الملا رشيد عبد الله الامام
الخطابي الجبوري 1930- 2010 امام وخطيب جامع النبي جرجيس في الموصل
ا.د.
ابراهيم خليل العلاف
استاذ
التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ومنذ كنا شبابا كنا نذهب لنصلي الجمعة في جامع
النبي جرجيس عليه السلام في شارع سوق الشعارين ، وبعدها كنت اصطحب ولدي الدكتور
نشوان والدكتور هشام وهما طالبين في المتوسطة لكي نصلي في جامع النبي جرجيس ، وكنا
نسمع خطبة المرحوم الملا رشيد عبد الله الامام الخطابي الجبوري .
كانت
خطبه متميزة .. كان انسانا واقعيا يتحدث عن ما يدور في المدينة وكان من ظرفاء
الموصل ..وعندما كنت رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية جامعة الموصل 1980-1995 كان
ولده الاستاذ خالد يدرس مادة البرمجة في القسم
وكان
مدرسا ناجحا .
كنت
اسمع الكثير من الطرف والحكايات عن الملا رشيد ومنها ان امرأة جاءت بنذر للنبي
جرجيس وعندما عادت الى البيت سألتها هل سلمته لجامع النبي يونس والنذر هو لجامع
النبي يونس قالت لها لا انني سلمته للامام في جامعة النبي جرجيس وعادت المرأة اليه
وقالت له انها اخطأت فنظر الى الخروف ونظر اليها وقال لها مرة اخرى لاتخلقي
الحزازات بين الانبياء خذي خروفك وانصرفي وكنت اسمع ما يصنعه به المرحوم محمد علي
ابو الكيك وهكذا وسمعته وهو يخطب عن مسألة سرقة (المداسات ) اي الاحذية من الجوامع
وكانت ظاهرة معروفة خلال ايام الحصار وهكذا قصص كثيرة تروى عنه لكن الناس كانوا
يحبونه وكان يؤكد على وجود احترام العلماء علماء الدين ويقول الناس كانوا يقفون
عندما يمر الامام محمد الرضواني او الشيخ بشير الصقال اما اليوم فلا .
الملا
رشيد وتاريخ ميلاده الحقيقي 1930 مع ان هوية الاحوال المدنية تقول انه من مواليد
1934 احد مؤسسي (رابطة علماء العراق ) في الخمسينات وكان واحدا من خمسة مؤسسين
كرمته مؤسسة الاشراف بدرع الابداع والتميز رحمة الله عليه وقررت طبع كتبه ومنها
كتابه عن (تاريخ جامع النبي جرجيس ) وكتاب ( فتح العلام في اسانيد الشيخ رشيد
الامام ) وكتاب ( الرد الوافي من القول الشافي ) الفه بمشاركة الشيخ العلامة ذنون
البدراني .
كتب
عنه الاخ والصديق العزيز الاستاذ الحاج
عبد الجبار محمد جرجيس في الجزء الاول من كتابه ( موسوعة علماء الموصل ) وقال انه
كان يلبس الغترتين بدلا من العمامة ويلبس الزبون والجاكيت بدلا من الجبة تواضعا
منه وكان يقول ان الدين يخدم بالعقل وليس بالمظاهر وكان حريصا على التواصل مع
الناس وتوطيد المحبة بينهم ويسعى للدفاع عن زملائه أمام المسؤولين في الدولة ويعرض
مطالبهم ، وهو من مواليد سنة 1938 وهو من تلاميذ الشيخ توفيق الصمدي والشيخ على
الشمالي والشيخ سعد الدين الخطيب والشيخ محمد عمر صالح الحديدي والشيخ بشير افندي
الصقال والشيخ عثمان الجبوري والشيخ محمد صالح الجوادي والشيخ خضر الرحال وهو من
حفاظ القرآن الكريم وله صوت جميل يقرأ على الطريقة الموصلية وقد اجاز عددا من
التلاميذ منهم الشيخ الدكتور اياد محمد سلطان البدراني والشيخ سالم محمد مصطفى
الجحيشي والشيخ محمد محسن صالح المشهداني والشيخ عمر ابراهيم النعمة والشيخ راجح
الرمضاني والشيخ محمد عبد القادر بشير الغساني والشيخ جهاد العمشاوي والحاج عبد
الجبار محمد جرجيس وغيرهم وكان لايألوا جهدا في تعليم الصبيان الصلاة والفرائض بعد
الصلاة ويقدم التوضيحات لبعض الممارسات الخاطئة او المنحرفة عن السلوك القويم .
وقد يكون من المناسب القول انه كان يقول رحمة الله عليه انه رأى الرسول الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم في المنام ( 17) مرة وحج الى بيت الله الحرام (5) مرات ,
وقد تم تحقيق سيرته العلمية من قبل الشيخ الدكتور أياد البدراني مدير مؤسسة
الأشراف من خلال ثبته الموسوم (فتح العلّام في أسانيد الشيخ رشيد الإمام) .
ظل
الملا رشيد اماما وخطيبا في جامع النبي جرجيس اكثر من عشرين سنة وكما هو معروف فان
جامع النبي جرجيس عليه السلام يقع في شارع يسمى باسمه (شارع النبي جرجيس لأنه معلم
مهم من معالم هذه المنطقة محلة النبي جرجيس ويسميها اهل الموصل محلة باب النبي
وكان فوق مدخل جامع النبي جرجيس بيتان من الشعر هما :
زر حضرة
ملئت نورا وتديسا ***واقصد نبي الهدى والحق جرجيسا
مازاره
أحد يشكو ملمته *** الا ونفًس عنه الكرب
تنفيسا
توفي الملا رشيد يوم 21 تشرين الاول سنة 2010 رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا على ما قدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق