مكتبة مدبولي في القاهرة ابراهيم العلاف

مكتبة مدبولي في القاهرة 
ابراهيم العلاف
لااعتقد أن أحدا زار القاهرة ولم يحرص على زيارة مكتبة الحاج مدبولي في شارع سليمان باشا قرب كازينو غروبي او كروبي .ذلك ان مكتبة مدبولي وُصفت بأنها " بورصة الكتاب العربي " و " بوصلة الباحث والقارئ " . وقد تحدث بعض الكتاب والمثقفين والصحفيين عن مكتبة مدبولي وقالوا بأنهم تعلموا في مكتبة مدبولي مثلما تعلموا في جامعة القاهرة .
كانت بديات المكتبة (كشكا ) صغيرا يبيع الصحف والمجلات والكتب فتحولت اليوم الى دار نشر كبيرة هي "دار مدبولي للنشر " ..بالمناسبة  فالحاج محمد مدبولي رحمه الله كما نقلت عنه شيماء عيسى في موقع محيط (الالكتروني ) إنسان 

أمي كان والده متعهدا لتوزيع الصحف قبل ثورة 23 يوليو –تموز1952 لذلك أحب المهنة بل وعشقها خاصة وانه كان معجبا بالرئيس جمال عبد الناصر وبقوله : ان على كل مصري أن يبني (طوبة ) للبلد أي أن يرسي لبنة .ومن الطريف انه كان يحرص على ان يجلب الكتاب من كل مكان ويبيعه بالتقسيط المريح .

في كل مرة أزور القاهرة .. أزور مكتبة مدبولي والتقي صاحبها .. وفي شباط 1990 التقيته رحمه الله ... كان انسانا كيسا ، وعروبيا وناصريا وقد وجدت المكتبة تعج بكل الكتب على مختلف الوانها والوان مؤلفيها وكانت الكتب تعرض على الرفوف داخل المكتبة .... وعلى امتداد واسع على الرصيف ..كان يقول :فرشة الكتب دي زي فرشة المائدة فهي لكل الناس " .
الحاج مدبولي هذه هي شهرته أما اسمه فهو :" محمد مدبولي محمد حسين " وظل ويرتدي الجلباب البسيط مع انه يعد من اكبر الناشرين العرب وبتواضع شديد يؤكد انه اغنى الناس ولكن بالكتاب والمؤلفين والمثقفين الذين يزورونه ويشجعونه دائما على التجديد والتطوير .
___________________________________
*نشرتها بتوقيع "الفتى الاديب " في جريدة فتى العراق 19 شباط 2007