مصطفى علي يكتب عن مذكرات توفيق السويدي
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ليس يكفي ان نطلع على هذه المذكرات السياسية أو تلك. وليس يكفي ان نمتدح المذكرات وصاحبها. وليس يكفي ان نعتمد على المذكرات الشخصية في كتابتنا للتاريخ دون غيرها ونأخذ ما تضمنته دون تدقيق او تمحيص ودون ان نحذر ونقارن ما ورد فيها من معلومات مع غيرها من المصادر وخاصة الوثائق الرسمية.
أقول هذا وانا سعيد ومنذ سنين وانا اعرف ان الأستاذ مصطفى علي 1900-1980 السياسي العراقي المعارض للنظام الملكي وأول وزير للعدل في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 وراوي شعر الرصافي وهو من كتب عنه قد كتب ملاحظاته عن بعض ما صدر في العراق من مذكرات شخصية ومنها مذكرات رئيس الوزراء السابق توفيق السويدي 1892- - 1968 .وما كتبه نشرته مجلة ( آفاق عربية ) العراقية عدد حزيران 1985 .ويبدو ان الأستاذ سالم الالوسي الكاتب والوثائقي العراقي كان هو من يطلع الأستاذ مصطفى علي على ما يصدر من مذكرات وهو من قدم ما كتبه مصطفى علي عنها .
عنوان مذكرات توفيق السويدي هو مذكراتي في القضية العراقية والثورة العربية في نصف قرن ومما قاله الأستاذ مصطفى عليه انه قضى أياما من تموز 1970 يطالع مذكرات توفيق السويدي فرأها "افضل مذكرات قرأتها لعراقي " ولاريب ان توفيق السويدي على جانب كبير من الذكاء والثقافة تعززهما جرأة وصراحة واقدام .قال ان توفيق السويدي سار في تيار الفكرة العربية القومية منذ نشأتها في أواخر العهد العثماني ،فتيار الثورة العربية بزعامة الشريف حسين ،ثم تيار الحكم الوطني في العراق وعمل مع العاملين في تلك التيارات وتقلب في مناصب الدولة واضطلع بمسؤولية الحكم واحتما اعباءه واوزاره .
مع كل هذا يأخذ عليه ان ثمة نواقص " وكثيرا مما روى ناقص ومبتور " ويتضح هذا في ثلاثة أمور هي : احتجاج الشريف حسين والمضاربات التجارية وجامعة الدول العربية .ففيما يتعلق باحتجاج الشريف حسين شريف مكة وقائد الثورة العربية ضد الحكم العثماني 1916 على المؤتمر العربي الأول الذي انعقد في باريس 1919 واعتراضه على المؤتمر واعتباره خدمة من عملاء للأجنبي وفد وجه برقية بذلك الى الصدر الأعظم أي رئيس الوزراء العثماني نشرتها جريدة (إقدام ) التي تصدر في استنبول وصم فيه أعضاء المؤتمر ومن حضره وتوفيق السويدي كان واحدا ممن حضره كان طالبا للحقوق في باريس وصم أعضاء المؤتمر بالخيانة وانهم خدم للأجنبي لكنه لم يقل رأيه في هذا الموقف .
وبشأن المضاربات التجارية فقد قال الأستاذ مصطفى علي ان توفيق السويدي لم يتناول اخبار الكثير من المضاربات السياسية واستفادته وولده من كل ذلك واثراءه غير المشروع مستغلا من مركزه السياسي ونفوذه. ضارب في مادة السكر وعمل في تجارة الزوالي الإيرانية وعمل في ورق البافرة مع الياهو دنكور وطلبه من السفير الأمريكي ان يوعز الى شركة أمريكية للسيكائر لتمنح ولده وكالتها واجابة السفير الأمريكي له إجابة خشنة قائلا له ان وكالة السيكائر ليست من تخصصه وقال له تصورتك تستدعيني لأمر سياسي مهم وترك مجلسه غاضبا .
والقضية الأخيرة انه لم يكن صريحا بشأن تأسيس جامعة الدول العربية ونسبة ذلك لنوري السعيد ومصطفى النحاس في حين " ان صاحب فكرة جامعة الدول العربية الحقيقي هو وزير خارجية بريطانيا انطوني ايدن وما السعيد والنحاس سوى اداتين لتنفيذ فكرته.
الاستاذ زاير نافع الفهد كتب سنة 1990 رسالة ماجستير قدمها الى كلية الاداب بجامعة البصرة عنوانها ( توفيق السويدي ودوره في السياسة العراقية 1945-1958 ) .
رحم الله الأستاذ مصطفى علي ورحم الله الأستاذ توفيق السويدي
صورة توفيق السويدي الى اليمين وبعدها صورة مصطفى علي رحمهما الله .
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
الاثنين، 4 مارس 2024
مصطفى علي يكتب عن مذكرات توفيق السويدي
مصطفى علي - توفيق السويدي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف
الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق