الاثنين، 18 سبتمبر 2023

الملكة عالية ملكة العراق


 



الملكة عالية ملكة العراق
- ابراهيم العلاف
الملكة عالية 1911-1950 ، بنت الملك علي بن الشريف حسين ملك المملكة الحجازية 1924-1925 ، والد الامير عبد الاله الوصي على العرش ، ثم ولي العهد في العراق 1939-1953 ، في مثل هذا اليوم 18 من ايلول - سبتمبر سنة 1933 أعلنت خطوبة الملك غازي على ابنة عمه عالية بنت علي بن الشريف حسين شريف مكة ومؤسس المملكة الحجازية 1916-1925 .
وروى لي استاذي المرحوم الاستاذ الدكتور فاضل حسين ، ان الملك غازي أراد الزواج بالانسة ( نعمت) ابنة السياسي العراقي ياسين الهاشمي، الا ان نوري السعيد ، وقف ضد هذه الرغبة وكان لا يحب ياسين الهاشمي وكان زعيما عروبيا قوميا وقال قولته الشهيرة (جماله ياسين يصير عم الملك !!) .
هي من مواليد مكة يوم 19-12-1911 .. تزوج غازي وعالية في يوم 25 كانون الثاني- يناير سنة 1934 ، وأنجبا ولدا اسمياه (فيصل) يوم 2 أيار مايو سنة 1935 ، وهو الذي تولى العرش رسميا سنة 1953 اذ انه كان طفلا عندما قتل والده غازي في حادث اصطدام سيارته 1939 . وكان خاله الامير عبد الاله وصيا عليه ، وبعد بلوغه سن الرشد ، توج مالكا ، واستمر في الحكم حتى مقتله إثر قيام ثورة 14 من تموز - يوليو سنة 1958 .
الاخ الاستاذ قاسم حلو الغرابي ، انجز رسالة ماجستير عن الملكة عالية ، وكانت بعنوان ( الملكة عالية سيرتها ونشاطها الاجتماعي في العراق 1911-1950) . ومما قاله في الرسالة نقلا عن ملحق جريدة (المدى ) البغدادية والرابط التالي :https://www.almadasupplements.com/ :" منذ أن وطأت أقدام الأميرة عالية العاصمة العراقية بغداد مع والدتها وشقيقها عبد الإله وبقية الحاشية المرافقة لهم لأول مرة في حياتها مساء 6 آيار - مايو 1926, أدركت الألم االذي يعيشه والدها الملك علي ، بعد فقدانه لعرشه بالطريقة التي فرضها الانكليز ، فأخذت تواسيه ، ووقفت الى جانبه في محنته القاسية وكانت تهون عليه واقع المصيبة وتخفف منها , درست الاميرة عالية على يد استاذات متخصصات بفنون اللغة والتربية منهن الاستاذة أمت السعيد عميدة كلية الملكة عالية في بغداد, والانسة (نجلاء معلوف) . كما اشرفت على تعليمها السيدة( سلمى صبيحة) و(وديعة صبيحة) شقيقتا الطبيب المعروف ببغداد ( الدكتور وديع صبيحة) وهما بالأصل لبنانيتا الجنسية ، لكنهما عاشا في العراق زمنا طويلا , وبهذا نجد ان الأميرة عالية قطعت في تعليمها شوطاَ طويلا واثبتت لمن علمها انها كانت تتمتع بذكاء حاد وعقل راجح و موهبة فطرية قوية , وقد سطرت معلمتها الست امت السعيد مانصة :” انها كانت تلميذة لم تبطرها أبهة الامارة , بل زادت من تواضعها , ولم يصرفها نعيم المجد المؤثل من ايفاء دين العلم ، فكانت احرص ما تكون على القيام بالواجب وضبط الوقت واستغلاله “.وفي سنة 1928 انتقل أهلها الى بيت كبير في كرادة مريم كان يعود لوجيه من البصرة أسمه أغا جعفر ، وكان يطل من الجهة الخلفية على نهر دجلة .كانت الأميرة عالية نحيفة القوام ، هادئة الطبع تشبه شقيقها الامير عبد الاله كثيراً في تقاطع وجهه ، وملامحه وكانت ذات حساسية مفرطة، وقد وصفها طبيب العائلة المالكة آنذاك الدكتور هاري سندرسن بأنها :" امرأة ذات جمال ، ومرح ولطف ، وذكاء نادر وعينين واسعتين ووجه بيضوي يمتاز بإشراقة وبكلامها الذي ينم عن أدب اصيل وكرم خلق اذ لم يكن في حديثها أي تكلف الى جانب ما تمتاز به من بساطة في مظهرها , وبهذا فشخصيتها توحي بالاحترام , كما انها كانت تراعى التقاليد العربية والاسلامية ؛ فهي ولدت وعاشت في بيت مجاور للكعبة الشريفة في مكة المكرمة يشرف على المسجد الحرام . وقد واجهت ظروفا صعبة وهي بصحبة أهلها سواء أكان ذلك في الحجاز ام سوريا تركت اثرا ايجابيا على شخصيتها , فقد طبعتها بطابع العقل ، والحكمة ، والصبر والعناد والتحمل. وكانت بحق مدرسة كاملة أبدعت في صقل موهبتها وجعلت منها شخصية ذات عقلية كبيرة . ودورها لم يقتصر على التعلم بل زاد على ذلك اهتمامها إلى جانب والدتها الملكة نفيسة وشقيقاتها في النشاطات الخيرية الواسعة ، التي تمثلت في حملات التبرع بالاموال وخياطة الملابس وتوزيعها على الفقراء , الى جانب إنشاء عدد من المراكز الصحية ودور الايتام تحت رعاية واشراف مباشر من لدن الملكة نفيسة والاميرة عالية واقامة الحفلات الخيرية وايداع اموالها للجمعية وبالتالي توزيعها على المحتاجين، لهذا كانت تتمتع بإحترام العراقيين ومحبتهم . ومن جانب آخر كانت الاميرة عالية شغوفة برحلات الاصطياف ، إذ قامت بعدد من الرحلات قبل اقترانها الملك غازي سواء بمفردها ام مع اسرتها وآخرها رحلة استانبول في صيف سنة 1933 للاصطياف ولزيارة جدتها لأمها (ملك خانم) والتي هي من اصول شركسية من بلاد القفقاس.أما علاقة الاميرة عالية بمحيطها الاسري فكانت علاقة قوية فهي كانت المدبرة الفعلية لشؤون البيت ، ويمكن التعرف على علاقة الاميرة عالية مع افراد عائلتها من خلال معرفة علاقتها مع والدتها التي كانت تحبها وتحترمها كثيرا في حياتها , ولهذا اناطت بها عدد من المسؤوليات البيتية قد كانت عند حسن ظنها وطالما اثنت على قدراتها , وكانت تحبها وتحترمها كثيراً. أما علاقتها بوالدها فكانت تعد - بحق - مستشارة له يعود اليها في كثير من الامور حتى بات رأيها محل اعتزاز أفراد أسرتها وبقي تأثيرها واضحا حتى بعد اقترانها بالملك غازي و كانت تتردد الى بيت والدها للوقوف على احتياجاته اليومية .
توفيت - رحمها الله - متأثرة بمرض السرطان يوم 21 كانون الاول -ديسمبر سنة 1950 ـ ودفنت في المقبرة الملكية بالاعظمية . وكان لوفاتها صدى حزن شديد في العراق حتى ان تلميذات المدارس منذ يوم وفاتها بدأن يلبسن (السواد ) واصبح زي التلميذات الرسمي .
رحم الله الملكة عالية وطيب ثراها .
كل التفاعلات:
Um Mahmood، وSaad A Selim و٤ أشخاص آخرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

  الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - ج...