الخميس، 1 نوفمبر 2018

قرية السفينة - محافظة نينوى









                                       اللواء الركن الشهيد رشيد سنجار من ابطال العراق مواليد 1946

                                                       صورة حديثة لقرية السفينة من فوق سن هضبة المشراق

                                                       صورة لمخلط الزاب الأعلى بنهر دجلة عند قرية السفينة
                                                               صورة قديمة للسفينة في الثمانينات
                                                            صورة لجزرة في نهر دجلة فوق قرية السفينة


                                            صورة من سفح هضبة المشراق لمخلط الزاب الأعلى بنهر دجلة عند قرية السفينة
                                              الاستاذ عبد الله عزيز الطائي من معلمي مدرسة السفينة 1970
                                                                     صورة لقرية السفينة
                                 لقطة للختيارية في الجاسر( ظل الربعة) يجلسون لشرب الشاي والقهوة في مجلس العصريات
                                                                 صورة تاريخية للعبارة
                                                        شباب  القرية في نزهة  ربيعية
                                                                 أحد بيوت قرية السفينة





  الاستاذ محمود حامد سليمان مؤسس مرسة السفينة 1954 في الوسط ومن اليسار الاستاذ نايف بوش في قرية السفينة في صيف عام 2013




                            اللواء الركن احمد حسن عطية قائد شرطة نينوى الاسبق رحمه الله وهو من اهل السفينة 


                                                                       صالح الدهوك 
                                                               محمد علي الضاحي












                                                     الاستاذ نايف عبوش أحد وجهاء قرية السفينة 

                                                الاستاذ عبد المنعم العبوش احد وجهاء قرية السفينة 

قرية السفينة في محافظة نينوى
أ.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
كثيرون في محافظتنا نينوى ، وفي مدينتنا الموصل ، وفي عراقنا لايعرفون أن هناك قرية في محافظة نينوى تسمى ( السفينة ) ، وأن هذه القرية جميلة فيها مناظر خلابة ، تتمتع بموقع ممتاز على نهر دجلة الخالد جنوب مدينة الموصل بنحو (54) كيلومترا عند نقطة إلتقاء نهر الزاب الاعلى أو الكبير بنهر دجلة ، وانها قد قدمت رموزا وشخصيات خدمت العراق في ميادين الجيش ، والادارة ، والتعليم والقضاء ، وانها قرية زراعية اهلها جادون ومخلصون ومتحضرون .
ومن خلال حديثي مع اخي الاستاذ نايف عبوش ، وهو من اهل قرية السفينة ، ويحمل شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية /اقتصاديات الكبريت المنجمي ، قال لي انه كثيرا ما يذهب الى قريته ( قرية السفينة ) التي تبعد عن القيارة بحدود ( 20 ) كيلومترا ، تليها قريتي الحود ، ومجمع تلول ناصر ، ويتمتع بالجلوس مع اهله ليستذكر الايام الخوالي ، وان مختار القرية الحالي الاخ الشيخ حازم محمد علي الضاحي (أبو انمار) قد كتب نبذة عن قرية السفينة ، فقلت له ان والد زوجتي الدكتورة سناء الطائي المرحوم الاستاذ عبد الله عزيز الطائي كان معلما في مدرسة السفينة اواخر الستينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي وانه كان قد اصطحب عائلته انذاك للعيش في قرية السفينة ، وكثيرا ما كان يحدثني عن قرية السفينة ، وكيف أنه قضى فيها أجمل ايامه ، وبعدها نقل الى مدرسة إمنيرة حيث عمل معلما ومديرا لها ، ولمدة سبع سنوات .
وهنا قال الاخ الاستاذ نايف عبوش أنه أي الاستاذ عبد الله عزيز الطائي (ابو وليد) درس في مدرسة السفينة سنة 1970 ، وكان من المعلمين الاجلاء الذين تفاعلوا مع اهل القرية تفاعلا إنسانيا ، وكانت علاقته معهم ودية ، ولايزال يُذكر بخير .واضاف ان المعلم الرائد والتربوي الحاذق الذي افتتح المدرسة ، ودرس الجيل الاول فيها كان الاستاذ محمود حامد سليمان الطائي الذي رسخ تقاليد تربوية ، ومعايير مدرسة واخلاقية انتجت جيلا بمستوى رفيع من التعليم لذلك َعلِق في ذاكرة اهل السفينة ، ولازالت مآثره –رحمة الله عليه – تروى ومن ذلك انه حرص على تسجيل كل ابناء القرية ممن هم في سن الدراسة او خارجه وألحقهم بالمدرسة ، وشجعهم على مواصلة الدرس والتعلم وقد تخرج بفضل هذا التوجيه ، والحرص جيل لامع من القادة والمفكرين والكتاب والاكاديميين والاطباء والمهندسين والمعلمين والموظفين .كما ان من اعماله شمول المدرسة بالتغذية المدرسة وبالرعاية الصحية وبزيارة المكتبة والسينما المتجولة .كما اسس مشروعا زراعيا بدعم من الزعيم الوطني الموصلي محمود عطار باشي وقد تم زرع القطن والبنجر في هذا المشروع وبنى بمساعدة اهل القرية جامعا كان امامه الملا عواد الساير  . ويقول  المرحوم الاستاذ محمود حامد  للمرحوم الاستاذ  واثق الغضنفري عندما اعد حلقة من برنامجه ( بالمصلاوي )  عن قرية السفينة ان من كان يساعده ويدعمه في القرية اثنان تظهر لكم صورتهما الى جانب هذا الكلام هما محمد علي الضاحي وصالح الدهوك .
كما حرص على تعليم البنات وتشجيعهن على الدخول الى المدرسة في سابقة لم تكن مألوفة ، ولا متبعة في القرية انذاك وقد كان لهذا التوجه أثر كبير في اندفاع بنات السفينة الى التعلم ، والتخلص من الامية والجهل وتخرجت من بنات القرية معلمات وطبيبات ومهندسات وبنات في تخصصات أُخرى .


يبدو ومن خلال العودة الى بعض المدونات التاريخية ، وما قاله الاخ المختار، ان اسم قرية السفينة خلال العهد العثماني وبالتحديد في سنة 1850 كان قرية ( الِسَنين ) ، والسبب في هذه التسمية انها كانت تقع بين سن المشراق الكبريتي والسن الصخري وقد تغير اسمها بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة الى اسمها الحالي وهو قرية ( السفينة) بسبب انها تبدو في موقعها وكأنها سفينة وسط المياه مياه نهري دجلة والزاب الاعلى .
وثمة من يقول انها ُسميت بالسفينة لوجود (عبارة ) كانت تحمل وسائل النقل من عربات وسيارات واشخاص من ضفة النهر اليمنى الى ضفة النهر اليسرى وبالعكس وترون صورة العبارة الى جانب هذا الحديث وثمة من يشير الى ان صاحبها هو المرحوم سلطان العناد . ويقول اهل قرية السفينة من كبار السن انهم كانوا يشاهدون عبور قطعان من الجمال والاغنام من خلال هذه العبارة .
في تاريخ قرية السفينة أُسر كثيرة وكريمة ، كان لها دورها منها اسرة العناد ، ثم اسرة الساير ، والان اسرة الضاحي ومنهم المختار الاخ الشيخ حازم محمد علي الضاحي (ابو انمار) .
في الوقت الحاضر قرية السفينة ، تضم قرابة (500 ) أسرة واذا افترضنا ان كل اسرة تتألف من خمسة اشخاص فإن عدد سكانها يصل الى (3000 ) نسمة .والقرية اليوم تضم ثلاثة مدارس ابتدائية للبنين ومدرسة ابتدائية للبنات .. كما ان فيها ثانوية هي ثانوية السفينة .كما ان في السفينة مستوصف درجة ثانية وثلاثة جوامع هي جامع الملا عواد الساير وجامع الراشد الذي تأسس سنة 2005 وجامع المنير الذي افتتح حديثا .وترتبط القرية بشارع حديث ومبلط بناحية القيارة من جهة وبمدينة الموصل من جهة أخرى .
ومما هو معروف ، فإن توجهات ابناء السفينة السياسية ، ومنذ زمن بعيد ، كانت توجهات عروبية اسلامية منفتحة على التوجهات العصرية . وثمة من يشير الى ان فكر الاخوان المسلمين وصلها سنة 1958 عندما زارها الداعية الاسلامي الشيخ محمد محمود الصواف والتقى بشيوخها .
هذا وقد شهدت القرية إقامة العديد من المخيمات الشبابية ومنها المخيم الذي اقيم سنة 1963 كما يقول الاستاذ عبد المنعم العبوش .
لقد قدمت القرية للعراق ولمحافظة نينوى ، رجالا خدموا العراق خدمة جليلة ، واهل القرية يتفاخرون بهم ، وقسم من هؤلاء وصل الى رتب عسكرية عالية من قبيل اللواء الركن الشهيد رشيد السنجار واللواء  الركن احمد حسن عطية  قائد شرطة نينوى السابق رحمهما الله .
وممن عرف في القرية الطبيب الدكتور شكر العطية ، والدكتور علي العاصي المتخصص بالهندسة الالكترونية ، والدكتور أسامة الضاحي المتخصص بالتاريخ ، والاستاذ نايف عبوش ويحمل شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية /اقتصاديات الكبريت المنجمي ، والنائب الاستاذ احمد عبد الله الموسى الجبوري ( ابو عبد الله ) ، وكذلك عضو مجلس محافظة نينوى الحالي محمد عبد الله الجبوري ( ابو فنر) وكان لهما دور متميز في تحرير منطقة جنوب الموصل ، ودور مشهود في متابعة شؤون النازحين من المنطقة وإعادتهم من المخيمات الى ديرتهم .
ومن شخصيات القرية ايضا الدكتور غانم حسن هادي ، والاستاذ عبد المنعم العبوش ماجستير في القانون الدولي ، والاستاذ برزان الحميد ، والاستاذ مهدي الصالح الدهوك ، والاستاذ علي العودة ويحمل هؤلاء شهادات البكالوريوس والماجستير في تخصصات مختلفة ، وهم من اهل قرية السفينة ويعتزون بقريتهم ويعملون من أجلها .
لقد تمتع أبناء هذه القرية منذ الخمسينات من القرن الماضي بالرغبة في خدمة مدينتهم ، ولدينا مايشير الى انهم طالبوا في سنة 1954 النائب محمد بك الجليلي نائب الموصل في مجلس النواب آنذاك بالسعي لدى الحكومة من أجل فتح مدرسة ابتدائية في قرية السفينة . وكان وراء هذا الطلب المرحوم الشيخ محمد العلي الضاحي ، وقد فتحت المدرسة يوم 7 كانون الاول سنة 1954 ، وتحقق مطلبهم وقد تخرجت في هذه المدرسة اجيال من المتعلمين اصبح لهم شأن في المجتمع .
لقد تحررت قرية السفينة ، عندما تحررت منطقة القيارة وأسهم اهلها في عملية التحرير ، وفيها اليوم قوة امنية تتمثل باللواء ال (90 ) - الحشد العشائري يقودها الشيخ عزيز السنجار ولازال اهل القرية يتذكرون بالفخر جهود من قام واسهم في معركة التحرير .
إن مما اريد التركيز عليه ، وانا اتحدث عن قرية السفينة انها تبدو وكأنها مؤلفة من اسرة واحدة ، ورجل واحد ولعل من العوامل التي تساعد على ذلك تجانس ابناء القرية ؛ فأغلبيتهم من عشيرة الجبور – العميري .. ويمتاز مجتمع قرية السفينة، بالتعاون، والتآزر، والتواصل، وتجسيد القيم الاجتماعية الفاضلة ، والتقاليد الريفية الأصيلة، بأعلى صور التحضر والأصالة، وفي كل المجالات، ويشعر أهل القرية أنهم عائلة واحدة، في السراء والضراء ، وهذا شيء جميل لابد ان نشيد به ونحث على التمثل به دوما .
ومما يجب ان نؤكده ايضا ، ان قرية السفينة ، تعد من القرى كثيفة السكان في ريف منطقة جنوب الموصل ، واقتصاد القرية يقوم على الزراعة الشتوية وخاصة الحنطة والشعير .. كما تعتمد على الزراعة الصيفية وخاصة القطن . هذا فضلا عن زراعة الخضروات لتلبية احتياجات الناس وكان فيها من (الشواريق) والتي يزرع فيها ما نسميه عندنا في الموصل (الترعوز ) وهو نوع من القثاء فضلا عن الشمزي . وكان سكان القرية يهتمون بتربية ورعي الاغنام والماشية كما يعتمدون على صيد الاسماك ومنها البز والشصان والحمراوي . وهناك عيون كبريتية قريبة من النهر في المنطقة . وللاسف فإن كثيرا من هذه النشاطات الاقتصادية بدأت تقل ، وبعضها صار يتلاشى مع الزمن بسبب توجه شباب القرية الى الوظيفة الحكومية ، والقطاع الخاص ، والاعمال التجارية الحرة .
ومما يجب أن اؤكده ايضا ، وانا اتحدث عن قرية السفينة أن كثيرا من موظفي القرية يعملون في (الشركة العامة لكبريت المشراق) ، والسبب هو قرب هذه القرية من شركة المشراق ، فسياج حقل ومنشآت كبريت المشراق، يحيط بالقرية من شمالها وغربها ويقع ضمن أراضيها.
ونظرا لموقع قرية السفينة الخلاب، بإطلالتها الجميلة، من سفوح هضبة المشراق على ضفتي نهر دجلة والزاب الأعلى، ولكونها عقدة مواصلات حيوية، بين الموصل وأربيل، بوجود العبارة، فقد كانت نقطة جذب السفرات الربيعية الطلابية لمدارس الموصل والجامعة. وتجدون الى جانب هذا الكلام صورة لإحدى السفرات الطلابية .
واخيرا من الطريف ان اشير الى ان عددا من الشباب فتح صفحة على الفيسبوك بإسم ( محبي السفينة ) الا ان الموقع للاسف فقير بمواده ، ولم يحدث منذ فترة طويلة ، ورابطه هو : https://www.facebook.com
تحياتي لأهلي في قرية السفينة ، وتمنياتي لهم بالخير ، والبركة ، والتوفيق ، والتقدم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...