علي جودت الايوبي 1885-1969 من رجالات العراق في العهد الملكي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في يوم 4من آذار - مارس سنة 1969 أي في مثل هذا اليوم قبل (55) سنة توفي رئيس وزراء العراق السابق في العهدالملكي السيدعلي جودة الايوبي رحمه الله وكنت قد كتبت مقالا عنه قبل سنوات قلتُ فيها :"
كثيرا ما يتردد أسم علي جودت الايوبي ، على أنه من رؤساء الوزارة في العراق خلال العهد الملكي . وقليل من يعرف ان علي جودت الايوبي ضابط من الموصل كان يعمل في الجيش العثماني قبل 1914 . وقلة قليلة تعرف أنه عم أي والد زوجة السياسي العراقي ووزير الخارجية العراقي الاسبق في العهد الجمهوري الدكتور عدنان الباجه جي ،
وفي هذه الصورة التي ترونها الى جانب هذا الكلام هي مع الامير عبد الاله ولي عهد العراق 1953-1958 والوصي على عرش العراق منذ 1939-1953 .
أقول ؛ علي جودت الايوبي من اسرة موصلية عريقة معروفة . وكان يسمى قبل الحرب العظمى اي الحرب العالمية الاولى (علي جودت بن ايوب جاويش ) ، و(علي جودت) اسم مركب . وكان الضابط الموصلي علي جودت بن ايوب جاويش من رجالات ، ورموز الحركة العربية القومية المعارضة للحكم العثماني التحق بالثورة العربية ، وعمل مع الملك فيصل بن الشريف حسين في الحجاز خلال الثورة العربية الكبرى وبعد تشكيل الحكومة العربية بدمشق خلال الحرب العظمى وبعدها ، وقد كُتبت عنه رسالة ماجستير بعنوان : ( علي جودت الايوبي ودوره في السياسة العراقية حتى 1958 ).
كما ان له مذكرات جميلة منشورة .. شكل الوزارة الايوبية الاولى في 27 اب 1934 واستقالت في 23 شباط 1935، وشكل الوزارة الايوبية الثانية في 10 كانون الاول 1949 واستقالت في الاول من شباط 1950 ، وشكل الوزارة الايوبية الثالثة في 20 حزيران 1957 واستقالت في 16 تشرين الاول 1957 .. وهو واحد من بين (23) رئيس وزراء حكموا العراق في العهد الملكي . كان عضوا في جمعية العهد العسكرية التي عملت ضد الاحتلال البريطاني ، وكان واحدا من الذين جاهدوا في العراق من اجل تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، وكان توجهه عروبي قومي لكنه عمل مع نوري السعيد والاسرة الملكية الحاكمة .
وفي مثل هذا اليوم الرابع من آذار -مارس سنة 1969 ، توفي علي جودت الايوبي رحمة الله عليه وجزاه خيرا على ماقدم .
كتب عنه كثيرون ، وممن كتب عنه استاذنا الاستاذ الدكتور عمر الطالب في (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) والتي اصدرها مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل 2008 وقال انه ولد في الموصل 1885 ، ودخل الكُتاب ، وختم القرآن الكريم وادخله والده المدرسة الرشدية العسكرية في الموصل .كما درس في مدرسة الاباء الدومنيكان الفرنسية في الموصل وبعدها التحق بالكلية الحربية في استنبول سنة 1903 ، وبقي فيها ثلاث سنوات ، وبعد تخرجه عاد الى العراق ، وعين في الشعبة الاولى من دائرة الاركان الحربية وكانت تسمى دائرة الحركات العسكرية ، واشترك في معركة الشعيبة التي انهزم فيها الجيش العثماني واسره الانكليز لكنه استطاع ان يلتحق بالثورة العربية الكبرى 1916 بمساعدة الانكليز وعمل مع الامير علي ، والتحق بالامير فيصل ، ودخل دمشق معه في تشرين الاول 1918 ، وعُرف بشجاعته ، واخلاصه للهاشميين وعينه فيصل حاكما عسكريا على حلب ، واسهم في حركة تلعفر في 4 من حزيران 1920 ضد الانكليز المحتلين مع جميل المدفعي .
وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة كان علي جودت من اركانها وعين متصرفا للحلة ثم متصرفا لكربلاء وبعدها للمنتفك وعين وزيرا للداخلية في وزارة جعفر العسكري الاولى التي تشكلت في 22 تشرين الثاني 1923 ، وعين علي جودت متصرفا لديالى ثم البصرة واستدعاه نوري السعيد واسند اليه وزارة المالية في 23 اذار 1930 ، وانتخب نائبا عن الموصل في انتخابات 1930 لكنه استقال احتجاجا على معاهدة 1930 الجائرة مع بريطانيا .
وعندما سافر الملك فيصل الاول 1921-1933 الى لندن ، أوكل الى علي جودت الايوبي رعاية ولده الامير غازي ، وكلفه الملك غازي فيما بعد بتشكيل الوزارة في 27 اب سنة 1934 اي بعد وفاة الملك فيصل الاول 1933 ، وبعد مقتل الملك غازي اسند اليه نوري السعيد وزارة الخارجية في 25 نيسان 1939 .
قيمه زميله ورفيقه توفيق السويدي ، وهو احد رؤساء الوزارات العراقية ، فقال ان ما كان ينقصه هو التعليم العالي وخاصة من حيث السياسة والادارة ، لكنه كان ذكيا ، ونبيها ، وكان على معرفة تامة بما يجري في العراق ، لذلك نجح في كل المهام التي تولاها ، واسندت اليه ومع انه لم يكن يعرف اللغة الانكليزية معرفته للغتين العربية والتركية ، الا انه واظب على تعلمها واتقنها بعد مدة .
علي جودت الايوبي كان - حقا- من رجالات العراق المعدودين خلال العهد الملكي .. عمل ، واخلص ، واجتهد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق