الفوتوغرافي أنور الدرويش ...عين حاذقة وفكر متقد
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وكم كنتُ سعيدا وفرحا ، وانا اتلقى هدية الاخ الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة كتابه الجميل عن الفوتوغرافي الموصلي الاستاذ أنور الدرويش .
تسلمت اليوم الاثنين 29-9-2025 نسخة من هذا الكتاب الثمين وانا اشكر المؤلف ، وكما ترون صورة غلافه الى جانب هذه السطور وقد صدر عن (مطابع الاديب )في العاصمة الاردنيةعمًان 2023 بتدقيق ومراجعة الناقد الفني الكبير الاخ والصديق الاستاذ سهيل سامي نادر .
وهذا الكتاب أعده مكملا لكتاب الاخ الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة عن الفنان الفوتوغرافي الكبير المرحوم الاستاذ مراد الداغستاني ، وحسنا فعل حين اوقف الزمن ليوثق الحدث من خلال الصورة ؛ فالصورة تظل -كما يقول الصينيون- بألف كلمة . وللصورة بُعد فكري ، واجتماعي ، وسياسي ، وتاريخي وعندما تظهر الصورة الى العلن - يقول الاخ والصديق الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة - تغدو ( رسالة ) ، كما هي وسيلة من وسائل التبادل البصري بين فكر المصور وابداعه الفني والمتلقي الباحث عن إثراء ثقافته البصرية وادامتها .
وانور الدرويش ، وهو ينتمي الى آل الدرويش الاسرة الفنية الفوتوغرافية الموصلية المعروفة ما يزال يغذ السير ، ويحث الخطى لكن بصماته في مجال التصوير الفوتوغرافي ، واضحة ، وقوية ، وذا أثر ، وتأثير .
ويقينا انني لااستطيع ان اضع امامكم الصور الرائعة التي اقتنصتها عدسة الاستاذ انور الدرويش ، فهذا يتطلب مني ان اعرضها واحدة واحدة وسأفعل ذلك ان شاء الله لكن كما يقولون ما لايدرك كله لايترك جله .فقط اقول ان صور ولقطات انور الدرويش ، تمثل مرحلة مهمة ، وبارزة من مراحل التطور في صناعة الصورة الفوتوغرافي فهو محلي ، وعربي ، وعالمي في الوقت نفسه وصوره تنبض بالحياة .. بالبيئة .. بالافكار يحسن استخدام الكاميرا ، ويختار الزوايا المناسبة وينقلها الى الواقع بتقنية فنية دقيقة وعالية جدا .
يقول المؤلف ان انور الدرويش يحسن استخدام الكاميرا ، ويتلاعب بالظل ، والضوء ، والنور ، والعتمة ويمنحنا عبر صوره الملتقطة رؤية فيها الكثير الكثير من الحس الفني ، والابداع اللوني .
صوره لوحات تشكيلية وليست فقط صورا فوتوغرافية ، ويتضح هذا من خلال لوحات منها ( عمال البناء) ، و(المركز الطلابي) ، و(غرفة في بيت الجليلي)، و(السندانة والظل) ، و(منطقةالنبي جرجيس) ، و(محلة البدن) ، و (حاوي الجوسق) ، و(منطقة النبي جرجيس) ، و(كلية الفنون الجميلة) ، و(بيت الحاج طليعفي الباب الجديد ) ، و(بحيرةالحبانية) ، و(مكتبة الاسكندرية) ، و(هيت في الانبار) ، و(حوار الظل في قليعات) ، و(قطار الموصل)، و(باب ومزلاج) ، و(قفل خان التمر في باب السراي)، و(مدينة حديثة) و (خيط العنكبوت ) .
يتحرك ضمن دوائر موصلية ، وعراقية ، وعربية ، وعالمية ، ولقطاته ليست الا صورا تسجيلية متوازنة اللون والاستاذ هيثم فتح الله عزيزة فنان هو الآخر لهذا استطاع ان يفهم ما كان يريده انور الدرويش ، فتناغم المؤلف مع موضوعه ، وعاش معه ساعات ، وساعات واياما ، واشهر حتى استطاع ان يقدم لنا وانا كاتب هذه السطور ابراهيم العلاف، اقول ان ما قدمه انور الدرويش ومن خلال هذا الكتاب الجميل ، والرائع ، والممتاز يُعد -بحق - وثيقة تاريخية لمرحلة مهمة من مراحل تاريخنا المعاصر ، واستطيع القول انه نجح ، وما ساعدنا على ان نقول انه نجح الانجاز الجميل الذي قدمه الاستاذ هيثم ، فلهما مني اطيب التمنيات والتحيات والى مزيد من التقدم والنجاح خدمة لحركة التصوير الفوتوغرافي في العراق والوطن العربي . الموصل 29 من ايلول - سبتمبر 2025
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
الاثنين، 29 سبتمبر 2025
الفوتوغرافي أنور الدرويش ...عين حاذقة وفكر متقد ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل
في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...
-
مجلة (العربي) الكويتية الان بين يديك كل اعدادها PDF ومنذ صدورها سنة 1958الى سنة 1990 وعبر الرابط التالي : https://www.docdroid.net/.../aa...
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق