فرضيات الشيخوخة ونظرياتها
- ابراهيم العلاف
ورحم الله الاستاذ الدكتور دحام الكيال استاذ علم النفس التكويني قي كلية التربية - جامعة بغداد خلال الستينات من القرن الماضي ؛ فقد كان مهتما بمرحلة الشيخوخة .. واتذكر انه كتب مرة مقالا عنها في مجلة (الجامعة) التي كانت تصدرها جامعة الموصل سنة 1981 .
ومما قاله ان مرحلة الشيخوخة كانت موضوععا اهتم به الباحثون منذ اواخر القرن التاسع عشر . وممن اهتم بها (جوم برتس ) سنة 1825 وقدم حولها نظرية هي نظرية رياضية مبنية على اساس نوع الكائن الحي .اما العالم ( كاستنوم) فقد نظر الى الشيخوخة من الناحية البيولوجية وكان ذلك سنة1968 ولم يغفل العوامل النفسية .
وفترة الشيخوخة تشمل سلسلة كبيرة من التعقيدات والتغيرات المتداخلة زمنيا وقسم من هذه التعقيدات داخلية وقسم خارجية تتعلق بالبيئة والتغذية وقد تناول مجهودات عدد كبير من العلماء النفسيين والتي اجريت على اشخاص اعمارهم تتراوح بين 60 و90 سنة ووجدت كل تلك الدراسات امورا تحتاج الى دراسات وفرضيات قسم منها يتعلق بالمشكلات الجسمية ، والامراض العقلية ، والذكاء والادراك الحسي ، والزواج والسلوك الجنسي ووصلت الى نتائج مهمة من قبيل ان الذكاء عند المسنين يميل الى الاستقرار ، وتؤثر نسبة الكولسترول على اصابتهم بالامراض القلبية والدموية ، ويستطيع المسنون الاسوياء تحسين فترات زمن رد الفعل بالتدريب اكثر مما يستطيعه الشباب ، ويلعب الزواج السعيد دورا في تأكيد قدرات المسنين الأسوياء بشرط ان يكون الازواج اكبر سنا من زوجاتهم وهذا ما يتيح اقامة علاقات جنسية طبيعية .
هذا فضلا عن استقرار الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنظرة الواقعية التي ينظر بها المسن الى الحياة . وللصحة دور ، وللقدرات العقلية ، وللدور العلمي والاجتماعي ، والثقافي الذي يقوم به المسن في المجتمع مما يساعده في إطالة عمره .. والقراءة تلعب دورا كبيرا في ان تكون الشيخوخة سعيدة ، والا فالمسن يصاب بالخرف وقد يصاب بالكآبة والوسواس والزهايمر وغير ذلك من الاضطرابات العقلية .
وهنا اقول ، ان على المس ان لايترك حياته نهب الظروف بل عليه ان يتحكم بها ، وان يخطط لملئها بما هو مفيد له وللمجتمع الذي يعيش فيه . والتخطيط يجب ان يتضمن حضوره الفاعل في داخل اسرته واحتضانه الاولاد ، والاحفاد ، والسفر ، والكتابة ، والقراءة والتأليف ، وكتابة المذكرات الشخصية ، وانجاز واجباته الدينية والاخلاقية والاجتماعية والثقافية على افضل ما يكون وطبقا لما يقوله الشاعر :
عمري بروحي لا بعد السنين **ولاسخرن من التسعين
العمر يجري الى السبعين مسرعا ** والروح ثابتة على العشرين
مرحلة الشيخوخة ، مرحلة جميلة ، وممتعة لمن يستطيع أن يعيشها بسعادة وهناء وهدوء ، وهي لاتختلف عن كل مراحل الحياة عند الانسان طالما ، كان (العطاء) هو ديدنها ، ومحركها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق