كلمة التاريخ في احداث تونس
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أمس 25من تموز 2021 احتفل التونسيون بمولد جمهوريتهم وقد كتبت مقالة منشورة في هذه الصفحة قلت فيها ان احداثا ستقع وسيكون لنا معها موعد والقراءة الصحيحة لتاريخ تونس المعاصر تخبرنا ان تونس الخضراء لايمكن ان تحكم من قبل حزب او حركة اسلاموية ضيقة وانانية نقلت تونس الى مهاوي الفشل في كل شيء فهذا حسب طبيعة العمران التي تحدث عنها الفيلسوف والمفكر والمؤرخ وعالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون مخالف للواقع وللطبيعة .
الشعب التونسي شعب يحب الحرية ويحب التقدم ويحب الانطلاق نحو المستقبل فما بالك تسجنه في زنقات حركة النهضة ونهج راشد الغنوشي هذا غير طبيعي وغير متوافق مع سير حركة التاريخ لهذا كنت اقول ان تونس لابد ان تكون مثل مصر في رفضها النزعات الظلامية المتخلفة وها قد مرت عقود ثلاثة على الحقبة الاسلاموية والانهيار بدأ بدأ في مصر والسودان وفي تونس وسيكون في لبنان فظيعا . فالحركات الاخوانية وغير الاخوانية (الاسلاموية) فشلت في ادارة البلدان العربية لأنها ضد حركة التاريخ وضد الدين الاسلامي نفسه فالاسلام دين التحرر ودين الثورة ودين المظلومين وهؤلاء لايعرفون الا انفسهم ، ولايعملون الا من اجل مصالحهم .
ما جرى اذا في تونس من تجميد البرلمان واقالة الحكومة والاستجابة لمطالب الشعب حظي بتأييد قادة الجيش والأمن في تونس ، ورأيتم كيف ان رئيس الجمهورية قيس اسعيد كان محاطا بالقادة وهو يعلن قراراته التاريخية الرائعة .
عاشت تونس الخضراء خضراء دوما ، وعاشت تونس حرة أبية مدنية عصرية ولامكان للاسلامويين هؤلاء الذين تقنعوا بالدين منذ السبعينات وقاومهم الحبيب بورقيبة وقاومهم الشعب التونسي لكنهم تسلطوا وجاء يوم الحسم وقد انتهوا كمتسلطين على رقاب الشعب التونسي التواق للتقدم .
صباح يوم 26 من تموز - جويليه - يوليو- جون 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق