الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

داؤود سمرة :من الشخصيات القانونية العراقية بقلم :الاستاذ ذاكر خليل العلي المحامي


القاضي داود سمرة ..من الشخصيات القانونية العراقية
المحامي
  بقلم :الاستاذ ذاكـر خليـل العلي المحامي

من أوائل الشخصيات القانونية العراقية التي تبوأت مناصب قيادية في القضاء العراقي هو القاضي داود سمرة ، وهو من الشخصيات اليهودية العراقية التي أحبت العراق وقدمت له خدمات جليلة على مدى عمره الطويل ،ولد داود حسقيل سمرة من أبوين يهوديين عراقيين متوسطي الحال في أوائل سنة 1878 ،وتلقى دارسته الأولية في مدرسة الأليانس في بغداد ودرس فيها العربية والعبرية والانكليزية والفرنسية ، وكان من التلاميذ المتفوقين في حينه ،فانتقل لإكمال الدراسة الإعدادية ،وسافر إلى اسطنبول بصحبة أحد أقربائه وهو الحقوقي نعيم زلخة وقد استغرقت رجلتهم في ذلك الوقت أكثر من خمسة وأربعين يوما استعملوا خلالها البغال والكاريات والمشي وأخيرا السفينة،وذلك على نفقة أحد أقربائه التجار الذي كان يقيم في تركيا ، وعمل في أثناء دراسته كاتبا لدى هذا التاجر لقاء أجرة قدرها (40) فلسا عن تبييض ونسخ كل ورقة ، ثم قام بتدريس اللغة الفرنسية لعدد من أبناء الشخصيات التركية لتحسين وضعه المادي ،وبعد إكمال دراسته عاد إلى العراق سنة 1905، وبعد مرور شهرين على عودته وصلت شهادة مدرسة الحقوق التي تؤهله لممارسة المحاماة ، وقام بأداء اليمين القانونية أما والي بغداد حينذاك، وعمل محاميا لبعض الوقت ، وفي أثناء ذلك تم تعيين زميله نعيم زليخة حكما في الموصل فجاء معه داود وعمل محاميا فيها لفترة من الزمن لغاية 1909حيث تم نقل زميله نعيم فتم تعيينه حكما في الموصل ولم يبق في هذا المنصب أكثر من ثلاثة أشهر ثم تم نقله إلى بغداد، ثم تم تعيينه حكما في الشام إلا أنه لم يوافق على استلام هذه الوظيفة فعاد من جديد إلى المحاماة فزاولها حتى قيام الانكليز باحتلال بغداد في آذار 1917، ، وبعد وصول السير بونهام كارثر وهو من الحقوقيين المشهورين الذي وصل بغداد لتأسيس المحاكم في العراق فدعاه إلى العمل في القضاء فاشترط عليه وقتها أن يعطيه راتبا كافيا لتأمين معيشته فوافق على ذلك بعد استشارة السير برسي كوكس الحاكم العام للعراق يومذاك.
تم تعيينه في محكمة البداءة ستة 1910، حيث رافقه كل من الحاكم البريطاني فوربس العراقي المرحوم عبدالجبار جميل ، وبعد مرور سنة ونصف السنة أسست محكمة الاستئناف في بغداد فعين حاكما فيها وكان رئيسها هو المستر فوربي وعضوية كل من داود سمرة وسليمان فيضي،وفي سنة 1923أستحدث منصب نيابة رئاسة محكمة الاستئناف فعهد بهذا المنصب إليه، ثم تحولت هذه المحكمة إلى محكمة تمييز بحدود سنة 1926 وبحكامها أنفسهم، ونظرا لكفاءته العالية تم تمديد خدمته لمرتين في كل مرة لخمس سنوات قبل إحالته إلى التقاعد سنة 1946، وكان قد حصل في أثناء خدمته على وسام الرافدين من الدرجة الرابعة من النوع المدني الذي منحه إياه جلالة الملك فيصل الأول تقديرا لخدماته في القضاء وفي التدريس، عمل سمرة خلال ممارستى القضاء مع عدد من الأسماء اللامعة في القضاء العراقي منهم (سليمان فيضي وعبدالله سلام وعبدالقادر السنوى ومصطفى التكرلي ورشيد عالي الكيلاني ونشأة السنوي وعلي محمود الشيخ علي وحسن سامي تاتار ومحمود خالص وحمدي صدر الدين وغيرهم)
وبعد إحالته إلى التقاعد قام بسفرات متعددة إلى أوربا للراحة والاصطياف .. ويقول عنه الأستاذ المحامي أنور شاؤول أنه أشتُهر بسعة الإطلاع ودقة النظر ووضوح التعبير ،فكانت قراراته بعيدة الغور،معلّلة ومسندة وقاطعة ، وكان إلى جانب مواهبه الفكرية وتضلعه في القوانين يتحلى بالجرأة التي هي حلية الحاكم في كل زمان ومكان ،فكان جريئا في إصدار أحكامه لا تأخذه في الحق لومة لائم ...)
قام بالتدريس في كلية الحقوق العراقية منذ سنة 1919 حتى سنة 1951 حيث درّس (قانون أصول المحاكمات الحقوقية –المرافعات- وقانون الإجراء –التنفيذ- وقانون حكام الصلح ) وله عن هذه المواد كتب مطبوعة أعيد طبعها مرارا .ودّع الحياة راحلا إلى جوار ربه في الخامس والعشرين من تموز 1960.
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اليمين زروال ......................رئيس الجمهورية الجزائرية السادس

  اليمين زروال ......................رئيس الجمهورية الجزائرية السادس في مثل هذا اليوم وبالتحديد في 15 كانون الاول - ديسمبر سنة1998 كلف الرئي...