السبت، 3 مايو 2014

«هادي العتاك» خياط أشلاء الجثث الـ«صارت وحشاً يريد الانتقام»...العراقي أحمد سعداوي يحصد «بوكر» العربية

30/04/2014
علي الحسن

«هادي العتاك» خياط أشلاء الجثث الـ«صارت وحشاً يريد الانتقام»...العراقي أحمد سعداوي يحصد «بوكر» العربية *

«هادي العتاك» يسكن في حي شعبي وسط بغداد ويقضي جل وقته على الأرصفة، يبيع ويشتري أجهزة وأشياء مستعملة وقديمة وبالية (انتيكات) ليعتاش من مهنة تنتمي لقاع المدينة، ومثله مثل العراقيين يشهد «العتاك» الأحداث الدامية والتفجيرات والسيارات المفخخة في بغداد
لكن فكرة مجنونة تقفز  إلى ذهنه؛ أن يقوم بجمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية، ويقوم بلصق وخياطة هذه الأجزاء لينتج كائناً بشرياً غريباً أشبه بوحش يطلق عليه عدة ألقاب (الشمسه، المجرم اكس، الوحش..) سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذين قتلوا أجزاءه التي يتكون منها أشلاء الضحايا»
حول هذه الفكرة تدور أحداث وفصول وحكايات «فرانكشتاين في بغداد» للعراقي أحمد سعداوي (1973) الرواية التي حصدت جائزة البوكر العالمية في نسختها العربية يوم أمس الأول الثلاثاء حيث تم الإعلان عن فوزها في مؤتمر صحفي في أبوظبي على هامش افتتاح المعرض الدولي للكتاب، وهي الرواية الصادرة عن دار الجمل (2013) وتدور أحداثها في عامي 2005- 2006 حيث تشهد بغداد أحداثاً دامية وتصوّر الرواية الطبقات الشعبية المهمشة في قالب من الطرافة والسوداوية والرعب والإثارة.
 
عنف وابتكار
«فرانكشتاين في بغداد» فازت بالجائزة وحسب بيان لجنة التحكيم الذي تناقلته وكالات الأنباء: «باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية»، وجرى اختيارها من بين 156 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلدا عربيا. وجاء في حيثيات منح الجائزة للرواية الفائزة على لسان سعد البازعي رئيس لجنة التحكيم: «جرى اختيار «فرانكشتاين في بغداد» لعدة أسباب، منها مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثل في شخصية (الشسمه). وتختزل تلك الشخصية مستوى ونوع العنف الذي يعانيه العراق وبعض أقطار الوطن العربي والعالم في الوقت الحالي. في الرواية أيضاً عدة مستويات من السرد المتقن والمتعدد المصادر. وهي لهذا السبب وغيره تعد إضافة مهمة للمنجز الروائي العربي المعاصر».
 
زبائن ومجرم غامض
«فرانكشتاين في بغداد» التي تستدعي لجهة العنوان والفكرة تذكّر فيكتور فرانكشتاين الطالب العبقري واختراعاته في المادة والروح في رواية «فراكشتاين» للبريطانية ماري شيلي هي الرواية الثالثة لسعداوي بعد «البلد الجميل» و«إنه يحلم أو يلعب أو يموت» ويسرد فيها «هادي العتاك» كما جاء على الغلاف الحكاية على زبائن مقهى عزيز المصري، فيضحكون منها ويرون أنها حكاية مثيرة وطريفة ولكنها غير حقيقية، لكن العميد سرور مجيد، مدير هيئة المتابعة والتعقيب يرى غير ذلك، فهو مكلّف، بشكل سرّي، ملاحقة هذا المجرم الغامض» وفي الرواية حسب الغلاف: تتداخل مصائر الشخصيات العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد وأحيائها، وتحدث تحولات حاسمة، ويكتشف الجميع أنهم يشكلون، بنسبة ما، هذا الكائن الفرانكشتايني، أو يمدونه بأسباب البقاء والنمو، وصولاً  إلى النهايات المفاجئة التي لا يتوقعها أحد».
 
لا سكاكين.. وفيل أزرق
ذهاب الجائزة  إلى «فرانكشتاين في بغداد» كان متوقعاً، إذ رجحت الأوساط الإعلامية والأدبية هذه الرواية للفوز إلى جانب رواية السوري خالد خليفة «لا سكاكين في مطبخ هذه المدينة» نال عنها خليفة مؤخراً جائزة نجيب محفوظ للأدب وهي المرة الثانية التي يصل فيها خليفة  إلى «بوكر القصيرة» بعد «مديح الكراهية» التي وصلت للقائمة القصيرة 2008 بينما حظيت الروايات الأخرى:«طائر أزرق نادر يحلق معي» للمغربي يوسف فاضل، «الفيل الأزرق» للمصري أحمد مراد، «طشاري» للعراقية إنعام كجة جي «تغريبة العبدي» للمغربي عبد الرحيم لحبيبي بتوقعات أقل للفوز في الجائزة التي ظلت من تأسيسها مثار جدل ولغط في الأوساط الأدبية وإن حظيت بشهرة كبيرة ومتابعات وترقبّات واسعة في دنيا الأدب والنشر في العالم العربي لأنها الجائزة الأرفع بين الجوائز للرواية العربية.
 
لجنة حكم.. وسيدات
وعلى هامش الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة (شباط الماضي) التي تدار بالشراكة مع مؤسسة جائزة «بوكر» في لندن وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات تم الكشف عن أسماء لجنة التحكيم التي درجت العادة أن تظل طي الكتمان والسرية حتى يتم الكشف عنها بالتزامن مع إعلان القائمة القصيرة وتشكلت لجنة التحكيم من: السعودي سعد البازعي رئيساً، الكاتب والناقد عبد الله إبراهيم (العراق)، الكاتب والمترجم إلى العربية محمد حقي صوتشين (تركيا)، الكاتب والناقد والروائي أحمد الفيتوري (ليبيا)، الناقدة والروائية زهور كرام (المغرب).
الجائزة العالمية للرواية العربية التي تعد من أهم الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي وعبر النسخ السابقة ظلت مصر تتصدر القائمة لجهة الروائيين الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة وعددهم 11 روائياً ينضم لهم هذا العام أحمد مراد تليها لبنان في ستة، ثم الأردن وتونس والسعودية في ثلاثة، فالعراق والمغرب وسورية في اثنين، ولمرة واحدة فقط وصلت كل من: الجزائر، فلسطين، السودان، والكويت؛ الدول التي لم يصل أي من المترشحين منها  إلى القائمة القصيرة هذا العام.
إلى بوكر القصيرة في النسخ السابقة وصل عدد الروائيات إلى خمس هن: اللبنانيتان: جنى فواز الحسن2013 ومي منسي 2008، والسعودية رجاء عالم، والمصرية ميرال الطحاوي 2011 والعراقية إنعام كجه جي 2009.
 
القائمة القصيرة 2013
• إبراهيم عيسى (مصر)، «مولانا».
• سنان أنطون (العراق)، «يا مريم».
• جنى الحسن (لبنان)، «أنا، هي والأخريات».
• محمد حسن علوان (السعودية)، «القندس».
• حسين الواد (تونس)، «سعادته… السيد الوزير».
• سعود السنعوسي (الكويت)، «ساق البامبو». (الفائز)
القائمة القصيرة 2012
• جبور الدويهي (لبنان)، «شريد المنازل».
• عزي الدين شكري فشير (مصر)، «عناق عند جسر بروكلين».
• ناصر عراق (مصر)، «العاطل».
• بشير مفتي (الجزائر)، «دمية النار».
• الحبيب السالمي (تونس)، «نساء البساتين».
• ربيع جابر (لبنان)، «دروز بلغراد». شعراء وأدباء. (الفائز)
 
القائمة القصيرة 2011
• رجاء عالم (السعودية)، «طوق الحمام».
• خالد البري (مصر)، «رقصة شرقية».
• أمير تاج السر (السودان)، «صائد اليرقات».
• بن سالم حميش (المغرب)، «معذبتي».
• ميرال الطحاوي (مصر)، «بروكلين هايتس».
• محمد الأشعري (المغرب)، «القوس والفراشة». (الفائز)
 
القائمة القصيرة 2010
• ربعي المدهون، «السيدة من تل أبيب»، فلسطين.
• ربيع جابر، «أميركا»، لبنان.
• جمال ناجي، «عندما تشيخ الذئاب»، الأردن.
• منصورة عز الدين، «وراء الفردوس»، مصر.
• محمد المنسي قنديل، «يوم غائم في البر الغربي»، مصر.
• عبده خال، «ترمي بشرر»، السعودية. (الفائز)
 
القائمة القصيرة 2009
• «جوع» للمصري محمد البساطي.
• «المترجم الخائن» للسوري فواز حداد.
• «روائح ماري كلير» للتونسي الحبيب السالمي.
• «الحفيدة الأميركية» للعراقية انعام كجه جي.
• «زمن الخيول البيضاء» للأردني إبراهيم نصر الله.
• «عزازيل» للمصري يوسف زيدان. (الفائز)
 
القائمة القصيرة 2008
• خالد خليفة (سورية)، «مديح الكراهية».
• جبور الدويهي (لبنان)، «مطر حزيران».
• مكاوي سعيد (مصر)، «تغريدة البجعة».
• إلياس فركوح (الأردن)، «أرض اليمبوس».
• مي منسي (لبنان)، «أنتعل الغبار وأمشي».
• بهاء طاهر (مصر)، «واحة الغروب» (الفائز).
*http://www.alwatan.sy/view.aspx?id=14816

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...