الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

محمود الدرة 1910-1995...سيرة عروبي قومي

محمود الدرة 1910-1995...سيرة عروبي قومي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
مع أنه ألف العديد من الكتب ، وكان له حضور فاعل في المشهد السياسي ، والثقافي العراقي المعاصر الا انني اشعر بقلة بل بندرة ما كتب عنه ..الاستاذ محمود الدرة عروبي قومي .. كان ضابطا في الجيش العراقي ، وعضوا في الكتلة القومية العسكرية التي كانت وراء ثورة مايس 1941 وقد احيل مع 3000 ضابط على التقاعد بعد فشل الثورة ووقوع الاحتلال البريطاني الثاني للعراق ..من كتبه :" الحرب العراقية -البريطانية " و"ثورة الشواف " و"القضية الكردية "...
عندما كتبتُ هذا التعليق على صورة تجمعه مع الصديق الاستاذ ياسين الحسيني الخبير الاعلامي العراقي المعروف والتي التقطت له قبيل وفاته بيومين اي التقطت يوم 26 اب سنة 1995 علق الصديق الاستاذ ياسر عبود العلواني في صفحتي الفيسبوكية قائلا : " رحم الله الدرة، عروبي حتى النخاع، كان يكتبُ التاريخ العسكري لأُمة العرب بروحية الأديب، لا تقرأ كلاما له بطريقة عسكرية صارمة، ولكن تجد منهجًا عسكريًا صارمًا في تتبع المعلومة. ثم قال : " ينتمي الاستاذ محمود حسن الدرة إلى عشيرة الجحيش العربية، ولد في مدينة بغداد التي تركها والده الى الكويت سنة 1914 هربًا من التجنيد في الجيش العثماني بدايات الحرب العالمية الاولى، وفي الكويت عمل في صنع لفائف التبغ وتعبئته في الدكان الذي استأجره ليكون مكان سكنه وعمله في الوقت نفسه وما لبثت تلك التجارة ان توسعت واصبح حسن الدرة تاجرا معروفا تشارك فيما بعد مع تاجر كويتي وبقيا كذلك لسنوات، وما لبث حسن الدرة والد الفتى محمود أن بعث الى عائلته المكونة من زوجة وولدين للقدوم الى الكويت ولم شمل العائلة، دخل (محمود) الكتاب في الكويت عند شيخ نجدي ولم يلبث طويلا اذ نقله والده الى مدرسة حديثة اثر شجار مع (الملا) الذي ضرب محمودًا ضربا مبرحا، .بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى عاد حسن بعائلته التي زادت بنتا الى العراق مضطرا اذ خسر كل ثروته اثر العواصف البحرية الهوجاء التي قضت على تجارته التي وضع فيها كل ما يملك من امول، تلك الأموال التي حصل عليها بكده وتعبه ، عادت العائلة الى بغداد ودخل محمود الى كتاب الملا أحمد في (الكرخ)، ثم انتقل بعدها الى مدرسة جديدة افتتحها الانكليز في الحيدر خانة بجانب الرصافة، التي تركوها بعد فترة قصيرة عند اندلاع ثورة العشرين تلك الثورة التي شارك فيها والد محمود مشاركة فعالة، انتقلوا بعدها الى النعمانية (البغيلة) ودرس في مدرستها، ثم انتقل الى مدينة الكي في الكوت، وفي مدرستها الوحيدة تفتح ذهنه الصغير على المعارف والقراءة بدفع من المعلمين المتنورين فيها، عرف عن محمود في صغره الذكاد الحاد والنباهة التي اشاد بها معلميه عندما سألهم والده عن مستواه وذكائه. اقنع محمود والده بالسماح له بالذهاب الى بغداد لكي يكمل دراسته ومشواره ولكي يصبح معلما، فانتقل الى بغداد وسكن مع عمته في اواسط سنة 1923. ودخل مدرسة تطبيقات دار المعلمين النموذجية، وبعد نهاية الابتدائية التي انهاها بتفوق دخل (مدرسة الهندسة والصنايع)، التي اقفلت بعد وقت قصير فانتقل الى الاعدادية المركزية في الكرخ، ودخل بعد ذلك الى الكلية العسكرية عام 1928، وفي عام 1929 توفي والده، وتخرج بعد ذلك من الكلية في عام 1930. كان من زملائه في الكلية الأمير غازي الذي سيصبح بعد ذلك بسنوات قليلة ملكًا على العراق، وبعد ذلك بسبع سنوات وبالتحديد في عام 1937 تزوج من امراة هي اخت زوجة ابن عمته،
كتب الباحث الموسوعي الاستاذ (حميد المطبعي) عن المرحوم الاستاذ محمود الدرة في الصفحة 198 - الجزء الاول من موسوعته " موسوعة موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين والتي نشرتها دار الشؤون الثقافية العامة بوزارة الثقافة والاعلام ببغداد سنة 1995 يقول:" ان السياسي والكاتب الاستاذ محمود حسن الدُّرَّة من مواليد سنة 1910 كاتب، ولد في بغداد، تخرج في كلية الأركان العراقية، وتخصص في دورات عسكرية بانكلترا، آخر رتبة له قبل إحالته على التقاعد هي (رائد ركن 1941)، وهو عضو (اتحاد المؤرخين العرب)، له من المؤلفات المطبوعة: محاضرات في التعبئة والحرب الصغرى 1938، وحروب محمد 1961، وتاريخ العرب العسكري 1964، وتجربة الشيوعية في الصين 1964، والقضية الكردية 1966، وثورة الموصل القومية -1959 طبع سنة 1987 .. خاض معارك صحفية في بغداد، وبيروت، والقاهرة حول نقده للشيوعية، ونظم الحكم في الوطن العربي، وحول " أُسلوب ادارة الصراع - العربي الإسرائيلي" ..يضيف الاستاذ العلواني الى ذلك قوله : " أول مرة سمعت بأسم الأُستاذ (الدرة) عند اقتنائي لكتابه : تاريخ العرب العسكري" في سنة 1986، هذا الكتاب الذي كتبه بأُسلوب ممتع، لا بصرامة عسكرية اللهم الا في تتبعه للمعلومة -كما ذكرت سابقًا- شدني هذا الكتاب كثيرا الى درجة أنني قرأته ربما عشرات المرات، قرأتُ له كثيرًا مما سطره قلمه، منها:" تاريخ العرب العسكري" ، و" حياة عراقي خلف البوابة السوداء" ، و" القضية الكردية. "
ينتمي الاستاذ محمود حسن الدرة رحمه الله الذي ولد في مدينة الموصل سنة 1910 إلى عشيرة الجحيش العربية، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها، وتخرج في الكلية العسكرية العراقية ببغداد برتبة ملازم ثان سنة 1930 ، وشارك في العمليات العسكرية في شمال العراق فيما عُرف وقتها ب" حركة الشيخ محمود الحفيد" .
كان يحمل فكرًا قوميًا خالصًا حتى أنه انضم إلى " الكتلة العسكرية القومية" في الجيش التي كان يترأسها العقيدان صلاح الدين الصباغ، وفهمي سعيد رحمهما الله، دخل كلية الاركان في بغداد وتخرج فيها مطلع سنة 1930 ، وانيطت به وظيفة " ضابط ركن النفير" في رئاسة أركان الجيش، إلى جانب وظيفته الأصلية طيلة أكثر من ثلاث سنوات، وعمل مع الشهيد العقيد الركن صلاح الدين الصباغ الذي أثنى عليه فيما بعد في مذكراته التي نشرت بعد استشهاده ووصفه ب " الشاب العربي الشهم" ، وعن طريق العقيد الركن الصباغ تعرف على دخائل السياسة العراقية العليا، وعاش في خضم الصراع الذي أدى إلى نشوب الحرب العراقية البريطانية- أو ما عرف ب(ثورة مايس التحررية 1941)، أو كما يحلو لأجدادنا تسميتها بـ(دگة رشيد عالي الكيلاني )، وبعد فشل الثورة ، اعتقل قادتها وهرب بعضهم، وقتل آخرون، وضم السجن محمود الدرة الذي أُخرج من الجيش، وبقي يقبع في السجن من سنة 1941 حتى سنة 1945 ألف خلال تلك السنوات مذكراته التي نشرت فيما بعد بعنوان :" حياة عراقي من وراء البوابة السوداء" ، كما وضع أُصول كتابه :" الحرب العراقية البريطانية" ، وشرع بتدوين كتابه :" تاريخ الجيش العراقي" الذي نشره متسلسلا سنة (1951) في جريدة (المواطن) والتي استمرت بالصدور حتى إلغاء امتيازها في 17 كانون الاول سنة 1954، وهي جريدة سياسية اسبوعية، ثم أصدر المرحوم الدرة مجلة أسبوعية بالعنوان نفسه (المواطن) بالاشتراك مع الاستاذ حسين جميل .
بعد قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 وقف ضد التوجه الشيوعي وشارك في حركة المرحوم العقيد الركن عبد الوهاب الشواف في الموصل والتي قامت في 8 اذار سنة 1959 ، وجلب محطة إذاعية من الاقليم الشمالي (سوريا ) وكانت انذاك ضمن الجمهورية العربية المتحدة، وكان المدني الوحيد بين رؤوس الحركة، وبعد فشل الثورة هرب إلى سوريا، ومنها إلى القاهرة، عاد بعد حركة 8 شباط إلى العراق، وأمضى بقية حياته فيما بعد في بيروت حتى وفاته في 28 اب سنة 1995، له صلة قرابة بـ(آل العمري) الأُسرة الموصلية المعروفة ، يتكلم اللغات الانكليزية،، والألمانية، والتركية، تزوج السياسي العراقي المعروف (فؤاد الركابي ) من ابنة الاستاذ محمود الدرة في القاهرة، وحضر الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر (1918-1970 ) عقد القران.
ألَّف الأُستاذ محمود الدرة ، رحمه الله ، كتبًا عديدة منها :
-1 محاضرات في التعبئة (الحروب الصغرى)، طبع في مطبعة التفيض الأهلية- بغداد، 1938.
2- تاريخ العرب العسكري (حروب محمد)، طبع في دار المعرفة- القاهرة، 1961.
3- القضية الكردية والقومية العربية في معركة العراق، طبع في دار الطليعة- بيروت،
1963.4- تجربة الشيوعية في الصين: مشاهدة، ودراسة، طبع في دار الكتاب العربي ودار الكفاح- بيوت، 1964.
5- تاريخ العرب العسكري (حروب محمد، حروب الردة، حروب العراق)، طبع في دار الكاتب العربي- بيوت، 1964.
6- القضية الكردية، طبع في دار الطليعة- بيروت، 1966.
7- آراء في مشاكل عراقية: أزمة النفط، والحكم، طبع في دار الغد- بيروت، 1966.
8- الحرب العراقية البريطانية (1941)، طبع في دار الطليعة- بيروت، 1969.، وثانية في دار المعرفة –القاهرة، 1982.
9- حياة عراقي من وراء البوابة السوداء، طبع في الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة، 1976.
10- ثورة الموصل القومية (1959)، طبع في بغداد 1987.
وله كتب مخطوطة لم تنشر بعد منها :
1-تاريخ الجيش العراقي: تكوينه في العشرين عامًا الأُولى من تأسيسه.
2-حياة عراقي في السجن الكبير
رحم الله الاستاذ محمود الدرة فقد أدى واجبه الوطني والقومي قدر ما استطاع فأستحق الذكر .
 
 
 
 
 

هناك تعليق واحد:

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...