محمد رؤوف العطار 1878-1965 من رواد التربية والتعليم في العراق
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
الاستاذ محمد رؤوف العطار رحمة الله عليه كان مديرا للمعارف -التربية في الموصل اوائل تشكيل الدولة العراقية الحديثة 1921 واسارع لأقول أنه جد المؤرخ الاخ والصديق ورفيق العمر والدرب المرحوم الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف العطار .والصورة من كتاب الاخ الشيخ الاستاذ محفوظ العباسي والموسوم (العباسيون بعد احتلال بغداد 1258-1989) . ومحفوظ العباسي عباسي ومحمد رؤوف العطار عباسي ولدي في مكتبتي الشخصية كراس عن محمد رؤوف العطار 1878-1965 لمحات من سيرته بقلم حفيده الدكتور عماد وقد طبع الكراس في مطبعة اسعد ببغداد سنة 1988 وجميل جدا ان يكتب الحفيد عن جده وال العطار موصليون ينتسبون الى السلالة العباسية ذرية الامير بهاء الدين بن خليل بن عز الدين بن محمد بن المبارك بن المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس في بغداد وهذه الاسرة حكمت العمادية واسست الامارة البهدينانية التي كتبت عنها قبل يومين قرابة خمسة قرون ونصف من حدود سنة 1300 الى 1842 ميلادية وكانت عقرة ودهوك وزاخو من اعمالها .
والاستاذ محمد رؤوف العطار وهو من مواليد محلة باب النبي جرجيس في الموصل سنة 1878 انهى الدراسة الاعدادية في الموصل وكانت قد افتتحت سنة 1895 وتخرج سنة 1898 ووعين مدرسا في المدرسة الرشدية في كركوك وتزوج من انة احدى الاسر الحسينية في الموصل وهي كريمة السيد عبد الله بن عبد الفتاح بن سيد حمو الصراف .عمل في تكريت والبصرة وفي دار المعلمين ببغداد 1914 ودرس في المدرسة الجعفرية ودخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج سنة 1924 وعين مديرا لثانوية الموصل وهي الثانوية الوحيدة انذاك في الموصل وكان مديرا حازما نظم المدرسة وزودها بالمختبرات وطور طرق التدريس وارتفع بمستواها حتى صارت افضل ثانوية في العراق وقد امتدحه الاستاذ ساطع الحصري مدير المعارف العام وعينه وكيلا لمدير معارف منطقة الموصل التي تشمل اربيل وكركوك والسليمانية ثم تسلم مهام المديرية في 20 نيسان 1925 كما عمل بعئذ مديرا لمعارف منطقة البصرة وتشمل الوية العمارة والمنتفك -الناصرية والديوانية في 27 تموز 1927وعاد الى بغداد وباشر عمله ممدرسا للرياضيات في الثانوية المركزية وتقاعد في الاول من تشرين الاول سنة 1930 بسبب ضعف بصره الشديد وقد توجه للاشتغال في المحاماة وكان له مكتبا مع شريكه المحامي فهمي الجراح الموصلي ثم مع المحامي مصطفى العمري الذي اصبح وزيرا للداخلية ورئيسا للوزراء .اشترك في انتخابات نقابة المعلمين سنة 1961 ولكنه توفي في 25 ايار سنة 1965 رحمة الله عليه ومن اولاده عبد السلام وهو والد الدكتور عماد توفي في 16 شباط سنة 1987 وسليم وسليمان وست من البنات .
كان انسانا هادئ الطبع حليما صبورا نبيلا جادا مخلصا لوطنه وعمله محبا للضبط والانضباط لايميل الى المزاح زاهدا بسيطا في اكله قارئا نهما متحديا لمرضه صابرا محتسبا حنونا محبوبا من قبل زملاءه وكان مثقفا ولديه مكتبة عامرة وله من الكتب كتابه ( الانجيل والصليب ) ترجمه عن اللغة التركية ومؤلفه خوري كلداني موصلي معروف هو الاب عبد الاحد داؤد وقد نشر الكتاب غفلا من التوقيع في مطبعة المنار بالقاهرة سنة 1932 واهتم بطبعه الشيخ محمد رشيد رضا وكان رحمة الله عليه يتقن فضلا عن العربية التركية والكوردية والفارسية والانكليزية
رحم الله الاستاذ محمد رؤوف العطار وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .
*الموصل 24-7-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق