السبت، 12 أكتوبر 2013

مهدي المخزومي بقلم :ا.د. سعيد عدنان

مهدي المخزومي
بقلم :ا.د. سعيد عدنان

النحوي، الذي أتى إلى النحو من الأدب ، فأشاع فيه الحياة ، ودفع عنه الجفاف ، وأجرى بين عروقه الماء ، وردّ إليه حيويته القديمة التي كانت له على يدي الخليل وسيبويه ومن إليهما ممن يرى النحو موصولاً بنصوص الأدب ، نابعاً من الحياة في تدفقها .
درس النحو في أصوله التي قام عليها ، وأبان عنه بقلم الأديب فنفى عنه التواء العبارة ، وتمحل الصنعة ، وأعاد إليه ما كان له من إشراق البيان ، متباعداً عما درج عليه النحاة المتأخرون من نزوع نحو السجال ، والتعلق بالمغالبة ، وإدخال المنطق ، والحجاج الفلسفي في الدرس النحوي .
ألّف (( الخليل بن أحمد الفراهيدي )) و(( مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو )) و(( الدرس النحوي في بغداد )) و(( عبقري من البصرة )) و(( في النحو العربي- نقد وتوجيه(( و(( في النحو العربي- قواعد وتطبيق ))، ولا يظنّن ظان أنه كوفي يقول بكلّ ما قال به الكوفيون ، ويتابعهم في كلّ ما ذهبوا إليه ، بل هو على نحو ما قال مصطفى السقا عن كتبه: (( وكلّ من استمتع بقراءة تلك الكتب رأى صورة واضحة هادئة من تفكير هذا الباحث المجدد ، وقوة ملاحظته ، وأحاطته بمادة النحو احاطة حسنة ، وحسن اختياره لآراء النحويين دون تحيّز لبصري ،أو كوفي ، أو بغدادي ، أو أندلسي ، إنما يعنيه قيمة الرأي في ذاته من أي أفق ظهر.)).
وليس من نهجه أن يكون كوفياً ، أو بصرياً ، أو أن يتلبّس مدرسة بعينها ، أو مذهباً بنفسه ، بل ليس من خُلقه أن يتابع غيره في كلّ شيء ، إنّما هو رائد حقيقة يطلبها أنّى بدا له ملمح منها ، يطلبها في اللغة والنحو كما يطلبها في أفق الحياة المتسع ، ويحوطها ، ويدفع الغوائل عنها ، ولا يقبل فيها إدهانا .
ونهجه في ذلك متسم بالرصانة والهدوء ، ومقتداه الخليل بن أحمد الفراهيدي علماً وزهادةً ، وصلاحَ نفس . وقليل أمثاله في النفور من الدعاوة والتزيّد ، يعرف نفسه حق معرفتها ، ويعرف الآخرين تمام معرفتهم ، ولا يخدعه ظاهر عن باطن ، قليل الكلام ، كثير الصمت ، لكنّه إذا تكلم نفذت كلماته إلى مرماها نفاذ السهم الحاذق إلى الرمية . إذ تتنزل الألفاظ عنده منازلها من دون زيادة ، أو نقصان ، بل تتنزل الحركة ، والايماءة ، والاشارة ، والصمت ، منازلها في عمود البيان لديه ، فلا يزلّ أمر منه عن حاقّه على اختلاف الأحوال ، وتقلّب الغِيَر، حتى رسم الحرف- عنده- يأتي قوياً آخذاً قراره ، واضحاً غير ملتبس بغيره ، وكأنّه مَعْلم آخر من معالم شخصه ، وأمارة أخرى عليه . وكيانه منسجم الأركان ، تلتقي جنباته على الحق والخير والجمال ، وعلى السمو عن كلّ ما يشين .
وهو من أفذاذ أهل العلم ، لا أقول في هذا العصر وحده ، وإنما هو من أفذاذهم في كلّ عصور العربية ؛ استقامةَ خلق ، ورصانةَ علم ، ووضوحَ منهج ، وليس العلم لديه مقصوراً على قاعة درس ، أو صفحات كتاب ، بل هو- إلى ذلك- ما خرج إلى الناس فزادهم بصيرة ً، ومنحهم قوة ً، ودلهم على سبل الارتقاء بحياتهم .
وكان إذا تهيأت طريق العمل العام سلكها واثقاً غير متهيب ، وهو على نهجه من الاستقامة وسمو الخلق . وما كان له وقد قامت (( الجمهورية ))، وانزاح عهد ، وطلع عهد جديد ، أن يلزم داره ، أو قاعة درسه فكان في صميم الشأن الثقافي رعاية له وحسن قيام عليه بما يزيده وضوحاً، ورقيا ً، وتشهد له عمادة كلية الآداب التي تولاها ، ويشهد اتحاد الأدباء الذي كان من أبرز مؤسسيه بما يشهد به الآخرون من العلم الرصين ، والخلق القويم .
ويترصده شباط 1963م فيمن يترصد ، ويغيب في المملكة العربية السعودية مدة خمس سنوات يعمل في جامعتها ويلقى فيها من التقدير ما هو أهله ويتولى رئاسة قسم اللغة العربية وتحفظ له الجامعة حقه فتبقي صورته معلقة فيها حتى اليوم ! ويعود في سنة 1968 إلى بلده ليستأنف عمله في كلية الآداب بجامعة بغداد ، ويصل ما انقطع منه على نهجه .
كان يدرّس النحو آخذاً في مناحيه على غير السائد المألوف من طرائق تدريسه، ورائده (( الكتاب )) يأتي به إلى قاعة الدرس ويبسطه بين يديه- وهو بطبعة بولاق إذ لا يقدم عليها غيرها ، ولا يميل إلى طبعة عبد السلام هارون- وبين يدي الطلبة شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، وشتان ما هما!
وقد يلتبس الأمر على كثير من الطلبة ، وقد تختلط المسالك عليهم ، وتشتبه ، ويؤخذون بما يرون من جديد في تناول النحو ، ويزيد في التباس أمرهم أن أستاذهم ينفي أن يكون ما يأتي به جديداً ، وإنما هو علم الخليل ، وقد أزاح ما علق به من شوائب ، لكنهم يأخذون في إلف هذا المنحى شيئاً فشيئاً ، ويصير النحو عندهم (( علم الأدب ، ودليل الدارس إلى فهم النصوص ، والوقوف على أساليب العرب في نظم كلامهم )) فترتد إليه حيويته، ويأنسون به .
ولولا أنه أديب منشئ لما نحا هذا المنحى في درس النحو ، ولما نفذ من قشره إلى لبابه ، لكنّه أديب أحب العربية في رفيع آثارها ، وزاول من الأدب ما تسنّى له وبقي له وهو يخوض بحر النحو ، صفاء الذوق ، ورهافة الحس ، والقلم المبين .
بل هو أديب مشهود له ، ذو مكانة في الأدب ، والاّ كيف يكون من مؤسسي (( اتحاد الأدباء )) في سنة 1959م، ويتولى تحرير مجلته (( الأديب العراقي )) ويمدّ مجلة (( المعلم الجديد )) بضروب من المقالة الأدبية ، كيف يكون كذلك إن لم يكن أديباً في طليعة الأدباء .
ويأتلف عنده النحو والأدب ، ويسيران معاً في نسيج واحد يغذّي أحدهما الآخر ، ويفتح له السبل ويزيد من الضياء في دربه .
وتتاح للمقالة الأدبية عنده فرصة إذ ترى مجلة (( المعلم الجديد )) أن يتسع كتابها ، فتدعو الأدباء والكتاب أن يشاركوا في الكتابة إليها ، وتدعو مهدي المخزومي أن يكتب لها فيستجيب على أحسن ما تكون الاستجابة ، ويعود إلى النحو يكتب في تاريخ أعلامه فيبعث فيهم الحياة بعد تطاول الزمان ، ويجلو صحائفهم بأتم بيان ، وينفذ إلى كلّ منهم من أدقّ منافذه ، وأدلّها عليه ، بدأ بالخليل بن أحمد الفراهيدي ، وشرع يقصّ ما كان من أمره ، وما أفضى به إلى ما هو عليه ، يقول : (( في سنة مئة للهجرة ولد لرجل من الأزد في قرية من قرى عُمان وليد سمي بالخليل ، وكان أسم هذا الرجل أحمد ، وهو أول من سمي بهذا الاسم من المسلمين ، ودرج الخليل ابن أحمد في تلك القرية ، ولكن أهله ما لبثوا أن هاجروا إلى البصرة التي كانت في ذلك الوقت أكبر الأمصار الإسلامية وأبعدها صيتاً في العلم، وأحفلها بالعلماء ، ونزل أهله في ظاهر البصرة على عادة العرب الذين كانوا ينزلون مصراً من الأمصار .
وكان الصبي يلعب مع أقرانه يوماً في رحبة فمر بهم رجل على ظهر بغلة ، فلفت هذا الرجل أنظار الصبية ، وإذا بعيونهم تشخص إليه ، وتشد إلى وجهه الذي لم يعجبهم منظره ، فقد كان دميماً فغاظ الرجل حملقتهم في وجهه ، والتفافهم به ، فأراد أن يخيفهم ، فأنشدهم قوله :

نظروا إليك بأعيـن محمرّة نظر التيوس إلى مدى القصاب

ولا بد أنه كان ينبر ويضغط على قوله (( مدى القصاب )) ليخيفهم ويحملهم على التفرق من حوله ، ولكن الصبي تقدم اليه في جرأة وتصميم فقال له : نظرنا إليك أنك مليح كما ننظر إلى القرد أنه مليح . فبهت الفرزدق ولم يرد عليه )).
نفذ إلى الخليل من خلال لقطتين ، أبانت الأولى عن الأسرة والمنشأ الأول ، وأبانت الثانية عن الصبي نفسه في ذكائه ، وجرأته ، وسرعة إجابته ، وكلتا اللقطتين بُنيت على نحو القصة التي ترسم الحدث وتصوّر الشخصية ، وتُجري نُسغاً خفياً من العاطفة بين الكلمات . وبقيت لقطة ثالثة يستكمل بها معالم الخليل : ((وشبّ الصبي ، وشب معه ذكاؤه ، وثقوب فطنته وحدة ذهنه ، ولم يجر ذكره بين الناس إلى أن صار فتى وضع فيه والده وأسرته ثقتهم به ، ومعولهم عليه ليشارك أقرانه من فتيان الخوارج في الدفاع عن عقيدتهم ، والجهاد في سبيلها... وشهدت البصرة حماسته في الذب عن عقيدته ، واستجابته لداعي الجهاد ، وحبه للفروسية التي عرف بها الخوارج على اختلاف فرقهم وتباين آرائهم.... وكان في فترات الهدوء الذي تنعم به البصرة أحياناً يهبط البصرة لا لتضمه ملاعب الأحداث ولا لتجذبه خلايا اللهو، ولكنه كان يتجه إلى المسجد الجامع حيث تزدحم المناكب لشهود حلقات الدرس... وإنه لكذلك إذ مر يوماً بحلقة تزاحمت فيها المناكب ، واشرأبت فيها العيون إلى رجل وقور كان يقص ويعط ويحدث ، فقاده فضوله إليها ، وأخذ يستمع إلى ذلك المحدث الذي كان صوته يتدفق بأحاديث لم يسمعها من قبل ، وعليه من جلال الشيوخ ووقارهم ما اجتذبه إليه اجتذاباً ، وظل الشيخ يحدث ، والفتى يصغي ، وإذا بالشيخ يقول : حدثونا عن البراء بن عازب أن رسول الله قال : لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ، ولو أن أهل سماواته ، وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار. فانتفض الفتى وأحس بأن الشيخ كان كأنه يعنيه ، وأخذ يستعيد ذكرياته ، وذكريات قومه ، وعيناه مشدودتان إلى شفتيه ، وإذا بالشيخ يقول : لا يعلم أحد خطأ معلمه حتى يجالس غيره ، وأخذت الأفكار تصطرع في نفسه ، ولكنه رجع إلى هدوئه ، ثم قال صدق الرجل.. لا يعلم أحد خطأ معلمه حتى يجالس غيره )) [أعلام النحو العربي: 10، 11، 13، 14].
استكمل اللقطات الثلاث ، ونفذ بها إلى الخليل في بيان بنيانه الوثيق ، وتحوّله من حال إلى حال ، إذ تخلّى عن فكر الخوارج ، واتجه إلى ميدان العلم يبتكر فيه ، ويرتاد آفاقه ، وهو يقول : (( إن لم تكن هذه الطائفة- يعني أهل العلم- أولياء الله ، فليس له ولي.)).
لقد اتخذ مدخلَ القص سبيلاً إلى بسط الأفكار فأتى بها متمثلة في بشر يسعى ، ويضطرب في الأرض ، فزاد ذلك في حيويتها ، وقوتها ، وبيانها ، وجعلها أبقى وأنفذ . وإنّما الأديب من أتى بالأفكار مجسّدة !
وكلما تحدث عن علم من أعلام النحو لاذ بالقصة يسكب حياته فيها ، وهو في ذلك يلتقط الخبر الضائع الذي لا يُعنى به الدارسون ، ويشرع يتأمله ، ويقلّب النظر فيه ، ويسبر غوره حتى يلين بين يديه ، ويتسع ، وتنداح دلالته مشحونةً بأبعاد عاطفية ، وفكرية تدعو القارئ إلى مزيد من التأمل .
بدأ حديثه عن ثعلب على هذا النحو: (( لاحظ البغداديون في أوائل القرن الثالث ، أو على وجه التحديد عام 204 للهجرة بوادر استعداد لمهرجان لم يألفه سكان بغداد من قبل ، فأخذوا يتساءلون في الأسواق ، وفي الأحياء وفي المساجد عما ستشهده بغداد في تلك الأيام ، ولم يقفوا على حقيقة الأمر إلاّ بعد أن أعلن المنادي قدوم عبد الله المأمون إلى بغداد من خراسان ليتخذ مقام آبائه مستقراً له يتولى منه تدبير الحكم وسياسة البلاد . وما حل اليوم المعين لقدومه حتى اكتملت مظاهر الاستعداد لاستقبال الخليفة الجديد الذي سبقته شهرته في السياسة والحزم وحبّ العلم والعلماء ، وهرع سكان بغداد إلى الطريق العامة والسكك التي يمر منها الموكب ، ومر الموكب فتسابقت الأعناق إلى مشاهدة القادم العظيم ، وكان بين عامة الناس رجل اصطحب ابنه لمشاهدة ما استبق الناس إلى مشاهدته ، وكان ابنه صغيراً لم يتجاوز الرابعة من عمره فحمله على يده ليتسنى للطفل مشاهدة الموكب ، فلاح جلال هذا الموكب لعيني الطفل الذي أحس بالفرح يغمره وهو يعلو منكب والده ، وأخذ يصغي إلى أبيه وهو يقول له : هذا هو المأمون ، وهذه سنة أربع، فلم تستطع الأيام أن تمحو هذه الصورة المشرقة من ذهنه ، فكان يتحدث عنها لأصحابه وتلاميذه ، ويستعيد لهم ما كان شاهده وتأثر بمشاهدته )) [نفسه: 44، 45].
إنّه يبعث الحياة في من يكتب عنه ! فإذا كانت أخبار هؤلاء الأعلام مفرقة في كتب التراجم فإنه يلمّ أشتاتها، ويُعيد صياغتها حتى ينهض من بينها من تكاد تراه رؤية العين فيشدّك إليه . وربما نفذ بالقص إلى خفي النفس ، ومستورها مما لا يفتأ يلقي بظلاله على ما يقع من قول أو فعل ، يقول وهو يتحدث عن ابن جني : (( عجب الناس من أمر هذا الصبي الذي لا يختلف إلى صبيان الرحبة في غدوهم ورواحهم، ولا يشاركهم فيما هم مقبلون عليه في براءة وانطلاقة ، ولكنه ما يكاد يخرج من بيته إلى الرحبة حتى يرجع إليه ، تلوح الغمة على قسمات وجهه ، والكآبة على بريق أحدى عينيه ، وتحتضنه أمة تلاطفه ، والحسرة تعصر قلبها الحنون عصراً ، والألم يعصف بنفسها عصفاً ، وهي تمنيه بمستقبل باسم تقر له عيون أبويه... وماذا تبتغي يا بني ، وقد فضلت كل هؤلاء اللدات بقوة حافظتك ، وفصاحة لسانك ، واستظهارك كتاب الله مما قصروا عن بعضه !! وماذا تريد وقد شاد بنباهتك شيخ الجامع ، وأثنى عليك أصدقاء أبيك ! وإذا كان الله قد متعك بإحدى عينيك فقد وهبك لساناً لافظاً وقلباً حافظاً ، وذكاء نادراً فلا تبتئس يا بني فإن أمامك في مستقبل أيامك كما أتوقع ، مكانة مرموقة بين النابهين من أبناء الموصل ، والصبي مصغٍ إلى أمه ، مفكر فيما تتنبأ به ، موشك أن ينسى ما علق في نفسه البريئة من كرب ، شاعر بالاطمئنان يتسرب إلى نفسه ، ويمسح دموع عينيه ، وهو يعدّ أمه بتحقيق ما تأمل ، وبإنجاز ما تتوقع ، ويفلت من بين ذراعيها في هدوء ، ويختطف النظر إلى أمه ، فيراها وهي تمسح بقايا الدموع الحائرة على خديه ا، فيحز في قلبه ، ويعانقها عناقاً حاراً )) [نفسه: 87، 88].
وتريك أخبار كهذه ما خفي من أنفس هؤلاء الأعلام ، وتعلمك أن وراء ما يبدو من صرامة ، وجد نفساً رقيقة يتلعب بها الألم !!
وأعجب لكاتب أديب يحسن التقاطها ، وينفذ منها إلى خفي الطوايا !
كانت تلك مقالات نشرها في مجلة (( المعلم الجديد )) في زمن قديم قد احتواه النسيان ، ثم أراد أن يجمعها ويلقى بها جيلاً جديداً فأصدرها في آذار 1980م في (( الموسوعة الصغيرة )) بعنوان : (( أعلام في النحو العربي ))، ولم ترضه طباعتها فقد جاءت مثقلة بالخطأ المطبعي !! ثم غبر زمن آخر فقلّت نسخ الكتاب بين أيدي الناس وكاد يُنسى فليت من يعيد طباعته ويرفع عنه وزر الخطأ المطبعي، فإنه صفحة مشرقة في أدب المقالة في العراق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...