الأحد، 5 ديسمبر 2010

صحفات مضيئة من حياة أ.د ابراهيم خليل العلاف في ناحية الشورة

من اليمين الاعلامي عصام شاكر والدكتور العلاف والاعلامي الاستاذ محمد صالح ياسين الجبوري والاعلامي جمال عبد الله

صحفات مضيئة من حياة أ.د ابراهيم خليل العلاف في ناحية الشورة


بقلم :محمد صالح ياسين الجبوري اعلامي وكاتب صحفي الموصل


...شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز ال(24)عاما ..في بداية اكماله دراستة الجامعية ،يتم تعينه في احدى القرى التي تبعد(45)كم عن مركز المدنية .لتكون بداية لشق طريقه في العمل في سلك التعليم .
كانت الظروف صعبة .عدم توفر الماء .عدم وجود الكهرباء .وسائط النقل قليلة ؛ ينتقل من حياة المدنية وحضارتها ؛الى حياة القرية وتقاليدها وعاداتها ؛مسألة صعبة ، وخاصة في تلك الفترةالفوارق الكبيرة بين القرية و المدينة في الخدمات. وكان الناس يجلبون الماء من نهر دجلة الذي يبعد (10)كم بواسطة الجرارات (التراكتور) .اما الكهرباء فكا نت القرى غير مزوددة بالكهرباء.اما النقل فلا يوجد سوى باص خشبي من نوع (بد فورد) ينطلق صباحا متوجها الى المدنية ويعود عصرا ليقضي عدة ساعات في الطريق وعدد من سيارات الاجرة من نوع (شوفرليت56،57)يعتمد الناس على الزراعةوالديمية(الحنطة والشعير) وتربية الحيوانات (المواشي ،الابقاروالدواجن)وكانت مواسم الامطار ،غزيرة وايام الربيع جميلة واحيانا نتيجة سقوط الامطار تنقطع السبل بين القرى . ويوجد مخفر للشرطة بناه ( العثمانيون ) , ومحطة قطار ,وهاتف للاتصال مع النواحي القريبة .
يوجد مركز صحي يديره مضمد يقوم بمعالجة المرضى , ومع هذا كانت الحياة في ذلك الوقت بسيطة وممتعة وسهلة .
الشاب "ابراهيم خليل العلاف" القادم من مدينة الموصل تم تعينه مدرسأ لمادة التاريخ في متوسطة فتح للبنين , الذي اصبح فيما بعد مديرأ للمتوسطة .
مديرية التربية أبلغت الاهالي انها غير ملزمة ببناء متوسطة للطلبة وعليهم أن يعتمدوا على انفسهم . كانت الظروف المعاشية صعبة ولايوجد في القرية سوى عدد من عمال السكك والمتطوعين من الشرطة والجيش ,لكن مسألة التعليم مهمة , قررالاهالي الشروع ببناء المتوسطة بواسطة التبرعات المادية والعينية من ذوي الطلبة , وان يتم البناء بواسطة العمل الشعبي وهذه أول مدرسةتبنى بالعمل الشعبي في المحافظة . ولاتزال بنايتها موجودة وهي مخصصة ل(ثانوية الشورة للبنات) .
كان معظم المدرسين من خارج المحافظة (علي نايف الكروي, يوسف حنا من بغداد) ( ساجد طركي عباس من البصرة .ياسين خليل الهيتي من الرمادي ) (ابراهيم العلاف ,مؤيد عبدالله من الموصل) (حازم ابرهيم (ابوشاهر) معلم الابتدائية يدرس اغلب المواد لسد الشواغر وهو من اهالي الشورة .
ا ما الاستاذ ابراهيم العلاف فكان له دور بارز ومؤثر في ارساء العلم والثقافة من خلال النشرات االجدارية والمسابقات الثقافية والتاريخية والقاء المحاضرات الوطنية والقومية وبث روح المنافسة بين الطلبة ,واقامة علاقات طيبة مع الاهالي والطلبة , وكان شخصية محبوبة ومحترمة أمينأ صادقا وفيأ حسن المعشر طيب القلب .يهمه مستقبل الطلبة , ومن طلبته من حصل على مراكز متقدمة , له قا بلية وقدرة على ايصال المادة الى ذهن الطالب ,كان يشجعنا على المطالعة والبحث في بطون الكتب , ويؤكد ان العلم اقوى سلاح .
علمنا الكثير من الدروس التى لاتنسى . زرته في مركز الدراسات الاقليمية بعد(40) عامأ من الفراق وكان يغمرني الفرح لا ني التقيت به, وحزينأ على الفراق الطويل فمتزجت دموع الحزن مع دموع الفرح وكانت اجمل اللحظات واقوى المشاعر التي لاتوصف ,واقول انه بحق (شيخ المؤرخين ,شيخ المربين ,شيخ الصحفيين) ,معذرة استا ذي وانا اقف خجلا امامك لأنك صاحب خبرة وتجربة وعلم في كثير من الامور التي نحن نجهلها , أطال الله في عمر ك وسدد الله خطاك ووفقك في الوطن والامة العربية.
مشاهدة المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...