الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

الدولة العراقية الحديثة (مدنية عصرية) منذ 1921 حتى 1979


 الدولة العراقية الحديثة (مدنية عصرية) منذ 1921 حتى 1979

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وبعد نشري للبوست التي يشير الى الملك فيصل الاول 1921-1933 مؤسس الدولة العراقية الحديثة وواضع اسسها المالية والعسكرية والادارية والمالية والتربوية والعدلية ، كان مدنيا ، عصريا أرسل لي أحد الاخوة رسالة يطلب مني التوضيح .
واقول ان الدولة العراقية الحديثة 1921 ، كانت ثمرة من ثمار الثورة الكبرى ثورة العشرين الجليلة 1920 . وقد بنيت على اساس مدني ، فقد اقر الدستور وكانت الدولة التي ارادها العراقيون مدنية دستورية نيابية عصرية لاتفرق بين انسان وانسان بسبب الدين او العنصر او المذهب وقد اشترك كل العراقيين في البناء .
وتأسست الاحزاب السياسية ، وظهرت الجمعيات ، والنقابات ، وصدرت الصحف ، وكان (الجيش) مدرسة للوطنية ، واستمر الامر هكذا في عهد الملك غازي 1933-1939 وعهد الوصاية وصاية الامير عبد الاله 1939-1953 وعهد الملك فيصل الثاني 1953 -1958 وبعد ثورة 14 تموز 1959 وتولي الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الحكم 1958-1963 وما بعد ذلك في عهد الرئيس عبد السلام محمد عارف 1963-1966 وعبد الرحمن محمد عارف 1966-1968 وعهد احمد حسن البكر 1968-1979 وجاءت سنة 1979 وجاءت الحرب العراقية - الايرانية 1980-1988 واجتياح الكويت 1990 والحصار والغزو الامريكي كانت هذه الفترة فترة انتعشت فيها التيارات الدينية او ما كان يسميه النظام القائم الظاهرة الدينية - السياسية وراحت التوجهات الدينية تقف ضد التوجهات الفكرية والسياسية القومية والوطنية ، وبدأت ما كانت تسمى الحملة الايمانية ، وراح الدين يدخل الى مفاصل الدولة ، ومؤسساتها ، وازدهرت الدراسات الدينية وانتعشت الاحزاب الدينية ، واستبدلت الصفة المدنية للدولة العراقية بالصفة الدينية . واليوم نشهد تناميا لهذه الاتجاهات والنتيجة كانت وخيمة على النسيج الاجتماعي للعراق ، وعلى مستقبل العراق ، والحل العودة الى مدنية الدولة وعصرنتها من خلال الحياد بين التيارات الفكرية المختلفة وعدم جعل احدها يسيطر على توجهات الدولة العامة ؛ فالعراق نسيجه الاجتماعي فسيفسائي متنوع ، والوحدة مطلوبة ضمن التنوع والوطنية والمدنية هي الحل ، والدين شيء سام وعظيم ويجب ان لانلوثه بالسياسات ، والمواقف اليومية ، ومكانة الدين محترم ، ودوره محل اعتزاز وتقدير واحترام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صورة فوتوغرافية رائعة للفنان الفوتوغرافي الاخ والصديق الفنان الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة 2013

                                         صورة فوتوغرافية رائعة للفنان الفوتوغرافي الاخ والصديق الفنان الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة 2013 وتصبح...