من نشاطات مؤسسة بيت الحكمة ببغداد
........................................................... ندوة حول : (الفلسفة والعلوم الصرفة)
عقد قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة الندوة العلمية ( الفلسفة والعلوم الصرفة) بالتعاون مع كلية الطب جامعة بغداد وشارك الاستاذ الدكتور زهير راضي عبد زاهد ببحثه الموسوم " علوم الحياة بين الماضي والحاضر والمستقبل " . اما البحث الثاني فكان للاستاذ الدكتور محمود صالح هلال الكروي وهو بعنوان : "افكار في مهمات الاستاذ الجامعي" ومما قاله :" الذي يهمني في هذه الورقة من مهمات الأستاذ الجامعي هي : التدريس والبحث العلمي كمهمتين أساسيتين من مهمات الأستاذ الجامعي وانعكاس ذلك في خدمة المجتمع ، لا بل أن البحث العلمي يعد احد الوظائف الرئيسية التي يستند إليها التعليم الجامعي في مفهومه المعاصر، لاسيما وان هناك منافسة لابد أن نجاريها، منافسة في التجهيز والتدريب والتخطيط والتقويم والبحث العلمي .والأستاذ الجامعي في هذا المجال يعمل من اجل انجاز مهمة تربوية وتعليمية، غير إننا نلاحظ أن الصفة التعليمية للأستاذ في الجامعة ترتبط من جهة أخرى بوصفه بالباحث العلمي . وهذه تدعو الى أن نسهم في التفكير في دلالة ارتباط هاتين الصفتين في مدرسي الجامعة ، وان نبحث في اثر هذا الارتباط على أدائهم لمهمتهم .. إذا كان المدرس في الجامعة يوسم يكونه أستاذا وباحثا ، فأن هذه التسمية تدل على وظيفة ذات وجهين : أحداهما تربوي والأخر تعليمي/علمي ، وهذا يتطلب بيان المقارنة بين التربية والتعليم :
1- إن التعليم يعد جزءا من التربية ، وبالتالي فالتربية اشمل من التعليم ، وهذا ما جعل كانت ( Kant 1803) يؤكد على :( أن الإنسان لايمكن أن يكون إنسانا إلا بالتربية ). من هنا
فالسؤال الذي يفرض نفسه هو: من الذي يحدد نموذج الإنسان الذي يفضله مجتمع ما في حقبة تاريخية معينة؟،وما نوع الإنسان الذي تسعى التربية ومن ثم التعليم العالي الى تكوينه؟
- إن التعليم يحدث غالبا في إطار مؤسسة مهيأة ومنظمة ، في حين أن التربية لاتقتصر على المؤسسات فقط.
3 - إن التعليم عكس التربية يتطلب دائما إمكانيات ووسائل مادية .
4 - إن التربية في مفهومها الواسع غالبا ما لا تتطلب من ممارسها تكوينا معينا، في حين أن الذي يقوم بالتعليم لابد أن يتوفر على حد أدنى من التكوين .
والبحث الثالث كان للدكتور معن حمد حسن الخالصي وهو بعنوان " خلق الانسان واعادة خلقه بين العلم الحديث والقران الكريم " اخذ الباحث الجانب الطبيعي للانسان ككائن حي في رحم والدته" مستشهداً بالايات القرانية الكريمة في عملية الخلق باطار فلسفي جميل مستشهداً باراء الفلاسفة في الخلق الانساني ووجود الانسان كما وضح الباحث للحضور عبر صور وتقنياتبلغة صورية توضيحية لما كان يريد ان يوضحه بربط لغة الطب والقران والفلسفة .
اما البحث الرابع للدكتور نبيل غازي هاشم الخطيب فكان بعنوان: " الترابط الموضوعي والفلسفي بين الطب العدلي والاخلاقيات الطبية "جاء البحث يهدف الربط بين الاخلاق والفلسفة والطب من خلال المهمة والمسؤولية الاخلاقية التي فرضت على الطبيب فلابد من ان يكون ذو درجة عالية من الدقة العلمية والالتزام السلوكي حاول البحث ان يربط السلوك الاخلاقي والطب العدلي والاخلاقيات الطبية وموضحاً دور الفلسفة في تاكيد هذا الترابط وتتجلى أهمية الأخلاق الطبية في كافة الاختصاصات الطبية دون استثناء فلكل اختصاص أصول وقوانين أخلاقية وشرعية ينبغي على العاملين فيه إدراكها والأخذ بها بكل دقة، وكذلك ينبغي أن يكون الطبيب من المؤمنين بالله العارفين لقدره والمنتهين عن نواهيه. وللفلسفة دورحيوي في توضيح هذا الترابط والتأكيد عليه . فالفلسفة هي دراسة الوجود بواسطة العقل. والكلمة من أصل يوناني معناها حب الحكمة، والفيلسوف هو المحب للحكمة. ولقد عرف افلاطون الفلسفة بانها: (معرفة الحقيقة بصورة مطلقة) فكان التحري عن الحقيقة في كل شيء هو الهدف الذي سعت اليه الفلسفة، غير انها أخذت بعدئذ معنى آخر يدل على الاكثار من دراسة العلوم ويتضح ذلك مما ذكره ابن سينا في كتاب النجاة: ( قولك فلان كثير علمه معادل لقولك فيلسوف)، فهناك علاقة بين الفلسفة والعلوم فالفلسفة التي قلنا عنها انها معرفة الحقيقة أو التحري عنها لابد وانها ستؤدي الى العلم، ووصول الانسان الى الحقيقة هو بحد ذاته علم، وان العلوم هي مجموعة حقائق ولذلك قيل أن الفلسفة هي محاولة الوصول الى العلم وليست العلم نفسه، أي انها ممهدة لكل علم ، بل هي كما يقال ( علم العلوم). فاذا صارت القضايا المختلف فيها حقيقة ثابتة فقد خرجت من نطاق الفلسفة ودخلت في نطاق العلم. وبهذه الطريقة انفصلت العلوم عن الفلسفة فاستقلت الفيزياء اولاً في القرن السابع عشر ثم الرياضيات والفلك والطب. لقد كان كثير من الاطباء العرب القدامى فلاسفة أيضا أمثال ابن رشد، وابن سينا الذي لقب بالشيخ الرئيس وعرف بالمعلم الثالث، أي بعد أرسطو والفارابي.
***موقع بيت الحكمة (الالكتروني ) baytalhikma.iq
........................................................... ندوة حول : (الفلسفة والعلوم الصرفة)
عقد قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة الندوة العلمية ( الفلسفة والعلوم الصرفة) بالتعاون مع كلية الطب جامعة بغداد وشارك الاستاذ الدكتور زهير راضي عبد زاهد ببحثه الموسوم " علوم الحياة بين الماضي والحاضر والمستقبل " . اما البحث الثاني فكان للاستاذ الدكتور محمود صالح هلال الكروي وهو بعنوان : "افكار في مهمات الاستاذ الجامعي" ومما قاله :" الذي يهمني في هذه الورقة من مهمات الأستاذ الجامعي هي : التدريس والبحث العلمي كمهمتين أساسيتين من مهمات الأستاذ الجامعي وانعكاس ذلك في خدمة المجتمع ، لا بل أن البحث العلمي يعد احد الوظائف الرئيسية التي يستند إليها التعليم الجامعي في مفهومه المعاصر، لاسيما وان هناك منافسة لابد أن نجاريها، منافسة في التجهيز والتدريب والتخطيط والتقويم والبحث العلمي .والأستاذ الجامعي في هذا المجال يعمل من اجل انجاز مهمة تربوية وتعليمية، غير إننا نلاحظ أن الصفة التعليمية للأستاذ في الجامعة ترتبط من جهة أخرى بوصفه بالباحث العلمي . وهذه تدعو الى أن نسهم في التفكير في دلالة ارتباط هاتين الصفتين في مدرسي الجامعة ، وان نبحث في اثر هذا الارتباط على أدائهم لمهمتهم .. إذا كان المدرس في الجامعة يوسم يكونه أستاذا وباحثا ، فأن هذه التسمية تدل على وظيفة ذات وجهين : أحداهما تربوي والأخر تعليمي/علمي ، وهذا يتطلب بيان المقارنة بين التربية والتعليم :
1- إن التعليم يعد جزءا من التربية ، وبالتالي فالتربية اشمل من التعليم ، وهذا ما جعل كانت ( Kant 1803) يؤكد على :( أن الإنسان لايمكن أن يكون إنسانا إلا بالتربية ). من هنا
فالسؤال الذي يفرض نفسه هو: من الذي يحدد نموذج الإنسان الذي يفضله مجتمع ما في حقبة تاريخية معينة؟،وما نوع الإنسان الذي تسعى التربية ومن ثم التعليم العالي الى تكوينه؟
- إن التعليم يحدث غالبا في إطار مؤسسة مهيأة ومنظمة ، في حين أن التربية لاتقتصر على المؤسسات فقط.
3 - إن التعليم عكس التربية يتطلب دائما إمكانيات ووسائل مادية .
4 - إن التربية في مفهومها الواسع غالبا ما لا تتطلب من ممارسها تكوينا معينا، في حين أن الذي يقوم بالتعليم لابد أن يتوفر على حد أدنى من التكوين .
والبحث الثالث كان للدكتور معن حمد حسن الخالصي وهو بعنوان " خلق الانسان واعادة خلقه بين العلم الحديث والقران الكريم " اخذ الباحث الجانب الطبيعي للانسان ككائن حي في رحم والدته" مستشهداً بالايات القرانية الكريمة في عملية الخلق باطار فلسفي جميل مستشهداً باراء الفلاسفة في الخلق الانساني ووجود الانسان كما وضح الباحث للحضور عبر صور وتقنياتبلغة صورية توضيحية لما كان يريد ان يوضحه بربط لغة الطب والقران والفلسفة .
اما البحث الرابع للدكتور نبيل غازي هاشم الخطيب فكان بعنوان: " الترابط الموضوعي والفلسفي بين الطب العدلي والاخلاقيات الطبية "جاء البحث يهدف الربط بين الاخلاق والفلسفة والطب من خلال المهمة والمسؤولية الاخلاقية التي فرضت على الطبيب فلابد من ان يكون ذو درجة عالية من الدقة العلمية والالتزام السلوكي حاول البحث ان يربط السلوك الاخلاقي والطب العدلي والاخلاقيات الطبية وموضحاً دور الفلسفة في تاكيد هذا الترابط وتتجلى أهمية الأخلاق الطبية في كافة الاختصاصات الطبية دون استثناء فلكل اختصاص أصول وقوانين أخلاقية وشرعية ينبغي على العاملين فيه إدراكها والأخذ بها بكل دقة، وكذلك ينبغي أن يكون الطبيب من المؤمنين بالله العارفين لقدره والمنتهين عن نواهيه. وللفلسفة دورحيوي في توضيح هذا الترابط والتأكيد عليه . فالفلسفة هي دراسة الوجود بواسطة العقل. والكلمة من أصل يوناني معناها حب الحكمة، والفيلسوف هو المحب للحكمة. ولقد عرف افلاطون الفلسفة بانها: (معرفة الحقيقة بصورة مطلقة) فكان التحري عن الحقيقة في كل شيء هو الهدف الذي سعت اليه الفلسفة، غير انها أخذت بعدئذ معنى آخر يدل على الاكثار من دراسة العلوم ويتضح ذلك مما ذكره ابن سينا في كتاب النجاة: ( قولك فلان كثير علمه معادل لقولك فيلسوف)، فهناك علاقة بين الفلسفة والعلوم فالفلسفة التي قلنا عنها انها معرفة الحقيقة أو التحري عنها لابد وانها ستؤدي الى العلم، ووصول الانسان الى الحقيقة هو بحد ذاته علم، وان العلوم هي مجموعة حقائق ولذلك قيل أن الفلسفة هي محاولة الوصول الى العلم وليست العلم نفسه، أي انها ممهدة لكل علم ، بل هي كما يقال ( علم العلوم). فاذا صارت القضايا المختلف فيها حقيقة ثابتة فقد خرجت من نطاق الفلسفة ودخلت في نطاق العلم. وبهذه الطريقة انفصلت العلوم عن الفلسفة فاستقلت الفيزياء اولاً في القرن السابع عشر ثم الرياضيات والفلك والطب. لقد كان كثير من الاطباء العرب القدامى فلاسفة أيضا أمثال ابن رشد، وابن سينا الذي لقب بالشيخ الرئيس وعرف بالمعلم الثالث، أي بعد أرسطو والفارابي.
***موقع بيت الحكمة (الالكتروني ) baytalhikma.iq
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق