شاعر من الموصل :الاستاذ بشير حسن القطان 1931-1992 :
*****************************
شاعر ، ومرب وانسان انه الاستاذ بشير حسن القطان عرفته عن كثب كان مربيا متميزا وانسانا فاضلا ...كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعة :" أعلام الموصل في القرن العشرين " فقال :" ولد بشير حسن مصطفى القطان في الموصل عام 1929 (وهو التاريخ الذي أخبرني به) وقد ثبت في البطاقة المدنية تاريخاً آخر هو 1931، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في الموصل عام 1948، دخل دار المعلمين العالية قسم اللغة الإنكليزية وتخرج فيها عام 1952. وقد مارس نظم الشعر في فترة دراسته واظهر نشاطاً وحماساً في لجنة الخطابة في المدرسة الإعدادية وساهم في إصدار مجلة (الإلهام) التي أصدرتها المدرسة الإعدادية في الموصل بأشراف الأستاذ ذنون الشهاب. وقد ساعده صوته الجهوري وحركات وجهه المعبرة على البراعة في التمثيل حيث أدى دور (هاملت) في مسرحية شكسبير التي تحمل هذا الاسم في دار المعلمين العالية عام 1949 وادى دور (اوديب) في مسرحية سوفوكليس (اوديب ملكاً) عام 1950 وقد أخرجهما عميد المسرح العراقي (حقي الشبلي) وأظهر بشير حسن مقدرة كبيرة في الأداء أثارت إعجاب ودهشة الجمهور وحقي الشبلي في آن واحد. وشارك في الأمسيات الشعرية والمناسبات والمهرجانات الشعرية في دار المعلمين العالية، وكان خلال أربع سنوات طالباً دايناميكياً فعالاً على الصعيدين الدراسي والاجتماعي في الكلية.عّين بعد تخرجه في الإعدادية الشرقية في 21/9/1952، وبقي مدرساً فيها حتى نقل الى التفتيش الإختصاصي لمديرية تربية محافظة نينوى في 31/2/1971، وبقي مفتشاً اختصاصياً للغة الإنكليزية حتى احيل على التقاعد بناء على طلبه في 30/4/1983، وبقي يمارس تدريس اللغة الإنكليزية تدريساً خصوصياً في داره حتى وافاه الأجل في 5/7/1992.
أصدر ديوانين شعريين: 1- أغاني الربيع عام 1952 وهو مازال طالباً في دار المعلمين العالية. 2-(أغاريد عودة ووحدة) عام 1965. وله قصائد أخرى منشورة في الصحف العراقية، وقد اتجه في سنواته الأخيرة الى نظم الشعر الديني وله فيه قصائد كثيرة ضمها ديوان خاص في انتظار النشر.
يتمحور شعر الاستاذ بشير حسن القطان في محاور ثلاثة: فهو رومانتيكي النزعة في ديوانه الاول (أغاني الربيع) وهو عربي مسلم يدعو للوحدة ويغني أغاني العودة الى الأرض المغتصبة في ديوانه الثاني (أغاريد عودة ووحدة)، وهو شاعر ديني يكرس شعره في مديح الرسول (ص) ويدعو إلى الشريعة الإسلامية السمْحة في ديوانه الثالث المخطوط، وهو ذو نزعة صوفية حيناً ونزعة توفيقية دينية حيناً آخر، الا أنه لا ينحرف مع شطحات الصوفية ولا يلتزم النظرة السلفية الدينية تماماً وإنما يتراوح بينهما حسب المناسبة التي نظمت فيها القصيدة والجو النفسي الذي يعايشه أثناء نظم القصيدة. وهو ميال الى البناء العمودي للقصيدة غير أنه يمارس بنية الشعر الحديث (الحر) في أحيان أخرى ....
بدأ بشير حسن القطان نظم الشعر مع الشعراء الموصليين الرواد من الشباب :شاذل طاقة ومحمود المحروق وهاشم الطعان واحمد المختار وعبد الحليم اللاوند. وبدت بداياته أقرب للنظم منها الى الشعر وتجلت فيها دهشته للحياة التي انطلق اليها وفرحته بها، فهو يعزف على أوتار الحياة البهيجة التي منحته حرية ما كان ليحكم بها، كان -حينئذ- شابا جميلا مجتهدا محبوبا معروفا في الأوساط الطلابية على أصعدة الشعر والتمثيل والتفوق الدراسي.
في ديوانه :" أغاريد عودة ووحدة " الذي طبع في مطبعة الزهراء الحديثة في الموصل عام 1965 وكان فيه شاعرنا انذاك مدرسا في "الاعدادية الشرقية " بالموصل وهي من الاعداديات المتميزة جدا ..يقول في قصيدته "جسر الشهداء " التي وثق فيها وقفة شعب العراق الابية ضد معاهدة بور تسموث 1948 ( وثبة كانون الثاني 1948 ) :
قف على الجسر الشهيد ***حي أشبال الرشيد
وكذا حي فتاة ***تمشي للموت المجيد
سقط الاحرار صرعى ***برصاص وحديد
وعلا الجو صراخ ***ودوى قصف الرعود
قادت الثوار هند ***واخوها ابن الوليد
وجرت أزكى دماء ***من مغاوير وصيد
غسلت عار طغاة *** ومحت ذل العبيد
نالت المرأة فخرا *** ذكرتنا بالجدود
فهنا الثكلى تنادي ***انا لاابكي وحيدي
انه مات شهيدا ***ان هذا اليوم عيدي
وهما شيخ ينادي *** وابنه تحت اللحود
ولدي فدية قومي ***وطني قبل وليدي
رحمة الله على من ***مزقوا سود العهود
علموا العالم انا ***امة المجد التليد
امة تأبى خضوعا *** عندها خير الجنود
دأبها التوحيد تمضي ***نحو تحطيم الحدود
نحن اصحاب حقوق ***واولو بأس شديد
امة العرب أفيقي ***واسحقي الظلم أبيدي
وأمحقي كل اعتداء ***بدم الحق جودي
لاتبالي بالمنايا *** ولارض القدس عودي
رحم الله الاستاذ بشير حسن القطان وجزاه خيرا على ماقدم ..........ابراهيم العلاف
*****************************
شاعر ، ومرب وانسان انه الاستاذ بشير حسن القطان عرفته عن كثب كان مربيا متميزا وانسانا فاضلا ...كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعة :" أعلام الموصل في القرن العشرين " فقال :" ولد بشير حسن مصطفى القطان في الموصل عام 1929 (وهو التاريخ الذي أخبرني به) وقد ثبت في البطاقة المدنية تاريخاً آخر هو 1931، أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في الموصل عام 1948، دخل دار المعلمين العالية قسم اللغة الإنكليزية وتخرج فيها عام 1952. وقد مارس نظم الشعر في فترة دراسته واظهر نشاطاً وحماساً في لجنة الخطابة في المدرسة الإعدادية وساهم في إصدار مجلة (الإلهام) التي أصدرتها المدرسة الإعدادية في الموصل بأشراف الأستاذ ذنون الشهاب. وقد ساعده صوته الجهوري وحركات وجهه المعبرة على البراعة في التمثيل حيث أدى دور (هاملت) في مسرحية شكسبير التي تحمل هذا الاسم في دار المعلمين العالية عام 1949 وادى دور (اوديب) في مسرحية سوفوكليس (اوديب ملكاً) عام 1950 وقد أخرجهما عميد المسرح العراقي (حقي الشبلي) وأظهر بشير حسن مقدرة كبيرة في الأداء أثارت إعجاب ودهشة الجمهور وحقي الشبلي في آن واحد. وشارك في الأمسيات الشعرية والمناسبات والمهرجانات الشعرية في دار المعلمين العالية، وكان خلال أربع سنوات طالباً دايناميكياً فعالاً على الصعيدين الدراسي والاجتماعي في الكلية.عّين بعد تخرجه في الإعدادية الشرقية في 21/9/1952، وبقي مدرساً فيها حتى نقل الى التفتيش الإختصاصي لمديرية تربية محافظة نينوى في 31/2/1971، وبقي مفتشاً اختصاصياً للغة الإنكليزية حتى احيل على التقاعد بناء على طلبه في 30/4/1983، وبقي يمارس تدريس اللغة الإنكليزية تدريساً خصوصياً في داره حتى وافاه الأجل في 5/7/1992.
أصدر ديوانين شعريين: 1- أغاني الربيع عام 1952 وهو مازال طالباً في دار المعلمين العالية. 2-(أغاريد عودة ووحدة) عام 1965. وله قصائد أخرى منشورة في الصحف العراقية، وقد اتجه في سنواته الأخيرة الى نظم الشعر الديني وله فيه قصائد كثيرة ضمها ديوان خاص في انتظار النشر.
يتمحور شعر الاستاذ بشير حسن القطان في محاور ثلاثة: فهو رومانتيكي النزعة في ديوانه الاول (أغاني الربيع) وهو عربي مسلم يدعو للوحدة ويغني أغاني العودة الى الأرض المغتصبة في ديوانه الثاني (أغاريد عودة ووحدة)، وهو شاعر ديني يكرس شعره في مديح الرسول (ص) ويدعو إلى الشريعة الإسلامية السمْحة في ديوانه الثالث المخطوط، وهو ذو نزعة صوفية حيناً ونزعة توفيقية دينية حيناً آخر، الا أنه لا ينحرف مع شطحات الصوفية ولا يلتزم النظرة السلفية الدينية تماماً وإنما يتراوح بينهما حسب المناسبة التي نظمت فيها القصيدة والجو النفسي الذي يعايشه أثناء نظم القصيدة. وهو ميال الى البناء العمودي للقصيدة غير أنه يمارس بنية الشعر الحديث (الحر) في أحيان أخرى ....
بدأ بشير حسن القطان نظم الشعر مع الشعراء الموصليين الرواد من الشباب :شاذل طاقة ومحمود المحروق وهاشم الطعان واحمد المختار وعبد الحليم اللاوند. وبدت بداياته أقرب للنظم منها الى الشعر وتجلت فيها دهشته للحياة التي انطلق اليها وفرحته بها، فهو يعزف على أوتار الحياة البهيجة التي منحته حرية ما كان ليحكم بها، كان -حينئذ- شابا جميلا مجتهدا محبوبا معروفا في الأوساط الطلابية على أصعدة الشعر والتمثيل والتفوق الدراسي.
في ديوانه :" أغاريد عودة ووحدة " الذي طبع في مطبعة الزهراء الحديثة في الموصل عام 1965 وكان فيه شاعرنا انذاك مدرسا في "الاعدادية الشرقية " بالموصل وهي من الاعداديات المتميزة جدا ..يقول في قصيدته "جسر الشهداء " التي وثق فيها وقفة شعب العراق الابية ضد معاهدة بور تسموث 1948 ( وثبة كانون الثاني 1948 ) :
قف على الجسر الشهيد ***حي أشبال الرشيد
وكذا حي فتاة ***تمشي للموت المجيد
سقط الاحرار صرعى ***برصاص وحديد
وعلا الجو صراخ ***ودوى قصف الرعود
قادت الثوار هند ***واخوها ابن الوليد
وجرت أزكى دماء ***من مغاوير وصيد
غسلت عار طغاة *** ومحت ذل العبيد
نالت المرأة فخرا *** ذكرتنا بالجدود
فهنا الثكلى تنادي ***انا لاابكي وحيدي
انه مات شهيدا ***ان هذا اليوم عيدي
وهما شيخ ينادي *** وابنه تحت اللحود
ولدي فدية قومي ***وطني قبل وليدي
رحمة الله على من ***مزقوا سود العهود
علموا العالم انا ***امة المجد التليد
امة تأبى خضوعا *** عندها خير الجنود
دأبها التوحيد تمضي ***نحو تحطيم الحدود
نحن اصحاب حقوق ***واولو بأس شديد
امة العرب أفيقي ***واسحقي الظلم أبيدي
وأمحقي كل اعتداء ***بدم الحق جودي
لاتبالي بالمنايا *** ولارض القدس عودي
رحم الله الاستاذ بشير حسن القطان وجزاه خيرا على ماقدم ..........ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق