الثلاثاء، 19 مارس 2024

حمزة مصطفى في مواجهة الصحفي العراقي الرائد سلمان الصفواني


 




حمزة مصطفى في مواجهة الصحفي العراقي الرائد سلمان الصفواني

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
الاخ الاستاذ حمزة مصطفى ، الاعلامي العراقي المتميز ، وقبل (36) ، وعبر مجلة ( آفاق عربية ) البغدادية عدد نيسان 1988 ، أجرى حوارا تاريخيا رائعا مع الصحفي العراقي الرائد الاستاذ سلمان الصفواني صاحب جريدة (اليقظة ) البغدادية قبيل وفاته سنة 1988 بوقت قصير ، رحمة الله عليه .
وفي هذا اللقاء تحدث عن سيرته ، وما شاهده ، وسمعه وعايشه خلال حياته الصحفية . والحوار - بحق - يعد وثيقة تاريخية مهمة تكشف لنا عن جوانب مما خفي عن علاقة الصحافة بالسلطة وخاصة خلال العهد الملكي 1921-1958 .
والاستاذ سلمان الصفواني ،، هو سلمان بن صالح بن احمد ال ابراهيم الصفواني ، ولد في الديوانية سنة 1899، لكن نشأته كانت في بلدة ( صفوى) السعودية واليها ينتسب ، وقد نزحت عائلته من حائل في شمال الجزيرة العربية نحو العراق وقسم من اهله سكنوا المشخاب ، وهم من طي ودخل الابتدائية في المنامة عاصمة البحرين ، واكمل دراسته في الكاظمية المقدسة ، والنجف الاشرف ، ونشأ محبا ومتحمسا للقضايا الوطنية العراقية ، والعربية القومية وهكذا كان الامر وكما يقول الشاعر : بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد ، وله من الكتب كتاب :
1. ذيول صفين
2. تاريخ حرب البسوس
3. رسائل من السجن
4. اذن وعين
5. هذه الشعوبية
6. كفاحنا القومي
7. محكوميتي
قال ان الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق وولي العهد فيما بعد قال للصفواني:" انه يكره نوري السعيد ، ويخاف منه " . ونوري السعيد رجل العراق الاول في العهد الملكي شكل 14 وزارة ، وقال انه التقى الشريف حسين شريف مكة قائد الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين 1917 ، وقال انه كان سنة 1927 سكرتيرا لوزارة المواصلات ، وكان وزيرها يومئذ السيد علوان الياسري احد زعماء ثورة 1920 وانه التقى في الديوانية احد ابرز زعماء الثورة العراقية الكبرى الشيخ شعلان ابو الجون .كما التقى غلوب باشا مدير البادية الجنوبية ومستشار متصرف الديوانية وجرى الحديث عن دماء شهداء الثورة التي لم تذهب سدى وقال ان الرئيس جمال عبد الناصر كان سنة 1959 يرفض ان يعد سلمان الصفواني صاحب جريدة (اليقظة) لاجئا في مصر ، وانما هو ضيفه .وكان سلمان الصفواني احد اقطاب (حزب الاستقلال) ومن كبار قادته ، بزعامة ( الشيخ محمدمهدي كبة) .. واضاف انه دخل في حوار مع المستشار البريطاني كونورواليس سنة 1924 حول تسمية جريدة ( اليقظة ) ، وقال له ما هي عوامل اليقظة في العراق ؟اكتبها لي وكان اول مقال في جريدة (اليقظة) سنة 1924 بهذا العنوان .واستمرت اليقظة تصدر حتى سنة 1959 .
ويتحدث الصفواني عن ظروف تعيينه وزيرا في وزارة الاستاذ عبد الرحمن البزاز 1965.وتحدث عن حرق مقر جريدة اليقظة ببغداد بعد فشل حركة الشواف المسلحة 1959 . وفي مصر كان عضوا في مكتب (هيئة التجمع القومي ) مع فائق السامرائي ، ومحمود الدرة ، والدكتور جابر عمر .
المرحوم الاستاذ سلمان الصفواني ، كان صاحب قلم وصاحب فكر ومقالاته تتسم بالحدة والشجاعة والوضوح ، ولم يصدر فقط جريدة (اليقظة) ، بل اصدر صحفا اخرى عندما تعرضت جريدة (اليقظة) للتعطيل ، وكان اسم الجريدة الجديدة ( المنبر العام )والتي توقفت بعد (13) عددا كما اصدر جريدة (المعارف) وكانت قد عطلت بعد صدور (13) عددا ايضا .. وقد علق السيد عبد الرزاق الحسني المؤرخ الكبير على هذا الموضوع بقوله :" اعتادت صحف الاستاذ الصفواني ان تتعطل بصدور عددها الثالث عشر ؛ فصدقت اسطورة شؤم العدد 13 بالنسبة اليه ! " .
رحم الله سلمانا ، وامد بعمر الاخ الاستاذ حمزة مصطفى ومتعه بالبركة والعافية والعز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق