الشارقة ..................................قبل 60 سنة
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
في كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر)، وصدر عن مطبعة جامعة الموصل سنة 1985 ، تحدثت عن تاريخ الامارات العربية المتحدة .. عن نضال أهلها ، وعن إستقلالها ، وعن تكوين دولة الامارات العربية المتحدة وامارة الشارقة احدى هذه الامارات ، وتيسرت لي فرصة زيارة امارة الشارقة وحضور مؤتمر فيها سنة 2004 بعنوان (العراق ودول الجوار) .
اريد ان اشير الى نهضة الشارقة ، والطريق الطويل الذي قطعته الى ان وصلت اليوم الى ما وصلت اليه من نهوض ،وما زلت اتذكر انهم استضافوني في فندق الملينيوم ، وزرت اماكن عديدة فيها قديمة وحديثة وزرت مركز الخليج للابحاث .
في عدد سبتمبر - ايلول 1969 من مجلة (المصور) القاهرية تحقيق صحفي - ريبورتاج عن إمارة الشارقة وفيه ان حاكم الشارقة ، وتوابعها 24 حزيران - يونيو 1965 – 24 كانون الثاني - يناير 1972( الشيخ خالد بن محمد بن صقر القاسمي 1927- 1972 ) قال انه حوّل الشارقة خلال اربع سنوات من بلد فقير معدم الى امارة تزخر بالحياة ، والحركة ، والعمل .
الصحفي الاستاذ فؤاد السيد ، وهو مندوب مجلة (المصور) ، قال انه زار الشارقة منذ 10 سنوات اي قبل 1968 ، لكنه وجد انها حققت قفزة كبيرة في العمران وقابل حاكمها وقال له الحاكم انه مؤمن بأن الشارقة يمكن ان تقوم بدور مهم في منطقة الخليج العربي وانه مؤمن بضرورة الاتحاد بين الامارات ، وان الاتحاد خير ضمان لاستقلال الامارات بعد خروج القوات الاجنبية منها ، وان من الضروري تحقيق الاتحاد " وتقويته وتوثيق علاقتنا بكل جيراننا " .
اصطحب الحاكم ، حاكم الشارقة الصحفي في جولة والصحفي هو من التقط الصور بكامرته التي كان يحملها وزاروا مشروع ميناء الشارقة ، وترون صورته الى جانب هذه السطور ،وقال ان الميناء مشروع حيوي واضاف ان امارة الشارقة اخذت تستقبل الكثير من الخبراء العرب والاجانب من المهندسين والمدرسين والفنيين في مختلف التخصصات ، وتم افتتاح بنوك حديثة عربية واجنبية ، وزار الصحفي بصحبة الشيخ خالد القاسمي مشرع المطار المدني الجديد الذي تم إفتتاحه . وقال الصحفي ان العمران في كل مكان ، وهناك خطة لاعادة تخطيط مدينة الشارقة ، والاستعانة بالخبراء العرب والاجانب وقال انه وجد تطورا في الطرق ، وقد نزعت ملكيات المباني القديمة ، وعوض الاهالي عنها بمبالغ مجزية وهذا شجع الاهالي على التمليك فمنحت الاراضي بالمجان لكل من يقيم عليها مبان جديدة .
بعض الحكومات العربية الشقيقة المجاورة ، بادرت بتشجيع حاكم الشارقة على المضي في هذه الاصلاحات وامدته بالمال لكي يواصل تنفيذ مشروعاته .
ومن هذه الحكومات امارة ابو ظبي التي اسهمت في اقامة الطريق المؤدي من الشارقة الى واحة الزيت وطوله 50 كيلومترا ، كذلك دولة الكويت ما زالت تقدم مساعدات للشارقة في مجالي الصحة والتعليم .
دائرة المعارف يديرها احد ابناء الامارة وهو الاستاذ عبد الله تريم وتتعاون معه بعثات تعليمية من الكويت وقطر ومصر والبحرين والعراق وكانت هناك مدارس للبنين والبنات وتشرف على مدرسة البنات الشيخة نورة سلطان القاسمي وهي زوجة الشيخ خالد القاسمي . وفي المدرسة معلمات مصريات . بلغ عدد مدارس البنين ( 7 ) وعدد مدارس البنات ( 6 ) وعدد تلاميذ مدارس الشارقة بلغ ( 4017 ) منهم ( 2442 ) تلميذا و( 1575 ) تلميذة .وثمة اقبال شديدعلى التعليم في الامارة والشارقة لديها ( 60 ) طالب بعثة و ( 20 ) طالبة في الجامعات العربية والاجنبية بينهم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الذي كان يدرس في كلية الزراعة بجامعة القاهرة وهو شقيق الحاكم .وفي الشارقة بعثة تعليمية مصرية تضم ( 300 ) مدرس ومدرسة .
وكما ترون الى جانب هذه السطور ؛ فإن حاكم الشارقة الشيخ خالدالقاسمي وقّع بشأن النفط على اتفاقية التنقيب مع شركة (شل هايدر وكاريون المحدودة للبحث عن النفط في المنطقة الشرقية في البر والبحر مع الشركة نفسها ) ، وشركة (بومين) الالمانية .
والمرأة في الشارقة ، خرجت من عزلتها وتتطور واهتمت بالتعليم ، والامير ارسل بناته الى المدرسة فتبعه في ذلك كل افراد الشعب تقريبا وهناك جمعية نسوية هي (جمعية المرأة الجديدة) ، والحاكم الامير هو المسؤول الاول عن ادارة شؤون الامارة كبيرها وصغيرها يعاونه عدد من رؤساء الدوائر منهم الشيخ محمدبن سلطان رئيس دائرة النفط ، وابراهيم المدفع في سكرتارية الحاكم ومعه جاسم المدفع ، وخالد العلمي مدير المالية ، ومختار النوم مدير البلدية ، ويسري الدوبكي القاضي القانوني ، وعبد الله عمران مدير المعارف ، ونائب الحاكم الشيخ صقر القاسمي.
اقول ، وانا انهي كتابة هذا المقال ؛ بأن الشيخ خالد بن محمد بن صقر بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي هو أحد أبناء الشيخ محمد بن صقر القاسمي.تسلم حكم إمارة الشارقة بعد تنحية ابن عمه الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وشارك في اجتماعات تكوين الاتحاد ممثلاً عن إمارة الشارقة. وقد وقع على الدستور المؤقت يوم 2 كانون الاول - ديسمبر سنة 1971 وأصبحت الشارقة جزء من دولة الإمارات العربية المتحدة ، وكان عضوا في المجلس الأعلى للاتحاد. قبل قيام دولة الإمارات ترأس لدورة واحدة مجلس حكام الإمارات.
في 24 كانون الثاني - يناير سنة 1972 ، قام الشيخ صقر بن سلطان القاسمي ( حاكم الشارقة السابق ) بمحاولة انقلابية فاشلة لاسترجاع الحكم أدت إلى مقتل الشيخ خالد بن محمد القاسمي، وهو الأمر الذي رفضه المجلس الأعلى للاتحاد، وكانت إمارة دبي أولى الرافضين لهذا الانقلاب، وعلى أثر ذلك انطلق وزير الدفاع آنذاك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتصدي لهذه المحاولة، وقاد قوة حاصرت الانقلابيين في ( قصر الرملة) في الشارقة ، واضطرتهم لتسليم أنفسهم ، وتم تقديمهم للمحاكمة. وعلى إثرها عين أخيه الأصغر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكماً لإمارة الشارقة ، وعضوا في المجلس الاعلى لدولة الامارات العربية المتحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق