الثلاثاء، 22 يوليو 2014

سبعة كتب جديدة للناقد العراقي "ناجح المعموري" (1) قبّعة موفق محمّد قراءة : د. حسين سرمك حسن

عن دار تمّوز :

سبعة كتب جديدة للناقد العراقي "ناجح المعموري"

(1) قبّعة موفق محمّد

---------------------------------------------------------

قراءة : د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 8/7/2014

عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق ، صدرت مؤخرا سبعة كتب جديدة قيّمة للناقد العراقي الأستاذ "ناجح المعموري" المعروف بجهده المثابر وإنتاجه الغزير الثر في مجال الأسطورة . وقد بدأ ناجح المعموري قاصّا وروائيا في بداية مسيرته الإبداعية فأصدر مجموعة قصص قصيرة منفردا هي (أغنية في قاع ضيّق) ، وأخرى بالمشاركة هي (الشمس في الجهة اليسرى) أتبعها بمجموعة من الروايات هي :

- النهر

- شرق السدّة شرق البصرة

- مدينة البحر

وفي أعماله السرديّة هذه ، وظّف ناجح – ومنذ وقت مبكر – الثيمات والموضوعات والرموز الأسطورية العراقية القديمة . ويبدو أنّ هذه المرحلة كانت – كما يرد في أطروحات علم نفس الإبداع – مرحلة الإختمار التي مهّدت السبيل لتحوّله نحو الإشتغال على المنهج الأسطوري في النقد من ناحية ، والإنهمام المركّز بالبحث الأسطوري الصرف وكشف الدلالات المسكوت عنها في التراث الأسطوري من ناحية ثانية مكمّلة . وفي الحقل الثاني من جهده البحثي والمعرفي ، أصدر المعموري أكثر من تسعة مؤلفات مهمة منها :

- موسى وأساطير الشرق (2001)

- الأسطورة والتوراة (2002)

- التوراة السياسي (2002)

- أقنعة التوراة (2002)

- تقشير الأسطورة (2012)

.. وغيرها الكثير.

وتأتي الكتب السبعة الجديدة الآن لتثري الحقلين المعرفيين السابقين ، فخمسة منها جاءت في مجال المنهج الأسطوري في النقد ، أمّا الآخران فيقعان في دائرة البحث الأسطوري (الميثولوجي) الصرف .

(1) قبّعة موفق محمّد :

ويهمني في هذا القسم – ولأسباب سأوضحها لاحقا – أن أركّز ، وبصورة مستقلة ، على كتاب ناجح الأوّل (قبّعة موفق محمّد) ، وهو عن الشاعر العراقي الكبير (موفّق محمّد) الذي أوجز ناجح سماته الأسلوبية المركزية في وقفته التمهيدية (ابتداء) (ص 5 و6) حيث أشار إلى أن موفق مخلص لحقيقة أن الشعر فن شفوي بدأ في النفس البشرية كأغنية ، ويجب – حسب بورخيس - أن يُقرأ ويُصوّت ، وهو – أي موفق - مختلف عن غيره من الشعراء فهو حافظٌ لقصائده لحظة الإنتهاء منها ، وقليلا ما يستعين بالورقة لتذكّر مقطع أو مبتدأ لأحد الأبيات . ولأنه شاعرٌ مصوّت ، ويومي ، تتسع قاعدته بين الناس وعلى مختلف المستويات . إنّه شاعر ساحر ، وقصائده تستولي - بإلقائه - على المتلقي حيث يضفي عليها مسحة من التراجيديا (ص 5) .

وإذ يعلن ناجح شهادته عن شجاعة موفق محمّد الذي انحاز الى الناس المسحوقين المذلّين المُهانين في أشدّ مراحل العراق السياسية والحياتية حلكة وخرابا بقوله :

(موفق محمد شاعر أمين جداً على وظيفته الشعرية ، يلاحق مصائر الناس ، ويكتب عنها بشجاعة لا يعرفها أخر منذ زمن الطاغية ... وحتى زمن الطغاة . إنّه روح الناس الخالدة) (ص 6)

لا يسعني هنا إلّا أن أثني على هذا التقييم الصادق الجريء والمُنصف ، وهو رأي موضوعي لكنه في الوقت نفسه – وهذا هو الأهم - موقف للتاريخ ، وأقول إن شجاعة موفق محمد في مرحلة الطغيان التي سبقت الاحتلال الأمريكي القذر لوطننا ، لم يكن لها نظيرٌ بين الشعراء الآخرين . كان يقف بقميصه مفتوح الازرار ، منتعلا الشحاطة ، على منبر المربد ، ويصدح – أمام المستمعين من العراقيين والوفود العربية - بقصائده العنيدة التي تقارع الظلم والقهر والإذلال ، ويعود الى مدينته الحلة تاركا الجميع مشدوهين وفي قلق على مصيره .

وأمام عيني اختلف موفق ذات مرّة – ولموقف وطني وثقافي احتج فيه على تحكّم مجموعة من الشباب بتقييم نتاجات الشعراء الكبار المبدعين من الذين تمسّكوا بتراب وطنهم ولم يغادروه خلال مرحلة الحصار الأمريكي الجائر على شعبنا وهو منهم – مع أحد رموز الثقافة في الدولة آنذاك بصورة حادة جدا ، وصلت إلى ما يقرب من الملاسنة الشديدة والعياط وسط دهشتنا الصاعقة جميعا .

ولم أتردّد في عام 2004 - كما أتذكر - في كتابة تحيّة لموفق نُشرت في إحدى الصحف وطلبها منّي أحد الصحفيين ، وكان عنوانها (موفق محمد : شاعر الشعب العراقي) .. ومازلت حتى يومنا هذا ثابتا على وجهة نظري تلك التي جاءت عبر ملاحقة للمنجز الشعري لموفق ، ومراقبة "سلوكه" الشعري ، وهذا ما لا يقل أهمية عندي في زمن صار شعار الكثيرين فيه "مدينتي جيوبي ووطني حذائي" حسب مقولة الشاعر الراحل محمد الماغوط .

وقد تكوّن كتاب ناجح المعموري هذا (قبّعة موفق) (159 صفحة) من قسمين : قسم نقدي اشتمل على تمهيد بعنوان (ابتداء) الذي أشرت إليه ، وأربع دراسات هي :

-تنوّعات اليومي والمألوف

-شفاهيّات موفق محمد

-المكان والذاكرة في نص محلة الطاق

-غزل حلّي

وقسم ثان ضمّ نصوص مهمّة للشاعر يمكن اعتبارها مجموعة شعرية تصلح نصوصها العشرة (نص "الجسر العتيق" مبتور للأسف) كمرجع للدراسة من قبل النقّاد .

المزيد على دنيا الوطن ..http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/07/21/336751.html#ixzz38Dnb1QH3
صورة: ‏عن دار تمّوز : 

          سبعة كتب جديدة للناقد العراقي "ناجح المعموري" 

(1)            قبّعة موفق محمّد

--------------------------------------------------------- 

                قراءة : د. حسين سرمك حسن

                بغداد المحروسة – 8/7/2014

عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق ، صدرت مؤخرا سبعة كتب جديدة قيّمة للناقد العراقي الأستاذ "ناجح المعموري" المعروف بجهده المثابر وإنتاجه الغزير الثر في مجال الأسطورة . وقد بدأ ناجح المعموري قاصّا وروائيا في بداية مسيرته الإبداعية فأصدر مجموعة قصص قصيرة منفردا هي (أغنية في قاع ضيّق) ، وأخرى بالمشاركة هي (الشمس في الجهة اليسرى) أتبعها بمجموعة من الروايات هي : 

- النهر 

- شرق السدّة شرق البصرة

- مدينة البحر

وفي أعماله السرديّة هذه ، وظّف ناجح – ومنذ وقت مبكر – الثيمات والموضوعات والرموز الأسطورية العراقية القديمة . ويبدو أنّ هذه المرحلة كانت – كما يرد في أطروحات علم نفس الإبداع – مرحلة الإختمار التي مهّدت السبيل لتحوّله نحو الإشتغال على المنهج الأسطوري في النقد من ناحية ، والإنهمام المركّز بالبحث الأسطوري الصرف وكشف الدلالات المسكوت عنها في التراث الأسطوري من ناحية ثانية مكمّلة . وفي الحقل الثاني من جهده البحثي والمعرفي ، أصدر المعموري أكثر من تسعة مؤلفات مهمة منها : 

-         موسى وأساطير الشرق (2001) 

-         الأسطورة والتوراة (2002)

-         التوراة السياسي (2002)

-         أقنعة التوراة (2002) 

-         تقشير الأسطورة (2012) 

.. وغيرها الكثير. 

وتأتي الكتب السبعة الجديدة الآن لتثري الحقلين المعرفيين السابقين ، فخمسة منها جاءت في مجال المنهج الأسطوري في النقد ، أمّا الآخران فيقعان في دائرة البحث الأسطوري (الميثولوجي) الصرف . 

(1)            قبّعة موفق محمّد :

ويهمني في هذا القسم – ولأسباب سأوضحها لاحقا – أن أركّز ، وبصورة مستقلة ، على كتاب ناجح الأوّل (قبّعة موفق محمّد) ، وهو عن الشاعر العراقي الكبير (موفّق محمّد) الذي أوجز ناجح سماته الأسلوبية المركزية في وقفته التمهيدية (ابتداء) (ص 5 و6) حيث أشار إلى أن موفق مخلص لحقيقة أن الشعر فن شفوي بدأ في النفس البشرية  كأغنية ، ويجب – حسب بورخيس - أن يُقرأ ويُصوّت ، وهو – أي موفق - مختلف عن غيره من الشعراء فهو حافظٌ لقصائده لحظة الإنتهاء منها ، وقليلا ما يستعين بالورقة لتذكّر مقطع أو مبتدأ لأحد الأبيات . ولأنه شاعرٌ مصوّت ، ويومي ، تتسع قاعدته بين الناس وعلى مختلف المستويات . إنّه شاعر ساحر ، وقصائده تستولي - بإلقائه - على المتلقي حيث يضفي عليها مسحة من التراجيديا (ص 5) . 

وإذ يعلن ناجح شهادته عن شجاعة موفق محمّد الذي انحاز الى الناس المسحوقين المذلّين المُهانين في أشدّ مراحل العراق السياسية والحياتية حلكة وخرابا بقوله : 

(موفق محمد شاعر أمين جداً على وظيفته الشعرية ، يلاحق مصائر الناس ، ويكتب عنها بشجاعة لا يعرفها أخر منذ زمن الطاغية ... وحتى زمن الطغاة . إنّه روح الناس الخالدة) (ص 6) 

لا يسعني هنا إلّا أن أثني على هذا التقييم الصادق الجريء والمُنصف ، وهو رأي موضوعي لكنه في الوقت نفسه – وهذا هو الأهم - موقف للتاريخ ، وأقول إن شجاعة موفق محمد في مرحلة الطغيان التي سبقت الاحتلال الأمريكي القذر لوطننا ، لم يكن لها نظيرٌ بين الشعراء الآخرين . كان يقف بقميصه مفتوح الازرار ، منتعلا الشحاطة ، على منبر المربد ، ويصدح – أمام المستمعين من العراقيين والوفود العربية - بقصائده العنيدة التي تقارع الظلم والقهر والإذلال ، ويعود الى مدينته الحلة تاركا الجميع مشدوهين وفي قلق على مصيره . 

وأمام عيني اختلف موفق ذات مرّة – ولموقف وطني وثقافي احتج فيه على تحكّم مجموعة من الشباب بتقييم نتاجات الشعراء الكبار المبدعين من الذين تمسّكوا بتراب وطنهم ولم يغادروه خلال مرحلة الحصار الأمريكي الجائر على شعبنا وهو منهم – مع أحد رموز الثقافة في الدولة آنذاك بصورة حادة جدا ، وصلت إلى ما يقرب من الملاسنة الشديدة والعياط وسط دهشتنا الصاعقة جميعا . 

ولم أتردّد في عام 2004 - كما أتذكر - في كتابة تحيّة لموفق نُشرت في إحدى الصحف وطلبها منّي أحد الصحفيين ، وكان عنوانها (موفق محمد : شاعر الشعب العراقي) .. ومازلت حتى يومنا هذا ثابتا على وجهة نظري تلك التي جاءت عبر ملاحقة للمنجز الشعري لموفق ، ومراقبة "سلوكه" الشعري ، وهذا ما لا يقل أهمية عندي في زمن صار شعار الكثيرين فيه "مدينتي جيوبي ووطني حذائي" حسب مقولة الشاعر الراحل محمد الماغوط . 

وقد تكوّن كتاب ناجح المعموري هذا (قبّعة موفق) (159 صفحة) من قسمين : قسم نقدي اشتمل على تمهيد بعنوان (ابتداء) الذي أشرت إليه ، وأربع دراسات هي :

-تنوّعات اليومي والمألوف 

-شفاهيّات موفق محمد

-المكان والذاكرة في نص محلة الطاق

-غزل حلّي    

وقسم ثان ضمّ نصوص مهمّة للشاعر يمكن اعتبارها مجموعة شعرية تصلح نصوصها العشرة (نص "الجسر العتيق" مبتور للأسف) كمرجع للدراسة من قبل النقّاد .

المزيد على دنيا الوطن .. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/07/21/336751.html#ixzz38Dnb1QH3‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...