الاثنين، 5 يوليو 2021

سوق القطانين في الموصل ...............بقلم : الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف

                                                      جامع القطانين بعدسة الاستاذ كرم الطائي              
                                      قنطرة القطانين في الموصل من صفحة (الموصل ايام قبل - صور وذكريات )


                                       سوق القطانين 2009 من صفحة (الموصل أيام قبل - صور وذكريات )


سوق القطانين في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وأنا اتحدث عن محلة السرجخانة في الموصل  ، ضمن واحدة من حلقات برنامجي التلفزيوني (موصليات) والذي أقدمه من على قناة ( الموصلية ) الفضائية قلتْ ان اقرب المعالم اليها هو سوق القطانين وسوق القطانين أو كما يلفظه الموصليون بلهجتهم العامة (سوق القطينين) ،  يرتبط بخان القطانين وخان القطانين يقع مقابل جامع النعمانية وعندما ندخل جامع النعمانية لابد ان ندلف الى قنطرة تسمى ( قنطرة القطانين)  والطريق يصل بنا الى محلة السوق الصغير .

سوق القطانين كان في اواخر القرن التاسع عشر والسنوات الاولى  من القرن العشرين واحدا من ابرز المراكز التجارية في الموصل وكان سوق القطانين يسمى (سوق الغزل ) لكن التسمية سوق القطانين هي التي غلبت على تسمية سوق الغزل . وسوق القطانين سوق قديم في الموصل ورد ذكره في كثير من المدونات التاريخية وقيل في احدى هذه المدونات ان سوق القطانين بسبب وجود خان القطانين فيه كان يمثل قطب الحركة التجارية في مدينة الموصل .

وخان القطانين في سوق القطانين حاله حال خانات الموصل كان واسعا وكانت مساحته تصل الى قرابة 2500 متر مربع ويتألف من طابق ارضي وطابق اول الطابق الارضي يستخدم كدكاكين وكمكان لربط الخيول والجمال والطابق الاول هو للسكن لكن لوجود سوق القطانين فان الخان صار مخزنا للقطن وكان كثير  من  مزارعي القطن يأتون بالقطن الى السوق لبيعه  والخان كان له باب كبير من سقافتين  والباب مرصع بالمسامير الحديدية الكبيرة  وكان يجلس الى جانبي الباب حارسين يسميات ( الخانجية ) والخان يقع في قنطرة طويلة تقع دكاكين  ومحلات القطانين على جانبيها الايمن والايسر . ومن الطريف ان اذكر ان على ارض خان القطانين اليوم تقع بناية (مديرية ضريبة نينوى – الجانب الايمن )

وفي سوق القطانين كانت تجري عمليات لتنظيف وتنقية القطن وغالبا ماكانت النسوة يستخدمن في هذه المهمات  والعاملات في سوق القطانين كانوا يصنفون الى ثلاثة اصناف الصنف الاول يُسمون ب ( الخراجات ) وهم من يفصلن القطن عن القشور والقشور فيما بعد تستخدم في الوقود .

الصنف الثاني من العاملات كانوا يُسمون ب( الحلاجات ) وهم من يحلجون القطن ويفصلونه عن حبة القطن .  وهناك الصنف الثالث وهن ( الغزالات ) ، والقطن يدخل بعدئذ في ( ماكنة النفش)  وعندئذ يكون القطن في سوق القطانين صالحا للبيع او للتصدير في بالات الى خارج العراق . وهناك مسألة اخرى وهي ان القطانين غالبا ما يذهبن الى الكمرك في الميدان في خان الكمرك لشراء القطن ايضا من المزارعين وقد ازدهرت زراعة القطن في الخمسينات من القرن الماضي واتسعت المساحات المزروعة بالقطن وخاصة في بعض مناطق ريف جنوب الموصل وفي منطقة الشرقاط حيث ظهر مزارعون اهتموا بزراعة القطن منهم الحاج عز الدين حمودي والد الاستاذ عبد القادر عز الدين وزير التربية السابق .

من ابرز القطانين في سوق القطانين السيد داؤد القطان وابنه محمود القطان والسيد علي وولده السيد محمود القطان  ،  والسيد ابراهيم القطان والسيد محمود القطان والسيد خليل النومة والسيد عبد القادر ابو فيصل  والسيد سعدون القطان  والملا احمد القطان والحاج احمد الصغير واحمد ابو هيمة القطان والسيد احمد الداؤود الذي تخصص في سوق القطانين ببيع الكجا وهو نوع من الصوف  يستخدم كفرشة في الغرف والدواوين وكان من يبيع الكجه يسمى كجه جي وهناك في الموصل اسرة مسيحية تعرف بآل الكجه جي ومنهم الروائية العراقية انعام كجه جي .

وفي سوق القطانين  معالم من ابرزها خان القطانين وبيت التوتونجي وهو بيت تاريخي اثري يعود بنائه الى سنة 1815 ميلادية  بناه الحاج مصطفى اغا التوتونجي ،  وهناك  جامع القطانين وهو نفسه جامع  النعمانية وقنطرة القطانين  والمدرسة النعمانية الابتدائية للبنين . 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...