مصادر الفكر التربوي في العراق 1932-1968
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سألني احد طلبة الدراسات التاريخية العليا في جامعة تكريت وهو الاخ الاستاذ علي هادي عن مصادر الفكر التربوي في العراق للمدة من 1932-1968 . واقول له وهو يعرف ذلك انني كتبت اطروحتي للدكتوراه عن (تطور السياسة التعليمية في العراق 1914-1932 ) وصدرت بعد ذلك عن مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة في كتاب بعنوان (تطور التعليم الوطني في العراق1869-1932) وهي من ابرز المصادر التي يجب ان يعتمدها ويعتمد الوثائق والكتب والمقالات التي اعتمدتها في هذا الكتاب .
كما ان مذكرات الاستاذ ساطع الحصري الموسومة ( مذكراتي في العراق 1921-1941 ) بجزئين ، والتي صدرت عن دار الطليعة ببيروت 1967-1968 تعد من اهم المصادر فالرجل ادار التعليم في العراق ولمدة طويلة وركز على جوانب اللغة والتاريخ واكد على الفكرة الوطنية والفكرة القومية وانتقد التوجه الامريكي في التعليم العراقي والذي ظهر في الثلاثينات وكان رائده الدكتور محمد فاضل الجمالي .وطبيعي لابد ان نعود الى تقرير لجنة مونرو والذي نشر بعنوان ( تقرير لجنة الكشف التهذيبي ) ومحرر التقرير بول مونرو (بغداد 1932) .الى جانب وثائق وزارة المعارف التي اعتمدتها في كتابي (تطور التعليم الوطني في العراق ).
وطبيعي كتابات الدكتور محمد فاضل الجمالي تعد مصدرا مهما من مصادر الفكر التربوي في العراق .
ومن كتب الحصري ( نقد تقرير لجنة مونرو ) و(حولية الثقافة العربية )
كتابات الاستاذ حكمت البزاز ومؤلفه عن (تقييم التفتيش الابتدائي في العراق ) وكتاب الدكتورة حنان عيسى الجبوري (مشكلات ادارة المدرسة الثانوية في العراق) ومذكرات الدكتور محمد ناصر وكان وزيرا للتربية في الستينات مهمة جدا لمعرفة الفكر التربوي والسياسة التعليمية في العراق .
وكتاب الدكتور خالد الهاشمي عن ( تجديد مناهج إعداد المعلمين في العراق) وكتاب عبد الرزاق محي الدين ونوري جعفر (خواطر وملاحظات حول التعليم في العراق) وما كتب عن الاستاذ ساطع الحصري وابرز من كتب وليم كليفلاند Clevland ومحمد عبد الرحمن برج ( ساطع الحصري ) كلها مهمة .
ولاننسى مؤلفات الاستاذ عبد الرزاق الهلالي عن تاريخ التعليم وهي ثلاثة اجزاء منها كتابه عن تاريخ التعليم في العراق في عهد الانتداب .وفي ذات الامر هناك كتاب ( تاريخ الوزارات العراقية ( بعشر اجزاء وخمس مجلدات ) للاستاذ عبد الرزاق الحسني .وهناك كتاب الاستاذ حسن الدجيلي ( تقدم التعليم العالي في العراق) ومؤلفات الاستاذ مسارع الراوي ومنها كتابه (نحو استراتيجية جديدة للتعليم في العراق ) وكتاب الدكتور محمد جواد رضا عن (التعليم الثانوي ) وكتاب صالح عبد الله سرية عن (تطوير التعليم الصناعي في العراق) وكتاب الدكتور نهاد صبيح سعد ( الفكر التربوي عند ساطع الحصري) وكتاب سامي شوكت (هذه اهدافنا ) وهو مهم للوقوف على الفكر القومي في التعليم العراقي وكتاب ( التربية في الشرق الاوسط العربي) لرودريك ماثيوز ومتي عقراوي ومذكرا طالب مشتاق ( اوراق ايامي 1900-1958 وكتاب Van Ess ( Pioneers in the Arab World ) .
لاننسى المقالات عن الفكر والواقع التربويين في العراق والمنشورة في الصحف والمجلات ومنها مجلة ( المعلم الجديد ) .
ان من ابرز ما يمكن ان نلاحظه على الفكر التربوي في العراق هو ان العراق عندما كان ثلاث ولايات عثمانية قبل 1914 فإن الفكر التربوي كان يعكس الفلسفة السياسية العثمانية والتي تؤكد على الدين كرابط والعثمانية كرابط وطني وبعد الاحتلال البريطاني للعراق حرص المحتلون على ( نكلزة ) التعليم والادارة التعليمية والعمل على كبح المشاعر الوطنية والقومية لدى الناشئة العراقية .
وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة وتأسيس وزارة المعارف 1920 اتجه الفكر التربوي اتجاها وطنيا عراقيا وعروبيا قوميا ، واخذت المعارف تعمل على استنهاض الهمم وبث الشعور الوطني والقومي وقامت الاحزاب السياسية الوطنية والاستاذ ساطع الحصري بدور كبير في الحفاظ على الطابع الوطني والقومي للتعليم في العراق حتى 1941 عندما قامت حركة مايس 1941 التحررية التي استهدفت الوجود البريطاني وبعد قمعها من قبل الانكليز والسلطة الملكية تم التخلص من هذه السياسة وقالوا ان سياسة الحصري التربوية ومن معه من المدرسين العرب هي من انتجت جيلا يكره الانكليز ، واتوا بمستشارين انكليز لشؤون التربية وانحرفوا بالتعليم في العراق عن فلسفته الوطنية والقومية واستمر الامر حتى ثورة 14 تموز 1958 .
وبعد ثورة 14 تموز 1958 اتجه التعليم في العراق اتجاها وطنيا ديموقراطيا وفتحت المدارس والمعاهد والكليات امام الجميع وسار الامر بهذا الاتجاه الى 1963 حين قام انقلاب 1963 فإتجه اتجاها حزبيا قوميا عربيا مع التأكيد على اعطاء الكورد وغيرهم حقوقهم اللغوية والتعليمية مع ملاحظة السعي بإتجاه عسكرة التعليم .واستمر الامر هكذا حتى انقلاب 1968 حين اتجهت الفلسفة التربوية لتعبر عن فكر حزب البعث وايديولوجيته القومية واستمر هذا التوجه في الفكر التربوي حتى الاحتلال الاميركي للعراق سنة 2003 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق