الاثنين، 8 يونيو 2015

الانتخابات التركية والعودة الى الحكومات الائتلافية ابراهيم العلاف

الانتخابات التركية والعودة الى الحكومات الائتلافية
ابراهيم العلاف
اظهرت نتائج الانتخابات التشريعية التركية (غير الرسمية بعدُ ) ، أن ثمة متغيرات جديدة لعل من أبرزها حالة الملل التي عبر عنها المواطن التركي من اردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية .. وهذا أمر طبيعي كان على الرئيس التركي اردوغان ان يحسب حسابه وها هو المواطن التركي، بوعيه وادراكه ، يضع حدا لحزب العدالة والتمية الذي اراد ان يكون الاوحد في الساحة السياسية التركية وقد ظهر ذلك واضحا في خسارة حزب العدالة والتنمية الاغلبية المطلقة التي كان يحوز عليها .
ومن الغريب ان شيمون بيريز الرئيس الاسرائيلي الاسبق أعرب عن فرحه وابتهاجه بنتائج الانتخابات وقال لو ان الانتخابات التركية اظهرت نتائج غير هذه الانتخابات لاصبحنا امام دكتاتور وحاكم مطلق تركي مثل ماهو موجود في ايران .
ما علينا من هذا والذي نود ان نقوله ان هذه النتائج أفرزت حقائق جديدة ، فضلا عن حالة الملل التي اشرنا اليها منها أن حزب العدالة والتنمية وقد حصل على (258 مقعدا ) لايستطيع الان ان يشكل حكومة لوحده ، ولابد له من الائتلاف مع احزاب اخرى .
والشيئ الملفت للنظر ان الاحزاب الفائزة في الانتخابات ترفض الائتلاف مع حزب العدالة والتنمية . والسؤال هو هل تستطيع احزاب المعارضة تشكيل حكومة ائتلافية لوحدها والجواب جاء من نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينچ اليوم 8-6-2015 عندما قال :" ان حزب العدالة والتنمية الحاكم مستعد لملء الفراغ اذا فشلت أحزاب المعارضة في تشكيل حكومة.واضاف يقول : "اذا كان سيكون هناك ائتلاف فعلى حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطية ان تشكله. دعوهم يحاولون أولا ، وحزب العدالة والتنمية مستعد للقيام بدوره إذا فشلوا في ذلك."
ماهي الاحزاب الفائزة ؟ إنها :
1.حزب العدالة والتنمية وحصل على 258 مقعدا
2."حزب الشعب الجمهوري" وحصل على 132 مقعدا
3."حزب الحركة القومية " وحصل على 80 مقعدا
4. " حزب الشعوب الديموقراطية " وحصل على 80 مقعدا
لقد حقق الاكراد نتائج باهرة في هذه الانتخابات بفضل توحدهم وظهورهم كتلة واحدة في حزب الشعوب الديموقراطية وهذه هي المرة الاولى في تاريخ الانتخابات التركية والتي يحصل فيها الاكراد على مثل هذه المقاعد في المجلس الوطني الكبير أي البرلمان التركي
إذن لم يعد حزب العدالة والتنمية ( ذو التوجه الاسلامي ) هو الحزب الحاكم الوحيد ، وعليه ان يراجع حساباته ، وان يدرك ان ثمة تحولات جديدة في توجهات الشعب التركي وخاصة في العودة لاعطاء الثقة من جديد للاحزاب القومية والتي يقف حزب الشعب الجمهوري في مقدمتها فضلا عن حزب الحركة القومية وحتى حزب الشعوب الديموقراطية ذو التوجه القومي الكردي .
نعم حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب اردوغان حقق للشعب التركي الكثير من الانجازات على صعيد الخدمات لكنه اي هذا الحزب غرق في كثير من التدخلات لصالح قوى اسلامية منها على سبيل المثال جماعة الاخوان المسلمين في مصر واعتقد ان هذا يقف بالتضاد مع واحد من المبادئ الاتاتوركية وهو التمسك بالسلم

في الداخل .. السلم في الخارج وقد حاد حزب العدالة والتنمية عن هذه المبادئ وخلق لتركيا اعداء كثر منهم الزعامة الجديدة في مصر .

مهما يكن من أمر فإن الايام حبلى بالجديد وقد يعلن الرئيس التركي أردوغان - في حالة رفض الاحزاب الفائزة الدخول في ائتلاف مع حزب العدالة والتمية - اجراء انتخابات مبكرة جديدة ..
*مصدر الصورة من http://arabic.rt.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابراهيم طوقان ( 1905-1941 ) صاحب نشيد موطني في بغداد 1940 -1941

                                                         الشاعر ابراهيم طوقان واعماله الشعرية الكاملة  ابراهيم طوقان ( 1905-1941 ) صاحب نشيد...