الخميس، 15 مايو 2014

مجلة ألف باء (البغدادية ) 1968-2003 توثيق تاريخي أولي بقلم : ا.د.ابراهيم خليل العلاف




 مجلة ألف باء (البغدادية ) 1968-2003 توثيق تاريخي أولي 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين 
مجلة ألف باء ، من المجلات العراقية التي باتت تمتلك تاريخا طويلا بالقياس لغيرها من المجلات العراقية المتناظرة. فهي مجلة صدرت لأول مرة في بغداد في 22 مايس ايار -مايو سنة 1968 بجهود الاستاذ غربي الحاج احمد السياسي الموصلي الوطني المعروف رحمه الله ،وكان يترأس "المؤسسة العامة للصحافة " والتي تشكلت بعد تأميم الصحافة سنة 1964 وكانت تابعة لوزارة الاعلام .وجاء في ترويستها انها "
مجلة اسبوعية سياسية ادبية ثقافية اعلامية" وبعد ذلك اصبحت تصدر عن دار الجماهير للصحافة ..أما الذين تولوا رئاسة مجلس إدارة دار الجماهير للصحافة / ورئاسة تحرير جريدة الجمهورية منذ سنة 1968 فهم الاساتذة : سعد قاسم حمودي ، صاحب حسين السماوي ، حميد سعيد ، سامي مهدي ، سعد البزاز ، هاني وهيب .
صدر العدد الاول منها في بغداد في 22-5--1968 كانت تصدر كل يوم اربعاء " . وقد تعاقب على رئاسة تحريرها عدد من الصحفيين فقد بدأت بلا رئيس تحرير وأول رئيس تحرير يحمل هذه الصفة هو الاستاذ عبد الجبار الشطب ، ثم الاستاذ سامي مهدي ، ثم الاستاذ عبد الأمير معلة وبعده الاستاذ خالد علي مصطفى ، ثم بقيت المجلة بلا رئيس تحرير جتى تعيين الاستاذ كامل الشرقي . وبعد الشرقي جاء الاستاذ أمير الحلو وممن تولى رئاسة تحريرها مدة طويلة الاستاذ حس العلوي واعتبارا من سنة 1977 وقد اصبحت مجلة الف باء تصدر عن "دار الجماهير للصحافة " ومعنى هذا ان رئيس تحرير جريدة الجمهورية يكون رئيسا لمجلس ادارة دار الجماهير للصحافة ثم تولاها الاستاذ صاحب حسين السماوي وبعد الاحتلال الاميركي واسقاط النظام السابق في 9 نيسان 2003 تولى رئاسة تحرير المجلة الاستاذ رافع الفلاحي والاستاذ محسن خضير (أغتيل ) ولم يصدر بهما أمر من أية جهة ........ويذكر الاستاذ صبري الربيعي ان الاستاذ عكاب سالم الطاهر تولى رئاسة التحرير لفترة قصيرة .....وممن عمل في الجريدة كذلك الاستاذ 
صبري الربيعي رئيسا لقسم التحقيقات وغالب زنجيل وعفاف عبد الرحمن ونعمان سيرت 
اكتسبت المجلة قراءا كثيرين داخل العراق وخارجه قبل التاسع من نيسان 2003 وسقوط النظام السابق وأراها تقترب في اهميتها ودورها من مجلة "روز اليوسف " المصرية .المرحلة الاولى من حياة الف باء والممتدة من 1968-2003 انتهت بصدور اخر عدد يوم 9 نيسان 2003 لم يوزع بسبب وقوع الاحتلال لبغداد . وبعد الاحتلال صدرت مجلة بالاسم نفسه لكن لاعلاقة لها بالمجلة الاصلية .
بالمناسبة حظيت مجلة ألف باء ببعض الدراسات وانجزت عنها رسائل واطروحات منها رسالة الماجستير التي أعدها الدكتور صباح ياسين علي بعنوان : " تطور الفنون الصحفية في مجلة ألف باء العراقية خلال السنوات العشر الأولي لصدورها 1967-1977" وقدمها الى قسم الصحافة بكلية الاعلام –جامعة القاهرة سنة 1983 " .
كتب فيها كثيرون منهم الاساتذة يوسف نمر ذياب وسلام الشماع وماجد العزي ومحسن الموسوي وسالمة صالح وعبد المطلب محمود وجواد الحطاب وموسى كريدي فردوس العبادي وزهير احمد القيسي ،وصادق الازدي وامين جياد وعادل كامل ورشيد الرماحي وعادل الهاشمي وعيسى حسن الياسري ونرمين المفتي وضرغام هاشم وهاشم حسن وداؤد الفرحان واديب كمال الدين وشامل عبد القادر وكاظم المقدادي وسعد البزاز ومحسن الموسوي وغيرهم . ولايمكن ان ننسى ان عددا من الفنانين التشكيليين أمدوا المجلة بأنتاجاتهم منهم علي المندلاوي وفيصل لعيبي وعباس فاضل .كما ان مما كان يميز المجلة وجود عزوز الذي كان يجيب عن اسئلة القراء اجابات مختصرة ، وفيها نوع من الفكاهة والطرافة وبتوقيع " عزيزي عزوز " .وكان في المجلة أعمدة وصفحات منها صفحة تاريخية بعنوان "خواطر واحاديث في التاريخ " يحررها الاستاذ المؤرخ نجدت فتحي صفوت وصفحة "على نار هادئة " للشاعر يوسف الصائغ .وغالبا ماكانت تنشر تحقيقات عن موضوعات مختلفة منها مثلا التحقيق الذي نشر حول "مسابح بغداد " والتحقيق الذي نشر بعنوان "الاطفال والعيد " والتحقيق الذي نشر بعنوان "خريجات الفنون البيتية " ومن ابواب المجلة "المرفأ " و"شطرنج " وكان هناك باب بعنوان "ثقافة " وكان يكتب فيه كتاب واساتذة جامعيون معروفون منهم مثلا الاستاذ الدكتور نعمة رحيم العزاوي وكثيرا ماعالجت موضوعات وظواهر اجتماعية سلبية .كما انشر قصصا وقصائد وقد استحدثت لفترة بابا بعنوان :" ثقافة -حوار " ومن الحوارات التي نشرتها حوار مع العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وحوار مع الاستاذ الدكتور جواد علي وحوار مع الاستاذ عبد الرزاق الحسني .كما اهتمت بالادباء والشعراء ونشرت ملفات عنهم ومن ذلك ملف عن الاستاذ طه الراوي وفي باب "دائرة الضوء "كانت تنشر سيرا قلمية مع صورة كاريكاتيرية لمن تكتب عنه ومن ذلك انها نشرت مثلا سيرة قلمية عن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحدمع صورة كاريكاتيرية رسمها الفنان علي المندلاوي ومن ابواب مجلة الف باء (شخصيات ) ومن ذلك نشرها تحقيقا عن الرسام الفطري منعم فرات ومن رسامي الكاريكاتير الذين نشرت لهم المجلة الفنان بسام فرج وهو اول رسام ظهرت رسومه في المجلة واستمر يعمل في المجلة حتى سنة 1976 ومن الفنانين الاخرين رائد نوري 1976-1979 ومؤيد نعمة 1983 وعباس فاضل 1983 وضياء الحجار 1989=1992 وكفاح محمود وخضير الحميري الذي عمل في المجلة منذ 2 مايس 1997 ومن الابواب التي كنت احبها باب "للناس حكايات " ويحرره رشيد الرماحي وكان الاستاذ حسن العلوي عندما كان رئيسا لتحرير مجلة "ألف باء " يكتب مقالاته بعنوان "عزيزي القارئ " .وخلال السنتين 1968و1969 اخذت المجلة تصدر ملحقا لها .
كتب الاستاذ سامي مهدي في كتابه :"الموجة الصاخبة ..شعر الستينات في العراق " عن مجلة "الف باء " فقال :"لاادري من اختارني للعمل محررا للشؤون الادبية في مجلة الف باء ،لعله علي منير او غيره (وهو صحفي مصري كان قد استقدم بعد تأميم الصحافة وانشاء المؤسسة العامة للصحافة انفة الذكر ) ولكنني كنت فرحا بهذا الاختيار ...وقد ازداد فرحي حين وجدت مجموعة من الادباء الشباب قد دعيت مثلي للعمل فيها وفي مفدمتهم خالد علي مصطفى وفاضل العزاوي وموفق خضر وامال الزهاوي ...والى جانب هؤلاء كانت ثمة مجموعة رائعة كفوءة من الصحفيين الشباب تحولت المجلة بوجودهم ووجودنا الى مركز ثقافي يتردد عليه ادباء الجيل الجديد وكان علي منير هو الذي يقود عملنا الصحفي ويوجهه ويحاول ان يؤسس بعقولنا ومواهبنا وحماستنا مجلة لم تعرف الصحافة العراقية شبيهة لها ..مجلة على غرار "روز اليوسف "المصرية ولها روح كروحها بل اكثر منها فتوة وحيوية .
كان علي منير وراء نجاح مشروع مجلة الف باء فلقد اختار العاملين فيها بعناية ودراية وبث فيهم حماسة كبيرة للعمل واستثمر في كل منهم طاقته الحقيقية ووظفها جميعا في اصدار مجلة تتسم بالحيوية .
لقد وجد الاستاذ سامي مهدي بعد تكليفه بتحرير صفحات المجلة الادبية ان على المجلة ان تتبنى المواهب الشابة وخاصة من جيل الستينات وتحقيقا لذلك فقد نشر قصائد لاكثر من خمسة وعشرين شاعرا من شعراء الستينات منهم :حميد سعيد وحسب الشيخ جعفر وفاضل العزاوي وخالد علي مصطفى ومالك المطلبي وفوزي كريم وياسين طه حافظ وخالد يوسف ورياض قاسم وعبد الامير معلة وشريف الربيعي وعمران القيسي وعلي جعفر العلاق ونبيل ياسين وحميد الخاقاني ويحيى صاحب السماوي ..ولم تنشر المجلة لغير الستينات الا مرات قليلة جدا وهؤلاء هم عبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور ومحمد الفيتوري وشاذل طاقة وحسين مردان وكان الهدف من محرر الصفحات الادبية تأكيد هوية الادباء ولالشعراء الشباب .
كا اجرت المجلة من خلال مسؤول الصفحات الادبية الاستاذ سامي مهدي لقاءات صحفية مع اكثر من عشرة من ادباء الستينات :شعراء وقصاصين ومسرحيين منهم فاضل العزاوي وخالد علي مصطفى وموسى كريدي وجليل القيسي وطراد الكبيسي وشجاع العاني وحميد المطبعي واما الزهاوي .
كما جرت عملية تسجيل ملاحظات نقدية على عدد من الكتب التي صدرت في تلك الفترة ونها ديوان "شواطئ لم تعرف الدفء " لحميد سعيد ورواية "عراة في المتاهة "لمحمد عبد المجيد ومجموعة " مرح في فردوس صغير " لموفق خضر ومجموعة "احزان البنفسج " لعبد الخالق فريد وكتاب "تجربتي الشعرية " لعبد الوهاب البياتي وقد استكتبت المجلة عددا من الكتاب والادباء ولم تعتمد على مايردها من نصوص .كما اثارت المجلة العديد من مشاكل الادب منها نقد منشورات مديرية الثقافة العامة ومطالبتها بالانفتاح على الثقافة الحديثة والدعوة الى اعادة تأسيس اتحاد الادباء والمطالبة باعادة النظر في مجلة الاقلام وانفتاحها وعدم محاباتها في تبني الافكار والاساليب ودعت الى رعاية الادباء والشعراء وخاصة الرواد منهم .كما اثارت المجلة -عبر استفتاء - حركة الشعر الجديد ووجهت نقدا لبعض المهرجانات الشعرية وخاصة من حيث الاعداد واختيار الشعرا واثارت مسألة الصراعات بين الاجيال الادبية وكتبت عن الشعر وازماته والقصة ومشاكلها واجى الاستاذ سامي مهدي حوارا مع الشاعر حسين مردان واخر مع القاص والروائي غائب طعمة فرمان .وقد قام الاستاذ موفق خضر المشرف على صفحة "القصة " بدور كبير في رعاية كتاب القصة الشباب واحتضان نتاجاتهم وقدمت لهم الكثير من اعمالهم المتميزة .كما كتبت عن شعر المقاومة في فلسطين وغيرها ومهما يكن فأن مجلة "ألف باء " ومن خلال صفحاتها الادبية الشعرية والقصصية والنقدية استطاعت ان تكون الى حد كبير ضمير الجيل الجديد .
تحية لمجلة الف باء وتحية للذين عملوا فيها ، والرحمة لمن رحلوا عنا الى الدار الاخرة .كانت مجلة جميلة ، وطريفة ، ومفيدة.


هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم بلا زحمة بس أريد عدد المجلة في سنة 1985 اواخر الربيع

    ردحذف
  2. السلام عليكم هل يمكن توفير العدد 140 لسنة 1971
    من مجلة ألف باء ؟

    ردحذف
  3. هل من الممكن الحصول على العدد لمجلة الف باء عام ١٩٨٨ لا اعرف رقم العدد ولكن صورة الغلاف كانت لصاروخ الحسين

    ردحذف

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...