السبت، 16 مارس 2024

الدكتور محمد زنيبر المؤرخ والكاتب والقاص والروائي المغربي 1923-1993 ورؤيته لتاريخ المغرب العربي


 


الدكتور محمد زنيبر المؤرخ والكاتب والقاص والروائي المغربي 1923-1993 ورؤيته لتاريخ المغرب العربي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ورحم المؤرخ المغربي الاستاذ الدكتور محمد زنيبر 1923-1993 . كان قاصا ، وروائيا ، وكاتبا مسرحيا . فضلا عن انه مؤرخ ، ومحقق . كان يتمتع بحضور علمي اكاديمي وثقافي واسع . وقدقرأت له ، وكنت أُتابع كتابتاته ، وحبذا لو يكون موضوعا لرسالة ماجستير نظرا لما قدمه من مؤلفات وكتابات في القصة والرواية والمسرحية والسياسية ؛ فقد كان عضوا في ( حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) في المغرب وهو يحمل دكتوراه الحلقة الثالثة من جامعة باريس وهو استاذ في كلية الاداب والعلوم الانسانية في جامعة الرباط بالمملكة المغربية حتى وفاته سنة 1993 .
ومن مؤلفاته كتابه ( الاسلام من الانطلاقة الاولى الى نهاية الدولة الاموية 13 قبل الهجرة الى 132 هجرية ) وكتاب ( الدولة الاسلامية الكبرى في ظل الخلافة العباسية ) .
مرة وقفتُ له على آراء مهمة تتعلق بتخصصه منشورة في مجلة (التربية ) القطرية عدد تشرين الاول 1984 اعدها الاستاذ صلاح خليفة ، وهو خبير اذاعي سبق له ان قابله واخذ منه حديثا اذاعيا مهما عن الملامح الرئيسية لتاريخ المغرب العربي ، ومما قاله ان كلمة (المغرب ) هي بالاصل كلمة تدل على جهة جغرافية فكل ما يوجد في جهة غربية بالنسبة لجهة اخرى يسمى غربا ، والمغرب هو غرب بالنسبة للمشرق العربي ، والجعرافيون العرب اطلقوا اسم ( المغرب) على الاقطار التي تقع في شمال افريقيا الغربي وتميزها وحدة جغرافية ففيها سلسلة جبال الاطلس ، وتتميز بإنتشار قبائل البربر وتحدث عنهم المؤرخ ابن خلدون في مقدمته وتاريخه .
يقول الاستاذ الدكتور محمد زنيبر ؛ ان الدعوة الاسلامية وصلت المغرب منذ القرن الاول الهجري ، وانتشرت فيه واقبل على الاسلام الكثير من المغاربة ، وتوغل الدين الحنيف في مختلف المناطق .
ويضيف الى ذلك قوله :" لكن في هذه الفترة الاولى، لم تنتشر اللغة العربية بالصورة الواسعة التي نعرفها اليوم بل كان المغاربة في الغالب يتكلمون لهجتهم المحلية باللغة البربرية ، ولم يحدث انتشار العربية الا في القرن الخامس للهجرة - الحادي عشر للميلاد حينما جاءت قبائل بني هلال ، وبني سليم من مصر ، وما انضاف اليه من المشرق في حملات متوالية تسربوا شيئا فشيئا الى تونس ، ثم الى الجزائر ، ثم الى المغرب وموريتانيا وتم ( الاحتكاك التاريخي العظيم ) بين القبائل العربية ، والسكان البربريين وهو ما ادى الى ان تصبح بلدان المغرب عربية ، وتتحدث اللغة العربية .
ويؤكد الاستاذ الدكتور محمد زنيبر ان "دخول الاسلام الى المغرب كان ميسورا ؛ لأن العرب دخلوا بمظهر دعاة لفكرة جديدة ، لا بمظهر الغزاة ووجد الفاتحون الاولون مثل عقبة بن نافع ، وحنظلة بن صفوان وغيرهما ، من ساعدهم من اهل البلاد، وانتشرت المبادئ والقيم العربية الاسلامية فضلا عن الجوانب الحضارية الاخرى ومنها المعمار لكن للموقع الجغرافي وللمناخ في المغرب تأثير نراه بارزا حتى في المعمار ؛ فالمنارة المغربية تختلف عن المنارة الشرقية في شكلها وكذا الامر للمسجد المغربي والفن المعماري عموما ، ومن ذلك الموسيقى المغربية؛ فلها مقاماتها ، وايقاعها ، والحانها .ثم يتحدث عن مساعدةالمغرب للمسلمين في الشرق على دخولهم الاندلس حتى أن طارق بن زياد ، سار على رأس جيش قوامه آلآف من البربر الذين راحوا معه ، وبفضلهم استطاع ان يفتح معظم مدن الاندلس ، واقاليمها الجنوبية حتى جاء موسى بن نصير ، واتم فتح الاندلس .
لكن العرب كان في نيتهم الزحف نحو فرنسا ، ووصل في بداية القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي عبد الرحمن الغافقي الى وسط فرنسا واصطدم بمقاومة الفرنسيين واستشهد هناك في بواتييه (بلاط الشهداء) ، وبطبيعة الحال دخلت الدولة العربية الاسلامية الازمة التي انتهت بإنهيار الدولة الاموية ، وقيام الدولة العباسية ، فلم يكن بإستطاعة الدولة العربية الاسلامية آنذاك _ وهي تشهدالازمات المتتالية ، مواصلة التفكير بالتقدم نحو الغرب الاوربي .
تحدث الاستاذ الدكتور محمد زنيبر ، عن علاقة المغرب العربي بالمشرق العربي فقال ان العلاقة كانت وثيقة ، وكان المغاربة يزورون المشرق ، ولايشعرون الا وكأنهم في وطنهم ، وربما بعضهم مارس عملا أو وظيفة دون ان يحس بالغربة في اي مدينة مشرقية ، وكذا الامر بالنسبة للمشارقة ، وحتى يومنا هذا ؛ فبلاد العرب اوطاني من الشام الى بغداد **ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان .
رحم الله الاستاذ الدكتور محمد زنيبر ، وطيب ثراه ، وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه وامته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق