الأحد، 7 يونيو 2015

الشاعرة الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني :الينابيع والجماليات ابراهيم العلاف

الشاعرة الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني :الينابيع والجماليات
ابراهيم العلاف
بين يدي الان كتاب " ينابيع النص وجماليات التشكيل ..قراءات في شعر بشرى البستاني " إعداد وتقديم الدكتور خليل شكري هياس سليمان الاستاذ المساعد في كلية التربية الاساسية -جامعة الموصل ، وهو من منشورات دار دجلة في عمان بالاردن ..وصلتني هذه النسخة هدية من الاخت العزيزة زميلتي في كلية التربية -جامعة بغداد منذ نصف قرن والاخت الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني شاعرة الموصل الكبيرة زميلتي ايضا في جامعة الموصل وهي غنية عن التعريف تعرفونها من خلال شعرها الجامح نحو القوة .. قوة الحق .. وقوة الصدق .. وقوة الارادة ..الانفة والكبرياء والجمال وهي ما يسم قصائدها..لاتقبل ان تحني رأسها إلا لخالقها انها إمرأة بقامة منتصبة مزدانة بالرزانة والاصالة والهيبة هكذا عرفتها وهكذا عرفها زملاءها وتلاميذها .
وحسنا فعل الاخ الدكتور خليل شكري هياس ، الكاتب والاديب والاكاديمي المعروف عندما إحتوى بين دفتي كتابه النقدي ماقاله النقاد عنها .. ماقاله الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل والاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد وماقاله الاستاذ محمد جواد حبيب وما قالته الدكتورة اخلاص محمود عبد الله وماقالته أخريات وماقاله آخرون كثر فهي ليست شاعرة فحسب بل اكاديمية بارزة وانسانة نبيلة .
قصائدها وضعت بين سندان النقد ومطرقة التقييم فماذا ظهر ؟قصيدة العراق كتب عنها الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل وقال إن قصيدتها العراق تعكس اصالتها ورؤيتها الايمانية التي لاتدعها تنفصل عن خبرات أمتها ولاتتغرب لتنسلت منها هويتها "الجبال تلوب ...العراق العراق العراق " "العراق الرؤى والمدى ...العراق حديقة روحي ..عباءة أمي وثوب العذارى "...شقيقتها الناقدة الدكتورة بتول البستاني لها مساهمة نقدية فهي تقف عند قصيدة بشرى :" بإنتظار القصف " لتقول ان الشعور بالفاجعة جعل الذات الشاعرة تخلق صورا استعارية وتشكيلات لغوية انبأت عن اضفاء الحياة على كل مظاهر الكون ضد الظلم الموجه من قبل قوى غاشمة " .
دقت الصافرة
ستأتي الصواريخ
منتصف الليل هذا
الدكتور احمد جار الله يقرأ قصيدة :"شجر الرمان " ويكتشف دور الشاعرة الرسالي ، وقدرتها في تشخيص العلل الاجتماعية ومعالجتها
في زهر الرمان
اختبأ القاتل
والمقتول
وثمة وقفات نقدية للدكتور فارس عزيز المدرس والاستاذ عبد الغفار عبد الجبار والاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد والاستاذة الدكتورة وفاء عبد اللطيف زين العابدين والدكتورة فاتنة محمد حسين والدكتورة خالدة خليل وكل هذه الوقفات تقع ضمن استكشاف نبض النص وتجليات الخطاب النسوي ومن خلال جدلية التواصل وشعرية الجنوسة .
وفي مجال الغور في نبض النص وتجليات الايقاع نقرأ للاستاذ الدكتور محمد جواد حبيب البدراني :"قصيدة موسيقى عراقية "مقاربة ايقاعية " و"تمظهرات التكرار في قصيدة مائة خمر تدور " للدكتور جاسم محمد جاسم و"قصيدة العراق وجماليات التداخل العروضي " للاستاذ قاسم محمد قاسم .
واخيرا لاينسى الناقد المؤلف ان يتناول موضوعة "شعرية التناص بين الموروث والمعاصر في اندلسيات الشاعرة بشرى البستاني " فيستكتب كلا من الدكتور نوار عبد النافع الدباغ والدكتورة فاتن غانم والاستاذة ريم محمد طيب حفوظي والدكتورة اخلاص محمد عبدالله .وفي مجال النص الادبي واشكالية التجنيس يستكتب الدكتورة ورقاء يحيى قاسم الحب لتتناول قصيدة "الحب 2003 مثالا ".
ما افرحني ان الدكتور خليل شكري هياس هو واحد من تلاميذ الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني وهو الذي اعجب بها وبطريقة تدريسها وبرومانسيتها العذبة الحالمة وبدأبها ، واخلاصها لعملها ولطلبتها ولنفسها ولجامعتها ولبلدها وامتها لذلك قرر مع نفسه وبعد ان تخرج ان يعد هذا الكتاب النقدي -الاحتفائي .
ويقينا انه وبعمله هذا اضاف الى المكتبة النقدية العربية مشروعا متميزا سوف يعد في قابل الايام مصدرا ثرا .
بقي ان نقول ان الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني اصدرت دواوين شعرية كثيرة منها :" مابعد الحزن " 1973 و"الاغنية والسكين " 1976 و"انا والاسوار " 1978 و"زهر الحدائق " 1984و" أقبل كف العراق " 1988 و" البحر يصطاد الضفاف " 2000 و" ماتركته الريح " 2001 و" مكابدات الشجر " 2002 و" اندلسيات لجروح العراق "2010 و" مخاطبات حواء "2010 و" مواجع باء-عين " 2011 و"كتاب الوجد " 2011 " .
بارك الله بجهد من كان وراء هذا العمل النقدي -التكريمي لاختنا الشاعرة المبدعة الكبيرة الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابراهيم طوقان ( 1905-1941 ) صاحب نشيد موطني في بغداد 1940 -1941

                                                         الشاعر ابراهيم طوقان واعماله الشعرية الكاملة  ابراهيم طوقان ( 1905-1941 ) صاحب نشيد...