التحالف المدني الديمقراطي واستحقاقات المرحلة الراهنة
بقلم : الاستاذ غالب حسن الشابندر
هناك أولوية يجب أن نقرها هي ، إن التحالف المدني الديمقراطي قد لا يحصد مقاعد كثيرة ، بل مقاعد زهيدة جدا ، ومن هنا من الصعوبة أن يمرر مشاريعه التي ينفرد بها ، ولأجل ان السياسة فن الممكن ، فعلى التحالف المدني الديمقراطي ان يدرس جيدا المشاريع والافكار التي سيطرحها في البرلمان ، والخطر كل الخطر ان يطرح مشاريع لم تتوفر عوامل التفكير بها فضلا عن إنجازها، خاصة في عراق ( المتدينين ) حيث الوضع الامني شبه منهار ، والاقتصاد لا يملك هوية خاصة ، والعلاقات بين العراق وبعض الانظمة العربية مازالت هشة ، والنظام التعليمي مرتبك ، ومشاكل كبيرة أخرى .
أن التحالف المدني الديمقراطي مطالب بالدرجة الاولى بطرح مشاكل الجماهير الجوهرية ، ان الطرح الذي يؤكد على الوضع الامني ـ على سبيل المثال ـ أمر مقبول بطبيعة الحال، ولكن هذا الطرح مشترك بين كل الأفرقاء المنخرطين في العملية السياسية ، حتى بعض القوى والعناصر التي تدعي المشاركة في العملية السياسية ولكنها في الاساس راعية للارهاب والارهابيين بشكل وآخر .
التحالف المدني الديمقراطي مطالب ان يطرح مسائل حيوية تمس الحاضر ، حيث هناك الملايين ممن يعيشون تحت سقف خط الفقر ، وهناك الاجور العمالية المتدنية التي لا تكفي لايام معدودات ، وهناك
الاستئثار بالسلطة من قبل عوائل حكومة ( الإسلاميين ! ) ، وهناك الملايين الذين يفتقرون الى أدنى مستوى من الرعاية الصحية ، وهناك ملايين العاطلين عن العمل.
هذه في تصوري هي القضايا الكبيرة التي ينبغي أن يجاهد ويناضل من من أجلها التحلف المدني الديمقراطي ، وخوفي أن ينخرط في قضايا هامشية تستغرق منه الوقت والجهد ومن دون طائل ولا نتيجة .
التحالف المدني الديمقراطي ينبغي أن تكون له آلياته القادرة على تفعيل نشاطه في البرلمان ، بحيث ينتقل هذا النشاط على شكل حركة فاعلة في الساحة العراقية .
ليس من شك أن طرح المطالب الحيوية للجماهير الكادحة المظلومة المقموعة هي بحد ذاتها آلية لتفعيل نشاط التحالف ، فهي هدف ووسيلة في وقت واحد ، ولكن يجب على التحالف ان لا ينسى الخطاب الشفاهي الجماهيري في طرح مشاريعه والدفاع عنها ، وتحريك الشارع بجد وحيوية وعلمية وموضوعية لتكون هي الرافعة الحقيقية لمطالبها .
شخصيا ، أخاف ان يركن اعضاء وممثلو التحالف المدني الديمقراطيالى الدعة والرخاوة النيابية ، وينحصر نشاطهم في مبارات كلامية حول مشاريع بعضها مؤجل ، وبعضها محض خيال ، وبعضها فاشل اساسا ، وبعضها للمستقبل البعيد البعيد ، وبعضها من أجل تمريرها لأغراض حزبية او طائفية او عنصرية .
أن ابسط تصور للتحالف المدني الديمقراطي كونه بوصلة التواصل بين الجماهير العراقية المحرومة وبين البرلمان ، وأنا إذ اركز على هذه المعادلة لاني اعلم إن قوى الاسلام السياسي ، كما أن القوى البرجوازية المتعالية ، وغيرها من القوى المصطفة مصلحيا بشكل مباشر وغير مباشر لا تحمل أي مسؤولية تجاه الجائعين والعراة والحفاة والمحرومين من التعليم والصحة والامان والرفاه .
إنه بوصلة تواصل نضالية جهادية وليس بوصلة تواصل خجولة ، فالمطلوب من ممثلي الشعب من قائمة التحالف المدني الديمقراطي ان تكون لسان هذه الشرائح العراقية المنهوكة القوى والاعصاب ، بسبب الجوع والعري والعراء .
الخطاب التنظيري مهم ، ولكن حذار أن يطغي على نشاط التحالف ، المطالبة بدولة مؤسسات مهم ، ولكن حذار من أن ينغم التحالف في الخيال النظري في هذه النقطة ، أن يكون هناك امن واستقرار مهم ، ولكن الحذار من ان تستحوذ هذه القضية على كل أوراق التحالف ، وبالتالي ، مشروع التحالف هو الانتصار للعمال والفلاحين وصغار الملاكين والطلاب والفنانيين والكتاب ، بل ليس الانتصار ، إنما التبني ، التبني العيني المجسَّد بالحقوق العينية المجسَّدة .
إن التحالف المدني الديمقراطي يستمد مشروعيته من عمله الحيوي في سبيل الناس ، والمفروض أن تنتقل حركته من البرلمان الى الشارع فيما تعنَّت الاخرون ، واصطفوا ضد حقوق الناس ، ضد حقوق الطبقات المستحقة ، المحرومة .
هنا اعلِّم على نقطة تتصل بالسياق ذاته ، لعل كثير من اعضاء البرلمان وكتله تطرح مشاريع فيها ضرر لهذه الطبقة من الناس ،خاصة وهناك كلام كثير يدور حول اقتصاد السوق والخصخصة وما شابه ، هنا يجب أن يتحرك التحالف ليفضح حقيقة وماهية واهداف مثل هذه المشاريع ، على ان يكون التحرك واعيا ، علميا ، منظّرا ، وليس عفويا عاطفيا ، لا يستند إلى قاعدة من الفكر والواقعية والموضوعية.
فهل سيكون التحالف المدني الديمقراطي بهذا المستوى من الشعور بالمسؤولية والعمل ؟
أتمنى ذلك .
بقلم : الاستاذ غالب حسن الشابندر
هناك أولوية يجب أن نقرها هي ، إن التحالف المدني الديمقراطي قد لا يحصد مقاعد كثيرة ، بل مقاعد زهيدة جدا ، ومن هنا من الصعوبة أن يمرر مشاريعه التي ينفرد بها ، ولأجل ان السياسة فن الممكن ، فعلى التحالف المدني الديمقراطي ان يدرس جيدا المشاريع والافكار التي سيطرحها في البرلمان ، والخطر كل الخطر ان يطرح مشاريع لم تتوفر عوامل التفكير بها فضلا عن إنجازها، خاصة في عراق ( المتدينين ) حيث الوضع الامني شبه منهار ، والاقتصاد لا يملك هوية خاصة ، والعلاقات بين العراق وبعض الانظمة العربية مازالت هشة ، والنظام التعليمي مرتبك ، ومشاكل كبيرة أخرى .
أن التحالف المدني الديمقراطي مطالب بالدرجة الاولى بطرح مشاكل الجماهير الجوهرية ، ان الطرح الذي يؤكد على الوضع الامني ـ على سبيل المثال ـ أمر مقبول بطبيعة الحال، ولكن هذا الطرح مشترك بين كل الأفرقاء المنخرطين في العملية السياسية ، حتى بعض القوى والعناصر التي تدعي المشاركة في العملية السياسية ولكنها في الاساس راعية للارهاب والارهابيين بشكل وآخر .
التحالف المدني الديمقراطي مطالب ان يطرح مسائل حيوية تمس الحاضر ، حيث هناك الملايين ممن يعيشون تحت سقف خط الفقر ، وهناك الاجور العمالية المتدنية التي لا تكفي لايام معدودات ، وهناك
الاستئثار بالسلطة من قبل عوائل حكومة ( الإسلاميين ! ) ، وهناك الملايين الذين يفتقرون الى أدنى مستوى من الرعاية الصحية ، وهناك ملايين العاطلين عن العمل.
هذه في تصوري هي القضايا الكبيرة التي ينبغي أن يجاهد ويناضل من من أجلها التحلف المدني الديمقراطي ، وخوفي أن ينخرط في قضايا هامشية تستغرق منه الوقت والجهد ومن دون طائل ولا نتيجة .
التحالف المدني الديمقراطي ينبغي أن تكون له آلياته القادرة على تفعيل نشاطه في البرلمان ، بحيث ينتقل هذا النشاط على شكل حركة فاعلة في الساحة العراقية .
ليس من شك أن طرح المطالب الحيوية للجماهير الكادحة المظلومة المقموعة هي بحد ذاتها آلية لتفعيل نشاط التحالف ، فهي هدف ووسيلة في وقت واحد ، ولكن يجب على التحالف ان لا ينسى الخطاب الشفاهي الجماهيري في طرح مشاريعه والدفاع عنها ، وتحريك الشارع بجد وحيوية وعلمية وموضوعية لتكون هي الرافعة الحقيقية لمطالبها .
شخصيا ، أخاف ان يركن اعضاء وممثلو التحالف المدني الديمقراطيالى الدعة والرخاوة النيابية ، وينحصر نشاطهم في مبارات كلامية حول مشاريع بعضها مؤجل ، وبعضها محض خيال ، وبعضها فاشل اساسا ، وبعضها للمستقبل البعيد البعيد ، وبعضها من أجل تمريرها لأغراض حزبية او طائفية او عنصرية .
أن ابسط تصور للتحالف المدني الديمقراطي كونه بوصلة التواصل بين الجماهير العراقية المحرومة وبين البرلمان ، وأنا إذ اركز على هذه المعادلة لاني اعلم إن قوى الاسلام السياسي ، كما أن القوى البرجوازية المتعالية ، وغيرها من القوى المصطفة مصلحيا بشكل مباشر وغير مباشر لا تحمل أي مسؤولية تجاه الجائعين والعراة والحفاة والمحرومين من التعليم والصحة والامان والرفاه .
إنه بوصلة تواصل نضالية جهادية وليس بوصلة تواصل خجولة ، فالمطلوب من ممثلي الشعب من قائمة التحالف المدني الديمقراطي ان تكون لسان هذه الشرائح العراقية المنهوكة القوى والاعصاب ، بسبب الجوع والعري والعراء .
الخطاب التنظيري مهم ، ولكن حذار أن يطغي على نشاط التحالف ، المطالبة بدولة مؤسسات مهم ، ولكن حذار من أن ينغم التحالف في الخيال النظري في هذه النقطة ، أن يكون هناك امن واستقرار مهم ، ولكن الحذار من ان تستحوذ هذه القضية على كل أوراق التحالف ، وبالتالي ، مشروع التحالف هو الانتصار للعمال والفلاحين وصغار الملاكين والطلاب والفنانيين والكتاب ، بل ليس الانتصار ، إنما التبني ، التبني العيني المجسَّد بالحقوق العينية المجسَّدة .
إن التحالف المدني الديمقراطي يستمد مشروعيته من عمله الحيوي في سبيل الناس ، والمفروض أن تنتقل حركته من البرلمان الى الشارع فيما تعنَّت الاخرون ، واصطفوا ضد حقوق الناس ، ضد حقوق الطبقات المستحقة ، المحرومة .
هنا اعلِّم على نقطة تتصل بالسياق ذاته ، لعل كثير من اعضاء البرلمان وكتله تطرح مشاريع فيها ضرر لهذه الطبقة من الناس ،خاصة وهناك كلام كثير يدور حول اقتصاد السوق والخصخصة وما شابه ، هنا يجب أن يتحرك التحالف ليفضح حقيقة وماهية واهداف مثل هذه المشاريع ، على ان يكون التحرك واعيا ، علميا ، منظّرا ، وليس عفويا عاطفيا ، لا يستند إلى قاعدة من الفكر والواقعية والموضوعية.
فهل سيكون التحالف المدني الديمقراطي بهذا المستوى من الشعور بالمسؤولية والعمل ؟
أتمنى ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق