السبت، 12 أكتوبر 2013

60 عاما من تاريخ مجلة الثقافة الجديدة (العراقية ) : مجلة الثقافة الجديدة ..هكذا كانت ومكذا نريد ان تكون !! ا.د.ابراهيم خليل العلاف


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
    عندما صدر العدد الاول من مجلة "الثقافة الجديدة " في الاول من تشرين الاول سنة 1953 واختطت لنفسها شعارا يقول انها تريد ان تكون مجلة "الفكر العلمي " والثقافة التقدمية "  ، فأنها ، ومنذ ذلك الوقت وحتى كتابة هذه السطور ، ظلت وفية لهذا الشعار .
    واقول وانا العروبي القومي ، انني ومجايلي نعدها المجلة الرائدة التي كانت من مصادر ثقافتنا ولااقول سرا عندما اعلن بأن مكتبتي الخاصة تضم مجموعة طيبة منها .ولااقول ان طريق مجلة الثقافة الجديدة 1953-2013 كان معبدا بالورود والرياحين ، وانما اؤكد انه كان مليئا بكل ما يعيق الحركة ولكنها استمرت دؤوبة تحث الخطى في سبيل نشر الكلمة الطيبة الصادقة .
    ويقينا ان صدورها في العهد الملكي واستمرارها عبر عهود الجمهوريات العراقية الثلاث 1958-1963و1963-1968 و1968-2003 كان وسيظل مؤشرا واضحا على التنامي الواسع للوعي الوطني والسياسي العراقي ، وتعاظم حركة التحرر العربي والاقليمي والدولي ، وتصاعد حركة المقاومة للاستبداد والتسلط والرجعية ، وبروز الدعوة الى اقامة الدولة العصرية الحديثة .
    كانت "مجلة الثقافة الجديدة " موضوعا لدراسات وبحوث ومقالات كثيرة . واضرب انا عن نفسي مثلا فلقد كتبتُ عنها دراسة نشرتها في أحد اعدادها وقد اعتبرت صدورها واستمراريتها دليل على عراقة التوجه الوطني التقدمي الانساني .كانت تهتم ببناء الانسان وتعتمد دروس التاريخ القيمة ، وتستند الى التفكير العلمي الصحيح .
    ومجلة الثقافة الجديدة لم تكن مجلة فحسب بل كانت "مدرسة " قائمة بذاتها ..مدرسة للحرية ، ومدرسة للتقدم ، ومدرسة للعلم ، ومدرسة للحياة ومدرسة لمقاومة كل نظرية عنصرية، وكل فكر فاسد ..كانت مجلة شعبية انحازت للفقراء والمهمشين والضعفاء والمتعففين ..كانت بيد الناس سلاحا  فكريا ضد المستبدين والظالمين والمتخلفين .
     والان كيف نريدها ان تكون وهي تجتاز السنة ال60 من عمرها ؟   .. نريدها ان تظل حريصة على الكلمة الطيبة الصادقة  ، ونريدها ان تستفيد من تقنيات العصر ، ونريدها ان تواظب على الصدور ، ونريدها ان تتنوع في اهتماماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية،  ونريدها ان تفتح ذراعيها لكل من يؤمن بفكرتي التقدم والحرية ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والقوى السياسية،  ونريدها ان تهتم بالتجارب التاريخية للشعوب ، ونريدها ان تقف بقوة ضد الظلاميين ، وضد  الفاسدين والمفسدين وضد المتاجرين بكل قيمة انسانية ، نريدها ان تصل الى ايدي الطلبة والعمال والفقراء والمظلومين لتساعدهم في معرفة وضعهم واستكشاف قدراتهم،  نريدها ان تهتم بالتربية وبعلم النفس وبعلم الاقتصاد وبعلم الاجتماع وبكل وسائل الاتصال المجتمعي ، نريدها ان تتواصل مع جيل الفيسبوك والتدوين والتويتر،  نريدها كما كانت مجلة علمية تؤكد بأن الوسيلة الصحيحة للوصول الى الحقيقة والافكار التي يتوق اليها المجتمع هي البحث العلمي . ومن هنا نريدها ان تفتح ذراعيها للباحثين في مراكز البحوث ومنها مركزنا مركز الدراسات الاقليمية وان لاتبخل في دعوتهم واستكتابهم وتشجيع مشاركتهم في مشاريعها .
   تهنئة صدقة لمجلة "الثقافة الجديدة " في ذكراها ال60 تحية لكل من يعمل فيها والرحمة لكل من فارقنا من الذين كانوا وراء اصدارها ومن كان وراء استمراريتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...