الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف يصافح الفنان الكبير عبد الحليم حافظ في بغداد 1964
عبد الحليم حافظ والمذيع العراقي الاستاذ طارق حسين
عبد الحليم حافظ في بغداد
عبد الحليم حافظ يتوسط اثنان من كبار المذيعين العراقيين الاول من اليمين قاسم نعمان السعدي
عبد الحليم حافظ ومحاوره الاستاذ مفيد عوض 1964
عبد الحليم حافظ والمذيع العراقي الاستاذ طارق حسين
عبد الحليم حافظ في بغداد
عبد الحليم حافظ يتوسط اثنان من كبار المذيعين العراقيين الاول من اليمين قاسم نعمان السعدي
عبد الحليم حافظ ومحاوره الاستاذ مفيد عوض 1964
عبد الحليم حافظ في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
والموصليات في جانب من جوانبها ، وضمن مفرداتها المثقلة بالذكريات
التاريخية وما علق في أذهان الناس من قصص وحكايا عن شخصيات وفدت الى الموصل وكان
لها حضور سياسي أو اقتصادي او اجتماعي او ثقافي أو فني أو رياضي ؛ فمثلما تحدثتُ
لكم عن كثيرين من الاساتذة والمربين والادباء والاقتصاديين والسياسيين العرب
والاجانب اتحدث لكم اليوم عن مجيء المطرب الكبير الفنان عبد الحليم حافظ الى
الموصل سنة 1964 مع عدد من الممثلين والمطربين والموسيقيين ، واحياءه حفلة لايزال
يذكرها الموصليون عندما اقيمت في سينما الجمهورية بجوار مدرسة الصابونجي
الابتدائية للبنين وقبالة مبنى محافظة نينوى .
ولازلت اتذكر وانا طالب في الصف الخامس الادبي في الاعدادية
الشرقية كيف كان يوم مجيء الفنان عبد الحليم حافظ الى الموصل عرسا وطنيا كبيرا ،
فالمطرب عبد الحليم حافظ كان محبوبا عند شباب اهل الموصل وكثيرون كانوا يقلدونه في
ملبسه وكلامه وتصرفاته وكانوا معجبين بأغانيه الشبابية والوطنية الجميلة وقد شاعت
في حينه كلمة تطلق على هؤلاء الشباب وهي انهم (عباديون ) اي انهم يحبون عبد الحليم
حافظ ومفردها (عبادي) كانوا يقلدونه في قصة شعره وزيه وتصرفاته .
الشيء الذي اريد ان اقوله ان مجيء المطرب عبد الحليم حافظ لم يكن
حدثا فنيا عاديا بل حدثا وطنيا ؛ فظهور عبد الحليم حافظ ، وشيوع اغانيه الوطنية
والعاطفية إرتبط بشكل او بآخر بنهضة مصر القومية ، واتساع دورها في الوطن العربي
لذلك احتفى القوميون والناصريون بعبد الحليم حافظ وأحاطوه بكل مظاهر الاحترام
والرعاية والعناية والاهتمام.
وزيارة عبد الحليم حافظ ورفاقه ، كان مخطط لها وهو ان يقدم ثلاث
حفلات الاولى في بغداد والثانية في البصرة والثالثة في الموصل .وكان يرافق عبد
الحليم حافظ عدد من المطربين والموسيقيين والممثلين المصريين منهم الممثل المعروف
حسن يوسف .
نعم كان هناك في سنة 1964 أي قبل (56 ) سنة تقارب سياسي وفكري كبير
بين العراق والجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا بعد الوحدة في 22 من شباط –
فبراير سنة 1958 ) وكان ذلك في عهد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية
المتحدة والمشير الركن عبد السلام محمد عارف رئيس جمهورية العراق لذلك كان مجيء
عبد الحليم حافظ وصحبه الى العراق عرسا كبيرا وقد إحتضن العراقيون هؤلاء الفنانين
واحاطوهم بكل مظاهر الود والتقدير والاعتزاز ولم تتوان اذاعة بغداد وتلفزيون
العراق من نقل تلك الحفلات نقلا مباشرا . وقد تولى نقل تلك الحفلات والتعليق عليها
المذيع العراقي المتميز المرحوم الاستاذ طارق حسين وهو الذي توفي في 27 تشرين
الاول سنة 2018 عن عمر ناهز ال (85) عاما . وقد لاقت حفلات عبد الحليم حافظ
الغنائية اقبالا شديدا من الناس حتى بيعت تذاكر الدخول في الموصل بمبلغ خمسة
دنانير وهو مبلغ كان كبيرا انذاك .
تحدث الاستاذ علي عبد الامير عن عبد الحليم حافظ ومجيئه الى بغداد
كما جاء ذلك في جريدة ( المدى ) البغدادية فقال :
جاء المطرب عبد الحليم حافظ، إلى بغداد في مناسبتين، الأولى مع وفد
من فنانين عرب، لإقامة حفلتين في بغداد، ليومي الثلاثاء 9 والخميس 11 حزيران –
يونيو سنة 1964 على مسرح سينما النصر. وقد اقام عبد الحليم حافظ في فندق بغداد
الدولي الجديد حينها والأفخم والكائن بشارع السعدون .
وكان برنامجه في زيارته الأولى، 1964 تضمن تسجيل لقاء معه في
تلفزيون بغداد، فيما رافقه في حفلتيه بالعاصمة وثالثة بالموصل، عدد من المطربات
والمطربين ونجوم السينما، أبرزهم نجاة الصغيرة. غنى عبد الحليم حافظ، الذي قدمه
إلى الجمهور المحتشد في الصالة السينمائية والمسرحية الأحدث حينها ببغداد، الممثل
حسن يوسف، أغنيات عاطفية وحماسية تهتف للزعيم جمال عبد الناصر والوحدة العربية.
وفي السياق ذاته جاءت حفلته في الموصل.
وجد مطربون وملحنون عراقيون في الزيارة، فرصة للقاء النجم العربي
الأكبر، وقدمت المطربة اللبنانية فائزة أحمد التي كانت صحبة الوفد، ملحنها الأول
رضا علي إلى عبد الحليم حافظ الذي تحدث للصحافة بإعجاب عن القدرات التلحينية لصاحب
لحن (خيّ لا تسد الباب) الذي أدته فائزة أيام اقامتها في بغداد وانطلاقتها إلى الفضاء
العربي من هناك.
وفي السنة 1965 ، كانت دار سينما النصر ومسرحها ، مكانا لزيارة
ثانية إلى بغداد قدم خلالها عبد الحليم حافظ حفلة امتزجت في ألوانها الغنائية
نعومة العاطفة وحماسة الألحان الوطنية والقومية، انتهت بلقاء مع الرئيس العراقي
الاسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف.
ويذكر الاستاذ خالد عوسي الاعظمي وهو يستعيد بعض ذكرياته : ان عبد
الحليم حافظ جاء الى بغداد ، للمرة الأولى ، لدعم صندوق فلسطين ، و كان معه نجوم
الفن العربي ، و الذين وصلوا بغداد يوم 8 حزيران – يونيو ، فيما حضر العندليب ،
فجر اليوم التالي 9 من حزيران – يونيو (يوم الحفل الساعة 5,30 صباحاً) قادماً من
الأردن . بعد أن ساهم في إحياء حفل زفاف إبن شقيق نهلة القدسي (زوجة المطرب الكبير
محمد عبد الوهاب) بالإضافة لحفلي (5 - 6 يونيو- حزيران 1964 ) في عمّان .
كان مقر إقامة الضيف الفنان عبدالحليم حافظ ، في فندق بغداد الدولي
، مقابل دار سينما النصر تقريباً ، في شارع السعدون ، أهم شوارع بغداد في ذاك
الوقت ، الذي إكتظ بالشباب المعجبين وبالفتيات والنسوة المعجبات حتى وصل الأمر ،
لغلق الشارع عدة مرات ، بسبب الإزدحام الكثيف ، الذي عرقل سير المركبات .
ويذكر الاستاذ (محمد سبع الفياض) عندما كان يعمل مدير ستوديو
التلفزيون قائلا : حضر لتلفزيون بغداد عبد الحليم حافظ ، فكُلِّفْت بإجراء حوار
تلفزيوني معه ، والتقطنا صورة تذكارية داخل المبنى . كان الفنان عبد الحليم حافظ ،
ضمن وفد الفنانين العرب الكبير العدد ، من الفنانين والفنانات والموسيقين
والعازفين الكبار والفنيين المرافقين للوفد ، والذي ضم كل من المطرب (محمد قنديل -
غنى ، وحدة مايغلبها غلاب و على بغداد) وغنت (نجاة الصغيرة - لاتكذبي) و (كارم
محمود - أمجاد ياعرب أمجاد) و (شريفة فاضل - السقايين) و (هدى سلطان - إن كنت ناسي
افكرك) و (لبلبة - تقليد الفنانين) و (مها صبري - فيها كول) و (فائزة أحمد) و
(أحمد غانم) و (ثريا حلمي) و (إسماعيل ياسين) و (إسماعيل شبانة - شقيق عبد الحليم)
و (محمد عبد المطلب) و (صباح) و (فهد بلان) و (سميرة توفيق) و (فايدة كامل) و
(مريم فخر الدين) و (أمينة رزق) ومحمود شكوكو وربما هنالك آخرين . و بعد أن قدمه
الفنان (حسن يوسف) غنى عبد الحليم حافظ ، مجموعة من أغانيه : الحلوة ، المسؤولية ،
بلدي الثوار ، وحياة قلبي وأفراحه ، حكاية شعب .
ورافق حسن يوسف ، عبد الحليم ، الى الموصل ، و قدمه هناك أيضاً . و
في إحدى حفلتي سنة 1964 نشرت مجلة مصرية مشهورة ، صورة عبد الحليم حافظ ،وهو يمسك
بيد الفنان (رضا علي) ويقول إنه عبد الحليم حافظ العراق ! .
أما الزيارة الثانية والاخيرة لعبد الحليم مع وفد الفنانين العرب
الى العراق ، فقد كانت سنة 1965م ، حيث قدم فيها أغنية (يا أهلا بالمعارك) و (بلدي
الثوار) في دار سينما النصر أيضاً . كان عرساً عربياً كبيراً.. وكان ضمن وفد
الفنانين العرب عدد كبير من الفنانين والفنانات الكبار والموسيقين والعازفين
والفنيين والاعلاميين والصحفيين المرافقين للوفــد.
وقد أُقيمت الحفلات على مسرح سينما النصر بشارع السعدون بغداد ..في
الحفلة الاولى غنى المطرب محمد قنديل (وحدة مايغلبها غلاب) و(على بغداد)...كما غنت
نجاة الصغيرة اغنيتها الشهيرة (لاتكذبي) ، وكارم محمود- امجاد ياعرب أمجاد ،
وشريفة فاضل (السقايين) ، وغنت هدى سلطان (ان كنت ناسي افكرك) فيما قدمت الفنانة
لـَبلبة وصلتها الشهيرة في تقليد الفنانين ،اما مها صبري فغنت اغنيتها الرياضية
(فيها كَول) وغيرها من الاغاني.
فيما يتعلق بزيارة عبد الحليم حافظ للموصل اقول ان زيارته الاولى
التي تمت في اواسط حزيران سنة 1964 كانت مع وفد من الفنانين العرب من اجل جمع
التبرعات للمجهود الحربي ودعم صندوق فلسطين المالي وقد احيطت الزيارة بإجراءات
أمنية مشددة حتى انني رأيت دبابة واقفة امام بناية سينما الجمهورية والسبب هو
الجماهير المتدفقة التي توجهت نحو سينما الجمهورية وخاصة من الشابات والشباب
والمحبين ولم تكن صالة السينما تستوعب الاعداد الهائلة لهذا وجدت امام السينما
ورأيت بأم عيني الاف من الناس .
وكان عبد الحليم حافظ ورفاقه قد وصل مع عدد من الفنانين الموصل
بالقطار ونزلوا في فندق المحطة وكان معه الممثل الفنان حسن يوسف والذي تولى تقديمه
للجمهور داخل قاعة السينما كما كانت معه المغنية شريفة فاضل والمغني كارم محمود
والممثلة والمغنية هدى سلطان والممثلة والمغنية مها صبري والفنانة لبلبة وقد غنى
عبد الحليم حافظ عددا من اغنياته التي كانت شائعة انذاك من قبيل اغنية (يا اهلا
بالمعارك ) .
وما انتهت الحفلة وغادر عبد الحليم حافظ المكان حتى انفضت الجماهير
والتقطت قطعات الجيش والشرطة انفاسها بعد المجهود الذي بذلته في حفظ الامن
والمحافظة على من حضر من الجماهير ليرى عبد الحليم حافظ وهو يغني في الموصل .
أيام من الزمن الجميل غادرتنا ولم يتبق منها الا الذكريات
والذكريات صدى السنين الحاكي .
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق