الامير شكيب ارسلان 1869-1946 يناقش مسألة اسباب تأخرنا وتقدم غيرنا
- ابراهيم العلاف
في كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916) وصدر عن جامعة الموصل سنة 1982 ناقشت مسألة وقف عندها المفكرون العرب وهي بإختصار تجيب عن سؤال تقليدي وهو :"لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا ؟ " .ويقينا ان الاجابات تعددت وظهرت بشكل تيارات فكرية واتجاهات دينية وقومية وليبرالية واشتراكية هي من رسمت خارطة الفكر العربي الحديث .
اليوم اقف عند مقال كتبه امير البيان شكيب ارسلان المفكر والكاتب والاديب اللبناني شكيب ارسلان 1869-1946 والمقال بعنوان ( اهم اسباب تأخر المسلمين ؟ ) .ويبتدأ المقال بالقول :"من اعظم اسباب تأخر المسلمين الجهل ...ومن اعظم اسباب التأخر (العلم الناقص) ، والمقال هذا جواب كتبه الامير شكيب ارسلان لمجلة (المنار) سنة 1348 هجرية -1929 ميلادية .ومما قاله ان من الاسباب (فساد الاخلاق ) بفقد الفضائل التي حث عليها القرآن الكريم والعزائم التي حمل عليها سلف ورواد هذه الامة وبها ادركوا ما ادركوه من الفلاح والاخلاق في تكوين الامم فوق المعارف ولله در أمير الشعراء احمد شوقي اذ قال :
وانما الامم الاخلاق ما بقيت *** فإن همُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ومن اكبر عوامل التقهقر (فساد اخلاق الامراء ) بنوع خاص وظنهم ان الامة خلقت لهم وان لهم ان يفعلوا بها ما يشاؤون ويلحق بهذا " تقصير العلماء والمفكرين في نصيحة الملوك والامراء " .
ومن اعظم عوامل الضعف والتقهقر والسقوط :" الجبن والهلع بعد ان كانوا اشهر الامم في الشجاعة واحتقار الموت" .وقد انضم الى الجبن والهلع اليأس والقنوط من رحمة الله .نسوا انهم كانوا الاعلون والله سبحانه وتعالى يقول لهم :" ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الاعلون إن كنتم مؤمنين" . ومن عوامل الضعف افتقادهم للعلم الحديث والسلاح الحديث ..هم اليوم غير مجهزين بالعلم اللازم لاستعماله وقد تركوا الغرب يستأثر بخيراتهم وعز عليهم المال ففقدوه وعزت عليهم الحياة ففقدوها وتداعت عليهم الامم وكثر حبهم للدنيا لابل افرطوا في حب الدنيا .
ومن اكبر عوامل انحطاط العرب والمسلمين "الجمود على القديم " وطغيان الفئة الجامدة التي لاتريد ان تغير شيئا ولاترضى بإدخال اقل تعديل على ما تعارفوا عليه ومن عوامل الضعف تركهم العمل والسعي والزراعة والصناعة ونسوا انهم مستخلفين في الارض وواجب عليهم ان يبدعوا ويكتشفوا اسرار الطبيعة ويأخذوا نصيبهم من الدنيا وطيباتها من الرزق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق