الخميس، 28 مارس 2024

بنت المعيدي الاهوارية أم فاطمة الكردية ....................في صورة تاريخية


 


بنت المعيدي الاهوارية أم فاطمة الكردية ....................في صورة تاريخية
- ابراهيم العلاف
وهذه صورة كانت شائعة ومعروفة في العراق وكثير من الدور خلال الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي كانت تضم هذه الصورة الجميلة . قرأت عنها الكثير من الاخبار والمقالات ، لكن مقالة الاخ والصديق الكاتب والاديب والصحفي الاستاذ علي حسن الفواز في مجلة (نهرايا) البغدادية العدد الرابع خريف سنة 2013 افضلها واكثرها عمقا وهويقول انها شخصية متخيلة في الميثولوجيا العراقية ، تنتمي الى بيئة الاهوار بكل عوالمها وغموضها والبعض وضع حكايتها في سياق تاريخي ..فتاة جميلة احبها ضابط انكليزي وبعد ممانعة وافق اهلها ان تتزوج به وتسافر الى لندن وهي من ارسلت بعض صورها الى اهلها . وثمة من يقول انه نهبها من اهلها . وثمة من يقول ان الناس كانوا يتفائلون بها من خلال وضعهم لصورتها في بيوتهم .
في جريدة (الصباح) البغدادية مقال كتبته الاخت (عفاف مطر) بعنوان : ( بنت المعيدي بين الواقع والخيال) منشور في عدد يوم 5 ايلول سنة 2021 جاء فيه ان ثمة حكاية وراءها والحكاية تقول :" إنَّ بنت المعيدي ، تميزت عن قريناتها بجمالها الفائق، حتى أنَّ صورتها ما زالت تتوسط بيوتات ومضايف أهالي أهوار العمارة ، وفي الأسواق ، والدكاكين ، وصورتها تسيدت الصور كلها في ثلاثينيات القرن الماضي، لدرجة أنَّ صورتها كانت توضع في المضايف الى جانب صورة الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية الحديثة ووصلت صورها الى مقاهي ومحال المدينة، فغدت جزءاً من ( الذاكرة الجمعيَّة العراقية ) .
طبعا كان بين القوات البريطانية من هم مهتم بالرسم وهناك من قام برسم بنت المعيدي، هناك من يقول إنَّه رسمها وهي تحلب الجاموس، وهناك من يقول إنَّه رسمها ، وهي تطبخ خارج البيت أو وهي تقوم بخبز الخبز في التنور، والكثير من الروايات الأخرى لا يعرف مدى دقتها. ( مكسن) وهو ضابط انكليزي اتبع العادات والتقاليد المعتمدة في المنطقة .. أخذ معه من له وجاهة ليخطبوا له بنت المعيدي، لكنَّ والدها مربي الجاموس رفض، أولاً لأسبابٍ دينيَّة فهو بطبيعة الحال مسيحي وابنته مسلمة، وثانياً هو جندي محتل ومن العار والمخل اجتماعياً وعشائرياً أنْ يزوج ابنته لجندي محتل.
بعد فشل الضابط (مكسن) في خطبة الفتاة، وضع خطة لاختطاف الفتاة ووضعها في إحدى طائرات القوة الجوية البريطانية ، وأخذها معه الى بريطانيا.
الاسم الحقيقي لبنت المعيدي ليس معروفاً بدقة، هناك من يقولون إنَّ اسمها ( ليلى) ، وآخرون يقولون إنَّ اسمها ( فاطمة) ، وهناك من يقول إنَّ اسمها ( جميلة) ، وقد يكون اسمها أحد هذه الأسماء .الكاتبة تضيف انه في الأدب الشعبي الكردي القصة ذاتها حدثت في ( قلعة أربيل) لفتاة اسمها فاطمة، فاطمة كانت تكنس عتبة دارها ، ورآها ضابطٌ بريطاني ووقع في غرامها، وخطبها ، وتزوجها وسافرت معه الى بريطانيا وأنجبت منه الأبناء، ولغرض طمأنة أهلها عليها طلب زوجها من أحد الرسامين أنْ يرسم لوحة زيتية لزوجته ليرسلها الى أهلها في أربيل، وحين وصلت اللوحة الى منطقة قلعة أربيل احتفل أهل المنطقة بها ، وأخذوا ينسخونها ويعلقونها في بيوتهم.
الكاتبة الاستاذة عفاف مطر قالت :" أنا أميل - ونظراً للثياب التي ترتديها بنت المعيدي الأهواريَّة أو فاطمة الكرديَّة - أنها تنتمي الى الإرث الثقافي لأهالي أربيل أكثر من الأهوار، فالثياب التقليديَّة لفتيات الأهوار عادة تكون سوداء اللون ، ويضعن على رؤسهن الشال الأسود أيضاً. لكنَّ القصد ليس أصل الحكاية وهويتها القوميَّة وعن كونها حقيقة أم خيالاً، بقدر ما أنَّ قصة هذه الفتاة في اللوحة تعبر عن ( ثيمة) واحدة تعتمد على الجمال والحب والتواصل بين الشعوب في العالم . تختم الكاتبة مقالها بالقول :" وبيني وبينكم أعدها الثيمة الأغنى لبناء أي حكاية مهما كانت وفي أي بيئة وفي كل زمان، ثيمة تضمن كما ضمنت لبنت المعيدي، الخلود والتأثير في قلوب الناس" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....