الجمعة، 15 ديسمبر 2017

قليل من الحكمة يبعد الحرب والدمار ا.د. ابراهيم خليل العلاف

قليل من الحكمة يبعد الحرب والدمار 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
المشهد السياسي العربي الحاضر لايسعد أحدا .الحرب في اليمن والصراع بين الفلسطينيين على الكراسي مستمر ، والوضع في ليبيا لايزال قائما منذ اسقاط حكم الرئيس معمر القذافي، وهاهي جلسات الحوار بين النظام في دمشق والمعارضة في الشتات تفشل ، والسعوديون وحلفاؤهم في حرب اعلامية واقتصادية وسياسية على دولة قطر ، ولبنان يترنح على خشبة التوازن بين القوى والمحاور المتصارعة، ونذر الحرب مع ايران تكاد تقترب ..والولايات المتحدة الاميركية وهي تعترف من خلال الرئيس دونالد ترمب بالقدس عاصمة لاسرائيل تريد ان تشغل العرب بضلوع ايران في دعم الحوثيين .
وهكذا فقط العراق الان يعيش اجواء الوحدة والنصر بعد ان خاض حربا وطنية مقدسة ضد الظلاميين ، وبعد ان اتخذت قيادة سياسة الحزم ازاء مؤامرة الانفصال .انا اقول ومن حقي ان اقول - كمواطن عربي وكمؤرخ امارس الكتابة التاريخية منذ نصف قرن - ان عدوك بالامس لايمكن ان يكون صديقك اليوم وان الحروب بالنيابة لايمكن ان تستمر الى ما لانهاية ، وان التدخلات الخارجية العربية والاجنبية هي من افسد الوضع في المنطقة ، وانه لابد ان تترك الشعوب وحدها تصفي حساباتها مع حكامها ؛ فليس من المعقول ان يترك الرئيس بشار الاسد الحكم من اجل عيون عدد من المعارضين الذين يعيشون منذ سنين في الخارج . وليس من المعقول ان نزيل الحوثيون من الخارطة ، وليس من المعقول ان نمنع تركيا او نمنع ايران من ان تكون لهما اجندات ومصالح في المنطقة في ظل وجود الدب الروسي ، والفيل الامريكي .
وليس من المعقول ان نمنع العرب ونمنع المسلمين من ممارسة حقهم في الحفاظ على مقدساتهم في القدس وفلسطين .. وليس من المعقول ان تُشغلونا بقضية مساعدات ايران العسكرية للحوثيين في اليمن وتبدأ القنوات الاخبارية التي تصب الزيت ليل نهار تزن على آذاننا بهذا وبغيره ، وليس من المعقول ان نشطب حزب الله في لبنان من الخارطة لان امريكا لاتحب السيد حسن نصر الله .
ايها المسؤولون ملوكا ورؤساء ، انتبهوا الى اوضاعكم ، وانشغلوا بشعوبكم ، ويكفي التدخل في شؤون الاخرين ، واحذروا من ان تزلقوا في حرب ابدية بينكم .ايها السعوديون لاتخطأوا كما اخطأ من قبلكم وانتم تعلمون ان الحرب ليست هينة .ارجعوا الى الى الحلول السياسية وفكروا في ان تجدوا طريقا الى الرئيس السوري بشار الاسد وان تجدوا طريقا الى عبد الملك الحوثي وان تجدوا طريقا الى السيد حسن نصر الله وان تجدوا طريقا الى ايران وان تجدوا طريقا الى قطر فالمنطقة لاتتحمل حروبا وقودها الفقراء ووقودها الناس العاديون نحن من خبرنا الحروب ونحن من عرفنا ماتعني الحرب ونحن من ذقنا ويلات الحروب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...