زكي الجابر ..من الاعلاميين العراقيين الرواد
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
لم أكن اعرف بأن الاستاذ الدكتور زكي الجابر- وهو من الاعلاميين العراقيين الرواد- قد توفي الا قبل فترة قصيرة . ويبدو انه توفي في دالاس بولاية تكساس في يوم 29 كانون الثاني 2012 ، ورحل بعيدا عن بلده فالرجل من اهل البصرة ولد فيها وترعرع ودرس وكانت ولادته في سنة 1932 ومما يجب ان يقال عنه انه قد خدم العراق خدمة جلى .سافر الى الولايات المتحدة الاميركية والتحق بجامعة انديانا وحصل على شهادة الماجستير في البرامج الإذاعية والتلفزيونية الثقافية من جامعة إنديانا سنة 1960 .كما حصل على شهادة الدكتوراه في الاعلام -تخصص الاتصال الجماهيري من الجامعة ذاتها سنة 1978 . درس في المدارس المتوسطة والثانوية ودرس الإعلام في أكاديمية الفنون الجميلة، وكلية الآداب بجامعة بغداد، وكلية الآداب بجامعة الملك سعود في السعودية، والمعهد العالي للصحافة في الرباط بالمغرب.
عمل وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام سنة 1970 وهو من خريجي دار المعلمين العالية –بغداد ومن زملائه الشاعر الكبير المرحوم شاذل طاقة .
زكي الجابر فضلا عن انه اعلامي فهو شاعر له عدة دواوين منها ديوانه الموسوم :" الوقوف في المحطات التي فاتها القطار "طبع سنة 1970 وديوانه الاخر :" أعرف البصرة في ثوب المطر" طبع سنة 1987.كتبت زوجته السيدة الدكتورة حياة جاسم محمد عنه واوردت بعض قصائده منها هذه القصيدة الجميلة المعنونة :" وكان هو الصوت…"
(1)
كانت صلواته خيوطاً من الضوء
تمتدُّ بين الأرض والسماء
على ارتجافاتها تتكسّر آهات المعذبين
وآلام الجرحى
ونداءات المظلومين!
وكان صمته العاصفة
تئزّ بها الموجة الهادرة
وتنثال همساً إلى الغابة السادرة!
وكانَ هو الصوت
صوت من لا صوتَ له!
وكانت دموع اليقين تشفُّ على مقلتيه
تشعّان عطفاً على قاتله
القاتل الذي يدري أن هذا القتيل
سيغفرُ له
سيمرُّ بكفّيهِ على رأسه
قائلاً: ’’يا بُنيَّ، إنك لا تدري ما تصنع!‘‘
كان ينتزع الدمَ من فم الذئب
ويقتلعُ اللقمة المحرّمة من بين أنيابه!
(2)
بماءِ دجلةَ غسلَ القاتل كفّيه
فارتسمت على لُجّةِ الماءِ بُقعة الأُرجوان
وها هي تتسعُ كلما ارتطمت بها المويجات
وبأيِّ قناعٍ يغطّي القاتل وجهه
ومن خلفِ ألفِ قناعٍ
تطلُّ علينا خفايا الجريمة؟!
هي عار الأبد
واللعنةُ التي لا تزول!
(3)
بسماحة الكلدانيّ
يغسل المطر أدران الأرض
وبطيبة المتعبد
تنشر الشمسُ الضوء والدفء
وبنقاء الخاشع
ينثر القمر حبّات النور على أغصانِ الشجر
(4)
المطران ’’بولص فرج رحّو‘‘*
ما زال هناك في كنيسته
القدّاس
والمصلّون
والتراتيل
والطريق إلى الجلجلة
هو ذات الطريق
لمن شاء أن يرتقي
إلى اللانهاية…!
شغل عدة مناصب في إدارة البرامج الإذاعية. كما رأس قسم الإعلام بكلية الاداب - بجامعة بغداد. وقد تولى منصب إدارة الإعلام في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس. ومن خلال موقعه العلمي والاداري فقد شارك في أكثر من 80 ملتقى في الثقافة والإعلام.
له مؤلفات عديدة منها :"مختارات من الادب البصري الحديث " 1956 بالاشتراك وكتاب " نظرة في تطبيقات الاعلام الاسرائيلي " 1968 و"ادب الاعلام وأعلامية الادب " 1969 و " الاتصال التربوي " و"مختارات من الادب العربي الحديث " .. ترجم بعض المختارات الشعرية منها فصل بعنوان " سيمفونية الاعلام " كما نشر عدة قصائد مترجمة لشعراء من منطقة الكاريبي.
كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في " موسوعة اعلام وعلماء العراق " بضعة أسطر .كما وصفه الاستاذ ضياء حسن في مقال له منشور في موقع "وجهات نظر " : بأنه انسان رائع ، وشاعر شفاف ، وشخصية بصرية ودودة ، وكفاءة اعلامية ممتلئة علما وثقافة وخلقا وقال :" ما احتل موقعا الا وأبدع فيه، وكان لولبا يُعطي بلا حدود وهو يحرك الكفاءات من حوله مكتشفا وراعيا محفزا بأن لا يكون عطاء تلك الكفاءات نمطيا.. وانما إبداعيا متجددا " . تولى لفترة مسؤولية ادارة البرامج في تلفزيون بغداد سنة 1963 وقد ترك بصماته المثيرة للاعجاب والتقدير في كل موقع اعلامي وثقافي تولى مسؤوليته سواء في العراق أو في الوطن العربي .. ماهزَّته اغراءات المنصب، فبقى متواضعا وفيا لأهله العراقيين عفيف النفس ، مبتسم المحيا ، صابرا على الزمن العاثر، متحملا آلام المرض راضيا بقضاء الله عز وجل.رحم الله الاستاذ الدكتور زكي الجابر وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه وأمته .
*http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2013/05/blog-post_5316.html
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
لم أكن اعرف بأن الاستاذ الدكتور زكي الجابر- وهو من الاعلاميين العراقيين الرواد- قد توفي الا قبل فترة قصيرة . ويبدو انه توفي في دالاس بولاية تكساس في يوم 29 كانون الثاني 2012 ، ورحل بعيدا عن بلده فالرجل من اهل البصرة ولد فيها وترعرع ودرس وكانت ولادته في سنة 1932 ومما يجب ان يقال عنه انه قد خدم العراق خدمة جلى .سافر الى الولايات المتحدة الاميركية والتحق بجامعة انديانا وحصل على شهادة الماجستير في البرامج الإذاعية والتلفزيونية الثقافية من جامعة إنديانا سنة 1960 .كما حصل على شهادة الدكتوراه في الاعلام -تخصص الاتصال الجماهيري من الجامعة ذاتها سنة 1978 . درس في المدارس المتوسطة والثانوية ودرس الإعلام في أكاديمية الفنون الجميلة، وكلية الآداب بجامعة بغداد، وكلية الآداب بجامعة الملك سعود في السعودية، والمعهد العالي للصحافة في الرباط بالمغرب.
عمل وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام سنة 1970 وهو من خريجي دار المعلمين العالية –بغداد ومن زملائه الشاعر الكبير المرحوم شاذل طاقة .
زكي الجابر فضلا عن انه اعلامي فهو شاعر له عدة دواوين منها ديوانه الموسوم :" الوقوف في المحطات التي فاتها القطار "طبع سنة 1970 وديوانه الاخر :" أعرف البصرة في ثوب المطر" طبع سنة 1987.كتبت زوجته السيدة الدكتورة حياة جاسم محمد عنه واوردت بعض قصائده منها هذه القصيدة الجميلة المعنونة :" وكان هو الصوت…"
(1)
كانت صلواته خيوطاً من الضوء
تمتدُّ بين الأرض والسماء
على ارتجافاتها تتكسّر آهات المعذبين
وآلام الجرحى
ونداءات المظلومين!
وكان صمته العاصفة
تئزّ بها الموجة الهادرة
وتنثال همساً إلى الغابة السادرة!
وكانَ هو الصوت
صوت من لا صوتَ له!
وكانت دموع اليقين تشفُّ على مقلتيه
تشعّان عطفاً على قاتله
القاتل الذي يدري أن هذا القتيل
سيغفرُ له
سيمرُّ بكفّيهِ على رأسه
قائلاً: ’’يا بُنيَّ، إنك لا تدري ما تصنع!‘‘
كان ينتزع الدمَ من فم الذئب
ويقتلعُ اللقمة المحرّمة من بين أنيابه!
(2)
بماءِ دجلةَ غسلَ القاتل كفّيه
فارتسمت على لُجّةِ الماءِ بُقعة الأُرجوان
وها هي تتسعُ كلما ارتطمت بها المويجات
وبأيِّ قناعٍ يغطّي القاتل وجهه
ومن خلفِ ألفِ قناعٍ
تطلُّ علينا خفايا الجريمة؟!
هي عار الأبد
واللعنةُ التي لا تزول!
(3)
بسماحة الكلدانيّ
يغسل المطر أدران الأرض
وبطيبة المتعبد
تنشر الشمسُ الضوء والدفء
وبنقاء الخاشع
ينثر القمر حبّات النور على أغصانِ الشجر
(4)
المطران ’’بولص فرج رحّو‘‘*
ما زال هناك في كنيسته
القدّاس
والمصلّون
والتراتيل
والطريق إلى الجلجلة
هو ذات الطريق
لمن شاء أن يرتقي
إلى اللانهاية…!
شغل عدة مناصب في إدارة البرامج الإذاعية. كما رأس قسم الإعلام بكلية الاداب - بجامعة بغداد. وقد تولى منصب إدارة الإعلام في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس. ومن خلال موقعه العلمي والاداري فقد شارك في أكثر من 80 ملتقى في الثقافة والإعلام.
له مؤلفات عديدة منها :"مختارات من الادب البصري الحديث " 1956 بالاشتراك وكتاب " نظرة في تطبيقات الاعلام الاسرائيلي " 1968 و"ادب الاعلام وأعلامية الادب " 1969 و " الاتصال التربوي " و"مختارات من الادب العربي الحديث " .. ترجم بعض المختارات الشعرية منها فصل بعنوان " سيمفونية الاعلام " كما نشر عدة قصائد مترجمة لشعراء من منطقة الكاريبي.
كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في " موسوعة اعلام وعلماء العراق " بضعة أسطر .كما وصفه الاستاذ ضياء حسن في مقال له منشور في موقع "وجهات نظر " : بأنه انسان رائع ، وشاعر شفاف ، وشخصية بصرية ودودة ، وكفاءة اعلامية ممتلئة علما وثقافة وخلقا وقال :" ما احتل موقعا الا وأبدع فيه، وكان لولبا يُعطي بلا حدود وهو يحرك الكفاءات من حوله مكتشفا وراعيا محفزا بأن لا يكون عطاء تلك الكفاءات نمطيا.. وانما إبداعيا متجددا " . تولى لفترة مسؤولية ادارة البرامج في تلفزيون بغداد سنة 1963 وقد ترك بصماته المثيرة للاعجاب والتقدير في كل موقع اعلامي وثقافي تولى مسؤوليته سواء في العراق أو في الوطن العربي .. ماهزَّته اغراءات المنصب، فبقى متواضعا وفيا لأهله العراقيين عفيف النفس ، مبتسم المحيا ، صابرا على الزمن العاثر، متحملا آلام المرض راضيا بقضاء الله عز وجل.رحم الله الاستاذ الدكتور زكي الجابر وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه وأمته .
*http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2013/05/blog-post_5316.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق