الجمعة، 3 يوليو 2015

الخليفة الراشد عمر بن الخطاب والامة

كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه وأرضاه ) جالسا يفُكر في احوال أمته إذ دخلت عليه ابنته حفصة (رضي الله عنها ) زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته على حال مؤلمة فقالت له :يا أبتاه إلبس ألين الثياب اذا وفدت عليك الوفود من الافآق ،وكُلْ معهم أحسن الطعام فقد فتح الله عليك الفتوح وكثرت عليك الاموال .
فأجابها الخليفة :
ناشدتك الله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بقي في النبوة كذا وكذا سنة لم يشبع هو ، ولااهل بيته صباحا إلا جاعوا عشية ولاشبعوا عشية إلاجاعوا صباحا ؟
وناشدتك الله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله وسلم كان ينام على عباءة مثنية ؛ فثنيت له اربع طاقات فنام عليها فلما استيقظ قال :
منعتموني قيام الليلة بهذه العباءة .اثتنوها اثنتين كما كنتم تثنونها .
وناشدتك الله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع ثيابه لتغسل فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فما يجد ثوبا يخرج به الى الصلاة حتى تجف ثيابه فيخرج بها الى الصلاة .
ثم قال :
ياحفصة ! قد كان لي صاحبان سلكا طريقا فإن سلكت غير طريقهما سلك الله بي طريقا غير طريقهما .وإني والله سأصبر على عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما السعيد في الجنة .
بكى عمر وبكت إبنته حفصة ثم قال :
إن عُمالي إذا رأوني خُضت خاضوا فلا يقفون عند حدْ ، وربما تسلطوا على أموال الناس .
يابنيتي اذا كنت في معيشة تسعني ويعجز عنها الناس ،ما تلك بمعيشة حتى اكون كالناس سواء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما الذي يحتاجه العالم بعد كورونا؟!

                                                               الدكتورة سناء عبدالله عزيزالطائي       ما الذي يحتاجه العالم بعد كورونا؟! الد...