#أوراق سعدون حمادي ..مذكرات وتأملات
- ابراهيم العلاف
المرحوم الدكتور سعدون حمادي 1930-2007 هو احد ابرز رجالات السياسة العراقية المعاصرة شغل مناصب عديدة منها وزير النفط ومنها وزير الخارجية ومنها رئيس الوزراء ورئيس المجلس الوطني العراقي وهو اكاديمي متخصص بالاقتصاد العراقي ومن مواليد كربلاء المقدسة . اتفقنا معه ام لم نتفق فالرجل خدم بلده في حقب تاريخية وعمل في الصحافة والثقافة والسياسة والتربية ، وكان له دور فاعل في تأسيس (مركز دراسات الوحدة العربية ) ببيروت وله مؤلفات عديدة منشورة .
اليوم صدر عن (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ) في الدوحة بقطر ، وضمن سلسلة مذكرات وشهادات ، الجزء الأول من كتاب ( أوراق سعدون حمّادي.. مذكرات وتأملات) ويقع الكتاب في (440 ) صفحة فضلا عن عدد من الفهارس .
والكتاب يضم الجزء الاول من اوراقه الشخصية التي تركها وقامت اسرته بتنسيقها ونشرها . والدكتور سعدون حمادي مفكر عربي كتب عن النهوض والسقوط في الفكر العربي وفي السياسية العربية وفي قضايا النفط والوحدة والحرية . لذلك كتاباته تعد بمثابة مصادر مهمة للباحثين ولطلبة الدراسات التاريخية والسياسية العليا وللمهتمين بالتاريخ العراقي المعاصر والتاريخ العربي المعاصر . والكتاب يقع في ثلاثة فصول اولها عن سيرته ونشأته وتوجهه السياسي الاول ومكونات ثقافته ودراسته في الجامعة الامريكية ببيروت 1949 وبعدها سفره الى الولايات المتحدة في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي وحصوله على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة ويسكونسن – ماديسون، ونشاطه السياسي هناك، ثمّ عودته إلى العراق، وانخراطه في مهمات حزبية ورسمية، بعد ثورة 1958، حيث أصبح أول رئيس تحرير لجريدة الجمهورية، الناطقة بلسان الثورة، ثم وزيرًا للإصلاح الزراعي في سنة 1963، فوزيرًا للنفط في سنة 1970، ثم للخارجية في سنة 1974، فرئيسًا للوزراء في سنة 1991.
في الفصل الثاني يقف عن سيرته الفكرية والثقافية ونشاطه الفكري وتآليفه
وما كان يقدمه على صعيد التحليل الفكري للقضايا العراقية والعربية وفي الفصل الثالث نجد انه يتناول ما كتبه من مقالات ونصوص بعد الغزو والاحتلال الامريكيين سنة 2003 واعتقاله ومن ثم اطلاق سراحه وسفره الى بيروت ووفاته هناك رحمه الله . طبعا الفصل الاخير مهم في الكشف عن ما وجده بعد سقوط النظام السابق من افتقار للمنهج الديموقراطي الذي كان يدعو اليه ويحبذه واستطيع القول ان الدكتور سعدون حمادي كان ليبراليا في تفكيره السياسي واشتراكيا في تفكيره الاقتصادي مع ايمان قوي بمبادئ الحرية والسيادة والوحدة العربية . وقمين بشبابنا ان يضعوا تجربته الفكرية نصب اعينهم وهم يكتبون عن العراق بين 1958-2003 فهو رحمه الله كان واحدا من ابرز صناع التاريخ في هذه المرحلة الطويلة من تاريخ العراق المعاصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق