الوحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة بعد انقلاب تشرين الثاني 1963 لماذا لم تتحقق ؟!
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
وقام المشير الركن عبد السلام محمد عارف 1963-1966) رئيس جمهورية العراق بإنقلاب عسكري في 18 تشرين الثاني -نوفمبر سنة 1963 ، واقصى البعثيون عن السلطة ، وتشكلت اول وزارة بعد الانقلاب هي وزارة الفريق طاهر يحيى التكريتي ، واستمرت من 21 تشرين الثاني 1963الى 17 من حزيران - بونيو سنة 1964 وقد اقيلت وزارة السيد احمد حسن البكر وتشكلت الوزارة من (21) وزيرا يوم 21-11-1963 وكان فيها السيد عزيز الحافظ وزيرا للاقتصاد . وتشكلت وزارة الفريق طاهر يحيى الثانية ، وفي وزارةطاهر يحيى الثالثة (14 تشرين الثاني 1964 -3 ايلول 1965) ، كان السيد شكري صالح زكي وزيرا للتربية ، والدكتور عزيز الحافظ وزيرا للاقتصاد وترون صورتيهما الى جانب هذه السطور وهي صور نادرة .
وكانت هناك قيادة سياسية موحدة (19-25 نيسان -ابريل 1965) بين العراق والجمهورية العربية المتحدة (مصر) ، وكان المشير الركن عبد السلام محمد عارف رئيس جمهورية العراق 1963-1966 - كما يقول احمد حمروش :"يتعثر في خطواته نحو الوحدة وهو الذي كان يروج لها في الايام الاولى من ثورة 14 تموز 1958" .
قال هذا في كتابه (قصة ثورة 23 يوليو ،عبد الناصر والعرب ) الصفحة (185) ، والكتاب صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 1976 .
موضوع مهم ، وحساس ، وتاريخي ، بحاجة الى دراسة ، واقصد ما يتعلق بإجتماعات القيادة السياسية الموحدة المصرية -العراقية 19-25 ايار -مايو 1965، و" محاولة الرئيس القائد الخالد جمال عبد الناصر تضييق الخلاف بين عبد السلام محمد عارف والقوى القومية في العراق" . وامين هويدي سفير الجمهورية العربية المتحدة في العراق كتب الكثير حول هذا الموضوع .
ومع ان هناك عمل واجتماعات الا ان اي شيئا من الوحدة لم يتحقق وتوفي المشير الركن عبد السلام محمد عارف 1966 ، دون ان يخطو أي خطوة فعلية بإتجاه الوحدة .
في العدد الخاص من مجلة (المصور) القاهرية الصادر سنة 1964 ، هناك احاديث لعضوي القيادة السياسية الموحدة المصرية -العراقية وهما السيدشكري صالح زكي والدكتور عزيز الحافظ .
وثمة مقال كتبه الصحفي مصطفى نبيل بعنوان (العمل الكبير بين القاهرة وبغداد) قال فيه ان "الوحدة مازالت تنتظر عملا متصلا من العراق والجمهورية العربية المتحدة ،عملا يستطيع ان يجعل من الوحدة الدستورية بين البلدين العربيين عملا منظما وشعبيا وحقيقيا ولم يخف الاجابة عن سؤال حساس وهو :"لماذا لم تتم الوحدة ؟!"
السيد شكري صالح زكي وزير التربية قال:" ان وحدة الفكر ، هي الاساس الذي نعمل على دعمه في هذه المرحلة " ووزير الاقتصاد الدكتور عزيز الحافظ قال :" ان المجال الاقتصادي مهم ، ولابد من التكامل الاقتصادي ، واتفاق التنسيق المعقود بين العراق ومصر منذ نوفمبر - تشرين الثاني 1958 كان معطلا ، ولم يحدث التعاون الاقتصادي كما يجب ؛ لذلك نخطط لدفع التبادل التجاري بين البلدين ليصل الى ثلاثة ملايين دينار سنة 1965 اي ثلاثة اضعاف ما كان عليه سنة 1963ولابد من اتخاذ قرار لتنسيق السياسة الاقتصادية وخاصة في ما يتعلق بلجان المواصلات ، وخطط التنمية ، وتوحيد التشريعات ، وتبادل الخبراء ، ومواجهة المصاعب في التبادل التجاري ، وتخفيض الرسوم الجمركية ؛ فهذا يجعل منتجات البلدين في وضع افضل في منافسة المنتجات الاجنبية .
الوحدة ، التي كانت تنادي بها الجماهير وتتبناها الاحزاب والقوى العربية القومية ، اذا لم تكن سهلة ، وكانت ثمة عقبات فكرية ، وسياسية ، واقتصادية وحتى شخصية والموضوع بحاجة الى دراسة ، والاجابة على السؤال : لماذا لم تتم الوحدة ؟ يبقى امرا مشروعا وضروريا .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق