الخميس، 15 مايو 2014

التحالف المدني الديمقراطي واستحقاقات المرحلة الراهنة بقلم : الاستاذ غالب حسن الشابندر

التحالف المدني الديمقراطي واستحقاقات المرحلة الراهنة
بقلم : الاستاذ غالب حسن الشابندر

هناك أولوية يجب أن نقرها هي ، إن التحالف المدني الديمقراطي قد لا يحصد مقاعد كثيرة ، بل مقاعد زهيدة جدا ، ومن هنا من الصعوبة أن يمرر مشاريعه التي ينفرد بها ، ولأجل ان السياسة فن الممكن ، فعلى التحالف المدني الديمقراطي ان يدرس جيدا المشاريع والافكار التي سيطرحها في البرلمان ، والخطر كل الخطر ان يطرح مشاريع لم تتوفر عوامل التفكير بها فضلا عن إنجازها، خاصة في عراق ( المتدينين ) حيث الوضع الامني شبه منهار ، والاقتصاد لا يملك هوية خاصة ، والعلاقات بين العراق وبعض الانظمة العربية مازالت هشة ، والنظام التعليمي مرتبك ، ومشاكل كبيرة أخرى .
أن التحالف المدني الديمقراطي مطالب بالدرجة الاولى بطرح مشاكل الجماهير الجوهرية ، ان الطرح الذي يؤكد على الوضع الامني ـ على سبيل المثال ـ أمر مقبول بطبيعة الحال، ولكن هذا الطرح مشترك بين كل الأفرقاء المنخرطين في العملية السياسية ، حتى بعض القوى والعناصر التي تدعي المشاركة في العملية السياسية ولكنها في الاساس راعية للارهاب والارهابيين بشكل وآخر .
التحالف المدني الديمقراطي مطالب ان يطرح مسائل حيوية تمس الحاضر ، حيث هناك الملايين ممن يعيشون تحت سقف خط الفقر ، وهناك الاجور العمالية المتدنية التي لا تكفي لايام معدودات ، وهناك
الاستئثار بالسلطة من قبل عوائل حكومة ( الإسلاميين ! ) ، وهناك الملايين الذين يفتقرون الى أدنى مستوى من الرعاية الصحية ، وهناك ملايين العاطلين عن العمل.
هذه في تصوري هي القضايا الكبيرة التي ينبغي أن يجاهد ويناضل من من أجلها التحلف المدني الديمقراطي ، وخوفي أن ينخرط في قضايا هامشية تستغرق منه الوقت والجهد ومن دون طائل ولا نتيجة .
التحالف المدني الديمقراطي ينبغي أن تكون له آلياته القادرة على تفعيل نشاطه في البرلمان ، بحيث ينتقل هذا النشاط على شكل حركة فاعلة في الساحة العراقية .
ليس من شك أن طرح المطالب الحيوية للجماهير الكادحة المظلومة المقموعة هي بحد ذاتها آلية لتفعيل نشاط التحالف ، فهي هدف ووسيلة في وقت واحد ، ولكن يجب على التحالف ان لا ينسى الخطاب الشفاهي الجماهيري في طرح مشاريعه والدفاع عنها ، وتحريك الشارع بجد وحيوية وعلمية وموضوعية لتكون هي الرافعة الحقيقية لمطالبها .
شخصيا ، أخاف ان يركن اعضاء وممثلو التحالف المدني الديمقراطيالى الدعة والرخاوة النيابية ، وينحصر نشاطهم في مبارات كلامية حول مشاريع بعضها مؤجل ، وبعضها محض خيال ، وبعضها فاشل اساسا ، وبعضها للمستقبل البعيد البعيد ، وبعضها من أجل تمريرها لأغراض حزبية او طائفية او عنصرية .
أن ابسط تصور للتحالف المدني الديمقراطي كونه بوصلة التواصل بين الجماهير العراقية المحرومة وبين البرلمان ، وأنا إذ اركز على هذه المعادلة لاني اعلم إن قوى الاسلام السياسي ، كما أن القوى البرجوازية المتعالية ، وغيرها من القوى المصطفة مصلحيا بشكل مباشر وغير مباشر لا تحمل أي مسؤولية تجاه الجائعين والعراة والحفاة والمحرومين من التعليم والصحة والامان والرفاه .
إنه بوصلة تواصل نضالية جهادية وليس بوصلة تواصل خجولة ، فالمطلوب من ممثلي الشعب من قائمة التحالف المدني الديمقراطي ان تكون لسان هذه الشرائح العراقية المنهوكة القوى والاعصاب ، بسبب الجوع والعري والعراء .
الخطاب التنظيري مهم ، ولكن حذار أن يطغي على نشاط التحالف ، المطالبة بدولة مؤسسات مهم ، ولكن حذار من أن ينغم التحالف في الخيال النظري في هذه النقطة ، أن يكون هناك امن واستقرار مهم ، ولكن الحذار من ان تستحوذ هذه القضية على كل أوراق التحالف ، وبالتالي ، مشروع التحالف هو الانتصار للعمال والفلاحين وصغار الملاكين والطلاب والفنانيين والكتاب ، بل ليس الانتصار ، إنما التبني ، التبني العيني المجسَّد بالحقوق العينية المجسَّدة .
إن التحالف المدني الديمقراطي يستمد مشروعيته من عمله الحيوي في سبيل الناس ، والمفروض أن تنتقل حركته من البرلمان الى الشارع فيما تعنَّت الاخرون ، واصطفوا ضد حقوق الناس ، ضد حقوق الطبقات المستحقة ، المحرومة .
هنا اعلِّم على نقطة تتصل بالسياق ذاته ، لعل كثير من اعضاء البرلمان وكتله تطرح مشاريع فيها ضرر لهذه الطبقة من الناس ،خاصة وهناك كلام كثير يدور حول اقتصاد السوق والخصخصة وما شابه ، هنا يجب أن يتحرك التحالف ليفضح حقيقة وماهية واهداف مثل هذه المشاريع ، على ان يكون التحرك واعيا ، علميا ، منظّرا ، وليس عفويا عاطفيا ، لا يستند إلى قاعدة من الفكر والواقعية والموضوعية.
فهل سيكون التحالف المدني الديمقراطي بهذا المستوى من الشعور بالمسؤولية والعمل ؟
أتمنى ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...