ونشره تحت عنوان "دليل الخليج" حيث طبع في الـ14 مجلدا.
وظلت الصعوبات تكتنف الاستفادة منه لتوزع المواد الخاصة بكل دولة ومنطقة خليجية على مجلداته الـ14 حتى جمعها المؤلفان بهذا المجلد الأول من موسوعة الوثائق القطرية. وتحتوي على معلومات شديدة الدقة والأهمية في تاريخ قطر، وإن كانت لا تخلو من وجهة نظر استعمارية متعصبة. وقد أورد الكتاب هذه الوثائق ضمن قسمين هما:
- القسم الأول: الوثائق التاريخية والجغرافية
- القسم الثاني: الوثائق السياسية
المجلد الثاني: قطر في الوثائق العربية
يذكر المؤلفان -طبقا لأخلاقيات البحث العلمي- أن عملهما كان امتدادا وإكمالا لمحاولات سابقة في المضمار نفسه، لعل أبرزها كتابين هما:
- قطر واتحاد الإمارات العربية التسع 1968-1971: أحمد زكريا الشلق، مصطفى عقيل الخطيب، دار الثقافة، الدوحة، 1998.
- الاحساء والقطيف وقطر أثناء الحكم العثماني الثاني 1871-1913: عبد الله بن ناصر السبيعي، الرياض، 1999.
والكتاب الأخير عبارة عن دراسة وثائقية تتناول ثلاثة أجزاء منه: الاقتصاد - الحكم والإدارة - الأمن الداخلي.
وقد أضاف المؤلفان الكثير من الوثائق التي لم تنشر من قبل إلى هذا الجزء الذي ضم أيضا وثائق سياسية ودبلوماسية حول مسيرة تكون الاتحاد الذي جمع في بداياته المشيخات العربية التسع.
المجلد الثالث: قطر في الوثائق العثمانية
لعل هذا الجزء هو بيت القصيد في تلك الموسوعة وأهم عمل قدمه المؤلفان، فأرشيفات الدولة العثمانية التي تمتلك معظمها تركيا الآن تحفل بملايين الوثائق شديدة الأهمية حول التاريخ العربي على مدى أربعة قرون، لذا فهذا الأرشيف قبلة الباحثين الجادين والمؤرخين المتميزين الساعين إلى تقديم كل ما هو جديد ودقيق حول القضايا الشائكة في التاريخ العربي عامة والخليجي خاصة.
"خصص المجلد الثالث من الموسوعة لأهم ما ورد عن قطر في أرشيف الدولة العثمانية الذي تمتلك معظمه تركيا الآن، ويحفل بملايين الوثائق شديدة الأهمية حول التاريخ العربي على مدى أربعة قرون"
وقد قدم الباحثان ثبتا ببليوغرافيا موسعا حول مجموعة كبيرة من تلك الوثائق المتعلقة بدولة قطر، قد تحتاج من الباحث ليحصل عليها الكثير من الوقت والجهد، ولكنهم قدموا ملخصا عنها في شكل جدول يحتوي على: تاريخ الوثيقة ورقمها ومحفظتها وممن صدرت وإلى من توجهت وفي أي الموضوعات تتحدث، وغير ذلك من التفاصيل، والتي قد تغني في بعض الأحيان عن الرجوع إلى الوثيقة الأصلية، ناهيك أنها تحدد بدقة وجهة المؤرخ، وتطرح الكثير من التساؤلات وتفتح العديد من الفروع والقضايا والأسرار التاريخية.
وقد أورد المؤلفان نحو 370 وثيقة في هذا الجزء من الموسوعة حول دولة قطر.
وفي محاولة لمتابعة هذا العمل الوثائقي وتطويره وتجديده، قطع المؤلفان والمركز الثقافي الآسيوي على أنفسهم وعدا للقراء والباحثين بأنهم سيواصلون "الجهود البحثية لتطوير هذه الموسوعة وزيادة حجمها ومعلوماتها، بما يوفر له مادة علمية موثقة وجامعة، تتيح أكبر قدر ممكن من الحقائق في مختلف وجهات النظر العربية والبريطانية والعثمانية ".
تحذير
كما لم ينس المؤلفان نقطة منهجية مهمة قد تغيب في زحام الأحداث والوثائق الجديدة ومعلوماتها الغزيرة، وهي التحذير من مغبة الاعتماد المفرط على صدق المعلومات الواردة بالوثائق دون تمحيص أكاديمي وعرض مقارن على غيرها من المصادر، فقالوا في المقدمة "ولا يخفى على فطنة القارئ أن وجهات النظر الواردة في هذه الوثائق متعلقة بفترات زمنية متعاقبة، وتحمل وجهة نظر أصحابها، والدول التابعين لها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المؤلفين ولا دار النشر".
المصدر : الجزيرة
*http://www.aljazeera.net/knowledgegate/books/2014/7/…/%D9%85


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...