صحفيات موصليات أسهمن في الكتابة الصحفية العراقية المعاصرة
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
منذ خمسين سنة ، وانا مهتم بالصحافة . واول كتاب اصدرته هو (نشأة الصحافة العربية في الموصل) وطبع في مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل 1982 ، وكان بعنوان ( نشأة الصحافة العربية في الموصل) .
واليوم طلب مني الاخ الدكتور ذياب فهد الطائي ان ازوده بشيء من المعلومات والمصادر عن الصحافة النسانية الموصلية ، فوعدته خيرا ، وقلت له سأكتب مقالا عن الصحفيات الموصليات ، لكن لابد من ان اذكره بأن من ارتبط بإسمهن تاريخ الصحافة النسوية او النسائية العراقية هن من الموصل واقصد الاستاذة بولينا حسون ابنة عم سليم حسون الصحفي العراقي الموصلي الرائد صاحب جريدة ( العالم العربي) وبولينا حسون رحمها الله هي من اصدرت مجلة (ليلى) سنة 1923 والاستاذة مريم نرمة رومايا وهي من اصدرت مجلة ( فتاة العرب) 1937 واقول لدي مقالتين عنهما منشورتين .
في الصفحة (78) من كتابي (نشأة الصحافة العربية في الموصل ) ، تحدثت عن (مجلة النادي العلمي )الموصلي الذي اصدر مجلة بإسم (مجلة النادي العلمي ) في 15 كانون الثاني سنة1919 وكان رئيس تحريرها المرحوم الاستاذ علي الجميل ، واشترك في تحريرها نخبة من مثقفي الموصل وغيرهم منهم صديق الدملوجي وحنا خياط ورشيد الخطيب وفتح الله سرسم ورياض روفائيل وروفائيل بطي وفتح الله سحار وقلت ان هناك فتاة كانت تكتب مقالات في هذه المجلة بإسم مستعار هي (فتاة دجلة) . وللاسف لم اعرف من هي هذه الصحفية ومما كتبته مقال بعنوان ( فتاة تخاطب قومها ..طال الرقادفمتى الافاقة ؟ " والمقال نشر في العدد الثاني الصادر في 30 كانون الثاني سنة 1919.ويقينا ان المجتمع الموصلي المحافظ آنذاك 1919 كان لايسمح بأن يظهر اسم تلك الفتاة الصحفية .
على كل حال ، الموصل كانت مركزا لنهضة تعليمية ، وكان للمرأة دور والاباء الدومنيكان اسهموا في هذه النهضة وثمة مدارس كثيرة للبنات كانت تدرس فيها معلمات من الموصل ومن بعض البلدان العربية وخاصة سوريا ولبنان ومصر وذا ما شجع الفتيات للاهتمام بالصحافة من خلال ما كن يصدرنه من نشرات صحفية مدرسية .
والمرحوم الاخ والصديق الاستاذ احمد سامي الجلبي تحدث عن صحفيات موصليات ، منهن اديبات وشاعرات وكاتبات ومربيات ، كانت لهن اسهامات فاعلة في الكتابة الصحافية وكانت شؤون المرأة من الموضوعات التي اهتمت بها تلك الصحفيات الموصليات وفي كتابه الذي اصدره في الموصل عن ( دار الفتى ) في الموصل سنة 2006 ، وقفة مهمة عند الصحفيات الموصليات وما اسهمن به من كتابات عبرت عن ما كان يحيط بالمرأة الموصلية من قيود اجتماعية تحد من نشاطهن في معالجة الموضوعات التي كانت تثار في بغداد وفي الوطن العربي ومنها قضية السفور والحجاب وما شاكل وحتى الثلاثينات من القرن الماضي القرن العشرين ظلت الفتاة الموصلية تكتب بإسممستعار وتتخفى وراء حروف او اسماء ومن ذلكما كانت تكتبه (الانسة و.ج ) سنة 1936 في جريدة ( البلاغ) من مقالات وكذا الامر ما نشرته جريدة (الرقيب) .
واستطيع القول ان اول فتاة صحفية كشفت عن اسمها ونشرت مقالا في جريدة (الرقيب ) الموصلية في 21 ايار سنة 1939 هي الانسة رمزية خليل الدباغ والمقال كان بعنوان (في رثاء الراحل العظيم الملك غازي) .
في مطلع الاربعينات من القرن الماضي وجدنا من خلال تتبعنا للصحافة الموصلية ان المرأة الموصلية اصبحت اكثر شجاعة، واقداما ، واكثر من كن يكتبن في الصحافة كن من الاديبات والشاعرات وأذكر الانسة جورجيت جميل سكر التي نشرت منذ بداية شهر ايلول سنة 1941 سلسلة من المقالات في جريدة (الهلال) الموصلية بعضها يحمل عناوين من قبيل (الشجاعة الادبية - البيت اساس النجاح - التربية والمهمات - الانشاء الكتابي ) .كانت هذه الكاتبة خريجة الثانوية المركزية .وهناك الانسة نادرة سعيد جمعة وهي ايضا طالبة ثانوية كانت تكتب مقالات في جريدة (الهلال ) كما كانت شقيتا مفيدة سعيد جمعة تكتب ايضا .
وفي الخمسينات ازدادت نشاطات الصحفيات الموصلية في الكتابة ولعل الصحفية رقية محمد ، كانت واحدة ممن كن يكتبن في صحف الموصل واستمر التخفي تحت الاسماء المستعارة فكانت ثمة صحفية موصلية تكتب بإسم مستعار هو (فتاة الحدباء ) واخرى بإسم (الانسة ن . و) .
ومن المحطات المهمةفي تاريخ الكتابة الصحفية النسوية الموصلية هو أن جريدة (فتى العراق ) الموصلية في اوائل الخمسينات من القرن العشرين
خصصت صفحة اسبوعية بعنوان (صحيفةالاسرة) عنيت بشؤون المرأة والبيت وقضايا الاسرة بصورة عامة واشرف الاستاذ احمد سامي الجلبي رحمه الله على هذه الصفحة ، وبدأنا نقرأ لصحفيات موصليات كثيرات منهن نوال العبيدي - سعاد مصطفى -نهلة محمد صالح - هدى عبد الله . ومن الطريف ان كاتب هذه السطور ابراهيم خليل العلاف كان يكتب مقالات بإسم مستعار هو (هناء خليل) وهناء خليل هي شقيقته السيدة ام جمال .
من الصحفيات الموصليات اللواتي برزن بعد ذلك الانسة فخرية الدباغ وكانت تنشر في جريدة ( فتى العراق) 1955 كانت طالبة في دار المعلمين العالية (كلية التربية ابن رشد حاليا) ببغداد وهناك من الصحفيات الموصليات فكرية أحمد النيلة - شهرزاد قاسم الملا جاسم - تور الهدى الصائغ - هدية عبو اليونان - هناء يحيى الشبخون - كتبية القصاب - راجحة احمد - سهاد عبد الحميد الكيلاني - هنية مصطفى - نادرة سلطان الصقال - منيرة رضاعة - سعدية محمود - سهير الجلبي - جوليت بزوعي - لمياء علي - صباح عبد الرحمن - منى محمد علي - كتبية القصاب - بشرى محمد نذير الغلامي وفي النصف الثاني من مرحلة الخمسينات الانسة ناظمة عبد الله الجادر وكانت معلمة في مدرسةالامير عبد الاله النموذجية -الفتوة فيما بعد .
وفي الستينات منالقرن الماضي ، ازدادت اسهامات المرأة الموصلية في الكتابة الصحفية وبدأنا نطلع على مقالات كثيرة وممن عرفن انذاك من الصحفيات شرقية فتحي الراوي - سعاد مصطفى حلمي - كوكب هاشم - منيرة نقاشة - فوزية الخياط - شرقية احمد- شرقية عزيز - فتحية محمود - هدية عبو اليونان - اسباهية اسماعيل الشكرجي - لطفية توفيق عبدالقادر - امل عبد الرحيم - نوال بدر - ليلى اليونان وغيرهن .
وبرزت الصحفية الموصلية ، سعاد عبد الوهاب الشيخ كانت صحفية جريئة توقع بإسم مستعار هو (وداد) ، وتنشر مقالات حول ما كانت تسميه التخلف الاجتماعي وهي ايضا كاتبة قصة .كما برزت الصحفية الانسة باسمة محمود الشيخ وكانت سنة 1962 طالبة في دار المعلمات الابتدائيةفي الموصل.ومن الصحفيات اللواتي برزن ؛ الشاعرة والكاتبة والمربية الدكتورة بشرى البستاني ، والانسة سهيلة محمدفاضل الحسيني ، وتغريد لقمان الجلبي ، واديبة شريف الجراح .
وتمضي الايام ويزداد اسهام المرأة الموصلية في الكتابة الصحفية في السنوات التالية ؛ فنجد اسماء لصحفيات موصليات كثيرات ، بدأن يكتبن في الصحافة خلال السبعينات والثمانيات والتسعيات وحتى 2003 وبعدالاحتلال الامريكي للعراق في 2003 وحتى لحظة كتابة هذا المقال 12-3-2024 تحتاج الى مجلد كامل لنذكر اسماء من أسهمن من النساء الموصليات في ادارة صحف او في اصدار صحف او في تحرير صحف كثيرة .
وقد يكون من المناسب القول اننا في اتحاد الصحفيين العراقيين فرع نينوى ، احتفلن مرة بتكريم صحفيات موصليات منهن الاستاذات حمدية شيت الراشدي ، وبروين حميد مجيد ، وسناء احمد الزراري ؟ ونضيف ايضا الصحفية والكاتبة الاخت الاستاذة هدير علي الجبوري . ولا انسى الكاتبة الاستاذة رائدة حميد ، والاستاذة فائزة منصور ، والاستاذة كلالة نوري والاستاذة عزة نصر الله الطالب ، والاستاذة باسمة عيسى سليمان رئيسة تحرير جريدة (العدالة) التي صدر عددها الاول في الموصل يوم 5 ايار 2004 ، وكانت سكرتيرة التحرير الاستاذة فاطمة احمد باسم ، والاستاذةهدى كاظم رئيسة تحرير جريدة المسار الجديد) الموصلية ، وصدر عددها الاول في 28 كانون الاول 2010 .
في 5 من نيسان سنة 2005 ، اصدرت السيدة هيفاء الحسيني ، وهي ابنة الشاعر الراحل الاستاذ علي الحسيني جريدة في الموصل بعنوان ( المسار) وتولت هي رئاسة تحريرها . وكانت (المسار) كما جاء في ترويستها ( جريدة اسبوعية سياسية مستقلة عامة ) صدرت عن مؤسسة المسار الاعلامية.وفي آذار سنة 2009 توقفت عن الصدور .
هذا بعض من تاريخ الصحفيات الموصليات ممن أسهمن في الكتابة الصحفية العراقية المعاصرة والموضوع يستحق ان تكتب عنه رسالة ماجستير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق