الخميس، 22 يوليو 2021

قلعة العمادية عاصمة الامارة البهدينانية



 


قلعة العمادية عاصمة الامارة البهدينانية
- ابراهيم العلاف
ومدينة العمادية كلها قلعة مدينة بنيت على هيئة قلعة على صخرة عظيمة
والمدينة كما ترون في الصورة المرفقة الى جانب هذه السطور عبارة عن تحفة معمارية وفنية وحضرية قل نظيرها .
نعم القلعة بنيت على قمة جبل يرتفع عن سطح البحر حوالي 1400 متر، وتطل على وديان عميقة تحيط بها، ويعود بناؤها إلى أكثر من 5 آلاف سنة.
قيل عنها انها قلعة النسور وعاصمة الامارة الكردية الامارة البهدينانية وقد سميت العمادية نسبة الى حاكم الموصل الاتابكي عماد الدين زنكي .وكانت قضاء تابع للواء الموصل في العهد الملكي والان هي قضاء يتبع محافظة دهوك التي تتبع اقليم كردستان العراق . وتسمى باللغة الكوردية ( ئاميدي) وتقع على بعد 70 كيلومترا شمال مدينة دهوك مركز محافظة دهوك .
وللمؤرخ العراقي الكبير الاستاذ عباس العزاوي كتاب بعنوان ( العمادية في مختلف العصور ) .وكانت العمادية في العصور القديمة تدعى ( آب ) .
وكانت الامارة البهدينانية مستقلة ولكن السلطان العثماني محمود الثاني 1808-1839 وضمن سياسته في القضاء على الاسر المحلية تمكن من اعادة الحكم العثماني المباشر كما فعل مع الاسرة الجليلية في الموصل سنة 1834 .
ومن معالم مدينة العمادية الاثرية والتاريخية ( باب الموصل) وباب الموصل الغربي ما زال موجودا مع التماثيل المنحوتة على جدرانه ويضم الباب أماكن للحراس وكانت العلاقة التجارية والانسانية قائمة بين الموصل والعمادية وهناك مئذنة جامع العمادية الرشيقة الفريدة في طرازها المعماري وتاريخ الجامع يعود الى سنة 537 هجرية - 1143 ميلادية وهناك (قصر الامارة ) اي امارة بهدينان نسبة الى الامير بهاء الدين شجاعي الشيرواني اي من عشيرة شيروان الكردية 1261 اوالعمادية تضم المقبرة السلطانية التي اشار وكتب عنها الاخ المرحوم الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف والدكتورة نرمين علي محمد امين في كتابهما الذي عرضته امس وعنوانه (شواهد المقبرة السلطانية في العمادية ) اربيل 2011 . والمقبرة السلطانية فيها قبور وشواهد قبور الأمراء والسلاطين الذين حكموا العمادية وقد حقق الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف وثيقة نسب امراء بهدينان وتاريخهم ونشرتها دار التفسير باربيل سنة 2009 . كما الف كتابا عن السلطان حسين الولي امير بهدينان كتابا نشره باربيل ايضا سنة 2009 وممن كتب عن امارة بهدينان الاستاذ انور المائي والشيخ محفوظ العباسي والاستاذ محمد عبد الله ئاميدي .
وتوجد في العمادية كهوف للمثرائيين تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد. كما ان فيها أثار لمدرسة قبهان التي أسسها السلطان خليل سنة 1534 ومدرسة قوبهات كانت مدرسة للعلوم الإسلامية إبان القرن السابع عشر الميلادي تخرج فيها المئات من الأئمة و الخطباء و منحتهم الإجازات الشرعية. أما اليوم فلم يبق منها - للاسف - إلا بعض الجدران التي تعد شاهدا على ذلك الصرح التاريخي.ومن الطريف ان لمدرسة قبهان علاقة مع الجامع الازهر في القاهرة وكان عددا من طلابها يذهبون الى الازهر لاكمال دراستهم ونيل الشهادة العالمية .
ولاننسى ان فيها الكنيس اليهودي القديم الذي يضم قبر النبي حزقيال ، فضلا عن كنيسة قديمة توجد اثارها .
وللمدينة سور وثمة نواح تتبعها اليوم وهي :ناحية جامانكي، وناحية سرسنك، وناحية ديره لوك، وناحية بامرني، وناحية شيله دزي ، وناحية كاني ماسي.ومدينة العمارة اقول انها مدينة اشورية ورد ذكرها في النصوص الاشورية وذكرها البلدانيون العرب ومنهم ياقوت الحموي كما ذكرها المؤرخون الكبار ومنهم المؤرخ عز الدين بن الاثير وكتب عنها المؤرخ الكردي الكبير الاستاذ محمد امين زكي في كتابه (خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان) . وهي بحاجة الى ان تكون موضوعا لاطروحة دكتوراه .

Ferial Alomary، محمد الحائك و١٠١ شخص آخر
٩ تعليقات
مشاركة واحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...